أصدرتها أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية
دراسة علمية : تُشخص ماهية أسس ومبادئ أمن الطفل
ضمن اهتماماتها بشرائح المجتمع العربي أصدر مركز الدراسات والبحوث بأكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية كتابا عن (أمن الطفل العربي) من تأليف الدكتور عبدالعزيز خزاعلة، ويُعد هذا الكتاب الذي صدر هذا العام 1419ه دراسة علمية اتبعت المنهج العلمي في الكشف عن مشكلة الدراسة واجراءاتها المنهجية.
وقد حاول المؤلف في دراسته التعرف على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للطفل العربي وماهية الأسس والمبادئ التي يتحقق في ضوئها امن الطفل العربي، بالاضافة الى التعرف على جوانب تحقيق امن الطفل العربي ودور عملية التنشئة الاجتماعية - وبخاصة دور الاسرة في تحقيق هذا الامن، كما حدد الباحث عددا من هذه المشكلات التي تواجه الطفل العربي وسعى الى التعرف على وسائل تحقيق أمنه واستقراره.
وفي تفصيله لجوانب هذه المشكلة قسّم الباحث دراسته الى ستة فصول، تحدث في الفصل الاول عن الاطار المنهجي للدراسة، وفي الفصل الثاني عن الاسس والمبادئ التي يتحقق في ضوئها امن الطفل العربي، حيث تحدث عن حق الطفل في الاسلام، والكيفية التي اهتم بها الاعلان العالمي لحقوق الطفل عن هذا الموضوع، ثم ختم هذا الفصل بحقوق الطفل في العالم العربي,, وعن الواقع الاجتماعي والاقتصادي للطفل العربي الذي اشتمل عليه الفصل الثالث من الدراسة، توصل الباحث الى نتيجة ان ما نسبته 47,6% من سكان الوطن العربي هم ممن تقل اعمارهم عن 18 سنة مما يشير الى درجة فتوة المجتمع العربي وذلك من خلال تحليل التركيب العمري للسكان.
وعن جوانب تحقيق امن الطفل العربي كشفت الدراسة ان من العوامل المهمة لتحقيق هذا الامن عامل التغذية السليمة مثل الرضاعة الطبيعية، وقد ذكر الباحث احصائيات تدل على تفاوت المجتمعات العربية في هذا الصدد، ومن ذلك ايضا الاهتمام بصحة الأم تلافيا لولادة الاطفال بوزن ناقص، وكذلك الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يُقدم للطفل، وفي هذا الصدد أوردت الدراسة احصائيات متفاوتة عن حالات سوء التغذية في المجتمعات العربية.
وفي الفصل الرابع من الدراسة: تحدث الباحث ايضا عن اهمية الامن الصحي للطفل العربي وعن وسائله مثل المحافظة وتوفر الصرف الصحي واساليب الوقاية من الامراض، وفي كل ذلك يورد الباحث احصائيات عن هذه الوسائل من واقع بيانات الدراسة ومعلوماتها التي شملت الوطن العربي.
وفي الفصل الخامس من الدراسة: ركز الباحث على دور الاسرة في عملية التنشئة الاجتماعية واهميتها في القضاء على الأساليب الخاطئة في تربية الطفل، واوضحت الدراسة ان البيئة الاسرية في الوطن العربي إما ان تكون حضرية او ريفية او بدوية، وكل واحد من هذه المستويات الثلاثة تعكس تفاوتا فيما بينها من حيث درجة الوعي الاجتماعي واسلوب ونوعية الحياة، ومستوى المعيشة ليس على المستوى القومي فحسب وانما على مستوى كل قطر عربي كذلك.
وفي الفصل الاخير من الدراسة سرد الباحث جملة من المشكلات التي تعوق تحقيق أمن الطفل العربي، ذكر من بينها دخول المرأة ميدان العمل، والمشكلات الناجمة عن اغتراب الوالدين واوضاع اطفال المهجر واطفال المخيمات، واطفال المجاعات وغيرها.
وختم الباحث دراسته بتصنيف الدول العربية من تحقيقها لأمن اطفالها إلى ثلاث مجموعات: دول سارت بخطى سريعة نحو تحقيق امن اطفالها وتشمل هذه المجموعة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، المجموعة الثانية: دول تسير بخطى جيدة مثل الاردن، ولبنان، تونس، سوريا، ودول تسير بخطى بطيئة وتتميز بضعف المستوى المعيشي فيها الناتج عن ضعف مواردها وبالتالي ترتفع فيها نسبة الوفيات والامراض والامية وتشمل هذه المجموعة الصومال وموريتانيا واليمن.
|