Thursday 8th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 22 ذو الحجة


أحوال
فهّمونا قبل ما تعاقبونا!!(2)

إيه كنا نسولف امس في شغلة الحقوق الفكرية والابداعية عامة، واظن اني ضربت مثال بالأخ محمد عبده وملابسات آخر زيارة بس في سياق استهماج انتاج البني آدم الابداعي سواءً من علية القوم او سفلتهم,, وعلقت على فكرة الحقوق الطليعية هذه بأنها بحاجة ماسة لحملة علاقات عامة لتثقيف الناس من قبل ترويعهم بالعقوبات,, اعطيكم ابسط مثال على سذاجة فهم الناس - عامة الناس اقول - وتعاملهم مع افكار وانتاجات الآخرين من حولهم,, الناس هنا بمنتهى البساطة تسولف عن بعض وتتناقل عن بعض تحت بند يقولون كل ما يخطر وما لا يخطر على البال,, من الافكار الهشة والسخيفة ونهاية بتحليلات الاقتصاد والعولمة والصواريخ البالستية، الجميع عنده صلاحيات مطلقة في الاستخدام والنسب، والتوظيف وآخر شيء يفكر الواحد فيه انه يكون ذكي ومسؤول وما يقول على لسانه شيء ما هو خاص فيه,, يعني من النادر جداً تحصل واحد يقول سمعت فلان بن فلتان الفلاني يقول كيت وكيت,, ومن المتعذر جداً تلاقي بني آدم في كامل قواه العقلية ينقل فكرة مثيرة ولا سخيفة وينسبها لمصدرها,, الله واعلم ان الناس هنا تؤمن عن قناعة بشغلة الافكار مطروحة في الشارع ومن حق اي مخلوق يطب ويتنقى وعادي لا عظم مكسور ولا دم منثور يا ربي لك الحمد,, وأكبر دور لحملة العلاقات العامة من وجهة نظري في شغلة الحقوق هذه اننا نبين للناس ان فيه فرق كبير بين اللغة/ الكلام والافكار اللي تولد محشورة فيها,, يعني ناس كثيرة هنا تبرر لنفسها الكلام المنقول عن الآخرين وكأنه كلام مجرد من الافكار من حق الجميع تداوله ونسبه لمصدر معلوم او مجهول مثل مصدر يقولون ويحلفون حلف,, طبعاً هذه البساطة والسذاجة في تعاطي البني آدميين عندنا مع الافكار والانتاجات والمسكوكات التأملية والفلسفية والفنية انسحب من عالم الشارع والسواليف الخاثرة والهك اللي ما عليه حساب الى عوالم الحياة الجادة كالمؤسسات العلمية والأوساط النخبوية وبيئات العمل, صحيح العقوبات ممكن تخلق التزام سلوكي عند الناس خوفاً من ان تطالهم يد القانون لكن كل ذلك لن يخلق وعي مسؤول عند البني آدم على المدى البعيد بشكل او بآخر,, انا اقول قبل ما يعاقب صاحب محل تصوير وثائق وقبل ما ترسل له اكوام من التعليمات والتوجيهات لا بد من تنويره بأهمية الافكار وقيمتها النفعية للمجتمع وكونها جزء من كيان بني آدم من حقه على المجتمع ان لا تهدر انتاجاته تحت اي ظرف او مبرر من اي نوع كان,, وان كل شكل من اشكال اعادة انتاج او استهلاك المادة الفكرية او الانتاج الابداعي مهما كان صغيراً او كبيراً يظل خرقا اخلاقياً لحقوق وعطاءات الآخرين في المجتمع,, وان في شيوع استهلاكية وابتذال عطاءات الآخرين يضر بحركة الانتاج المجتمعي عندما يجد المبدعون واصحاب الطاقات المتميزة عطاءاتهم مشاعة بلا ادنى تقدير لحقوقهم كمنتجين اصليين للأفكار.
بكرة أكمل.
د, عبد الله الطويرقي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved