تقشير البطل مجموعة قصصية للقاضي المغربي تحتفي بالنص- تطوبه وتمجده وتتوجه سيداً على عالم الأطلال والخرائب, ذلك أن عالم هذه المجموعة حسب الناقد أحمد بو زفور، رمادي اللون هجيري المناخ , مترع حتى الحافة باللامبالاة أو باليأس أو العبث أو بانعدام الثقة في كل شيء,, فقط النص، النص اللغوي بالتحديد، هو الذي لايزال يمضي بثقة السارد في هذه المجموعة ويرى أن ذلك يتجلى في تنصيص السرد ويقصد به :
1- تنصيص البناء: أي بناء القصة من جملة من النصوص سواء كانت: نصوصا موازية خارجية تنبض مرة مرة في ثنايا السرد: غوته -بروست- كافكا البسطامي المجاطي- اللعبي,, الخ- أو نصوصاً داخلية تكسر خطية السرد وتفتت عنوان القصة إلى عناوين أخرى صغيرة داخلها، ونص القصة إلى نصوص أخرى صغيرة: (قصائد - حكايات- أغان,, الخ)
اضافة إلى تنصيص البناء هناك تنصيص المرجع ويعني به الناقد بوزفور أن السارد في هذه المجموعة ليس يدا تفعل وليس حتى عينا ترى، بقدر ماهو أذن تسمع, لذلك تكثر في القصص كما لاحظ الناقد في مقدمته، مادة (قال) ومشتقاتها ومرادفاتها, ولذلك يحتفي السرد بالتكرار ويصنع منه ابرة ينسج بها مناخ القصة كأن العالم الذي تتحدث عنه المجموعة لايتألف من أشخاص يغيرون ويتغيرون، بل يتألف فقط من أشياء مكتملة ساكنة متجاورة والسرد يتقافز فقط في عصبية كالعصفور المتوجس من هذا السكون ومن هذا الاكتمال حسب الناقد بوزفور.
كما ان الدلالة في قصص تقشير البطل لاتنبع من عناصر القصة الجريئة ، حسب المقدمة ,, انها تنتشر حول كلمات القصة كالضباب ولاتوحي بأي شيء محدد، وتلك هي دراما الخاصة التي تبث الدلالة لاكمعنى في كلمات السطر ولاحتى كمضمون بين السطور بل تبثها رائحة في الجو, والمفزع حسبما يقول بوزفور أنها رائحة احتراق تحس أن هناك نصا ما يحترق في هذا العالم يحترق ليضيء ؟ ليكوي ويطهر؟ ليتبخر؟ لاندري لك مانعرفه (نحس به) انه نص، وأنه يحترق.
والمجموعة احتوت على ثماني قصص: تقشير البطل، عمران البري، عمران البحري، يوميات الملجأ، اغتراب، الشطحات الوجع، الطفاية، صحراء,.
والقاص سعيد بوكرامي يعد واحداً من مجموعة كتاب شباب : دشين- العتروس - بركات - موقيظ,, وآخرين ينسجون منعطفاً جديداً في طريق القصة المغربية الحديثة حسب بوزفور والذي يطلق تسمية المرحلة الزرقاء على هذا المنعطف كتعبير عن خروج القصة المغربية من مراحل التأسيس والتجنيس والاكتمال (الخارجي / الاجتماعي/ الايدلوجي/ الفني) إلى مراحل الخلق الحر (الداخلي/ الذاتي/ الجسدي/ التعبي) ومن سمات هذا المنعطف الجديد مثلما يذكر الناقد:
1- خفوت الايدلوجيا .
2- الاحتفاء بالجسد.
3- الاحتفاء بالنص.
4- شعرنة اليومي والمهمش والبدني.
5- اعادة قراءة التراث (الشعبي خاصة).
6- تحطيم الجدار الكلاسيكي بين الكاتب والقارىء, ويقول والأهم من ذلك كله: انهم لايحسون بأنهم يشكلون تيارا أو مدرسة بل يكتبون بحرية، ويدعون المرحلة الزرقاء تتشكل تلقائيا وبدون أي قصد أو تخبط أو التزام بدون احساس ، ربما حتى بالحاجة إلى قراءة ، وإلا,, لماذا لايقرأ بعضهم بعضا,, في انتظار ولادة نقد أزرق محايث؟
|