لن يتقدم المجتمع وأغلب أفراده لا يثمنون قيمة المعلومات، فبالنسبة لهذا الصنف من الناس الاستماع إلى الاغاني مماثل للاستماع للمعلومات فالامر سيان لا يختلفان فلا تجد احدهم يجهد نفسه ولو قليلا في البحث عن المعلومة بل حتى لا يكلف نفسه بالانصات إلى مصدر المعلومة ولو خير احدهم في مبلغ زهيد من المال على كمية كبيرة من المعلومات لاختار المال بلا تردد فالقاعدة لديه المال اولا والعلم ثانيا فهو لا يدرك خطر الجهل ولا يعرف قيمة العلم بل ربما لا يعرف للعلم معنى مع ان العلم هو كنز الدنيا والآخرة وبه يتحصل للامة القوة والمنعة ولا يتجرأ على هدم وحدتها الاعداء حاضرا أو مستقبلا وان هذه المعضلة لم تعد قاصرة على العوام من افراد المجتمع بل اصبحت تلقي بظلالها على بعض المثقفين فتجدهم كذلك وربما أسوأ ويفضلون تقريب منحرف جاهل يصدهم عن الخير على متعلم يدلهم على الخير لان الاول في زعمهم يبعد شيئا من هموم الحياة عنهم ولا يعلمون ان الثاني يرشدهم إلى سبل النجاة من مهالك الدنيا وعذاب الآخرة فهل نعرف قيمة المعلومات؟ أرجو ذلك والله ولي التوفيق.