Thursday 8th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 22 ذو الحجة


وجهان لعملة واحدة
بين طاغية بغداد وطاغية بلغراد

عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
هذه المقارنة بين طاغية العرب وطاغية العجم,, فكلاهما مما ابتلي به المسلمون في هذا العصر، فهما داء عضال في هذه الحقبة من تاريخ المسلمين، وهما وجهان لعملة واحدة او قل هما عميلان لمخطط واحد وهو اضعاف قدرة المسلمين وارباك المنطقتين في الخليج والبلقان, اما الاهداف لكل منهما فمتقاربة إلى حد كبير لان الاصل والمنشأ واحد، فطاغية بغداد بعثي اشتراكي له نظرة حزبية تقوم على ادعاء المصلحة القومية العربية وهي في النهاية تصب في المصلحة الشخصية والأنانية المتمثلة بالتفرد بالسلطة والموارد والثروات والقوة, وطاغية بلغراد قومي اشتراكي ينادي بأفكار النصارى الارثوذكس التي كانت قبل خمسمائة عام ويعلن العداء على كل اصل موجود في يوغسلافيا غير صربي, فقد كان طاغية بغداد يحارب الاكراد وها هو طاغية بلغراد يحارب الالبان, وكلاهما يدعي وحدة الاراضي وسلامة الاتحاد.
استخدم الطاغيتان شتى انواع الجيوش والآلات الحربية للابادة الجماعية والتصفية الجسدية وانتهاك العرض واحراق الارض, وفتح الطاغيتان امام القوى الاخرى المجال لتنفذ اطماعها في المنطقة ويكون لها تواجد لحماية مصالحها في الخليج وادعاء حماية المسلمين في البلقان, حتى حار المسلمون أين الراعي وأين الذئب, إن ما يحل بالمسلمين اليوم هو بسبب تشرذم كلمتهم وحب الدنيا وكراهية الموت, والموت لا محالة قادم يصيب جسد الامة هنا رغم انفها وعلى مسمع ومرأى من العالم وما يسمى بالنظام العالمي الجديد وليس لهؤلاء الالبان ذنب إلا انهم كانوا يوما من الايام ابناء حضارة إسلامية ضعفت وتلاشت إلا قليلا بسبب الشيوعية, فلماذا أمة الاسلام صامتة وهي في كل يوم لايكاد يندمل لها جرح إلا وينكأ لها جرح آخر, لقد صدق فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: توشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها,, الحديث.
ومع ان المسلمين اليوم خمس سكان العالم، إلا انهم يعتبرون اكثر الامم مصائب وأكثرها لاجئين, وأكثرها ويلات وحروباً حتى في وسط اوروبا حين وجدت هذه الاقلية في كوسوفو سلط عليها الصرب الحاقدون,
إن الواجب على المسلمين اليوم نصر اخوانهم ومد يد العون لهم والابتهال إلى الله ان يرفع عنهم البلاء ويرد كيد الاعداء في نحورهم وان يصلح قادة المسلمين ويأخذ بأيديهم لسواء السبيل وان يحفظ ائمتنا وولاة امورنا إنه سميع مجيب,, والسلام عليكم.
عثمان بن احمد الدويش
مدير معهد الفاروق الثانوي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved