Thursday 8th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 22 ذو الحجة


تأهيل المسنين لمواصلة نشاطهم ضرورة اجتماعية

شاركت المملكة سائر بلدان العالم احتفالاتها بيوم الصحة العالمي الذي صادف يوم أمس الاربعاء الموافق 7 ابريل 1999م.
ولعله من محاسن التقدير ان جعلت منظمة الصحة العالمية شعار يوم الصحة العالمي لهذا العام (مواصلة المسنين لنشاطهم ضمان لصحتهم),, فلا شك ان الانسان عندما تتقدم به يعتمد على غيره في ممارسة مفردات حياته.
ونحن نحمد الله ان ديننا الحنيف قد حث على العناية بتلك الفئة من المجتمع حيث قال الله تعالى وبالوالدين احسانا فجعل التكافل الاجتماعي والتواصل وصلة الرحم، هي قواعد للسلوكيات الاجتماعية التي يجب ان تسود المجتمع بصرف النظر عما نسمعه ونراه من مواقف سلبية توجع القلب وتدمي العين لجحود بعض الناس تجاه آبائهم أو اقربائهم عندما تتقدم بهم السن ويصبحون لا حول لهم ولا قوة.
ونحن لا ننكر وجود مثل هذه النماذج في المجتمع الاسلامي للأسف الشديد مع قلتها، غير انها مواقف قد تنتج بفعل الجهل وضيق الأفق وضعف الايمان، فتأهيل الأسرة للمسنين يشمل المفهوم الروحي المنبثق من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف مصداقاً لقول الله تعالى ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض .
ان برنامج تأهيل المسن داخل المجتمع هو برنامج نابع من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، يكسب الفرد المشارك فيه الأجر من الله تعالى ويسقط عنه التكليف برعاية ذوي الحاجات من اهله وذويه ألم يوجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الى رعاية ذوينا في قوله (رغم انف، ثم رغم انف ثم رغم انف من ادرك ابويه عند الكبر احدهما او كلاهما ولم يدخل الجنة),, (ومن قاد اعمى اربعين خطوة وجبت له الجنة).
لقد سطر لنا التاريخ بأحرف من نور اهتمام الحضارة الاسلامية بالانسان، حيث حرصت على صحته الجسمية والنفسية، وضرب المسلمون اروع مثال على التقدم العلمي في مجال التوجيه والارشاد النفسي.
فقد سبقنا عمر بن الخطاب بسن التنظيمات الادارية المنبثقة عن المفهوم الاسلامي لرعاية المسنين، حيث سن فريضة مالية من بيت المسلمين للفئات المحتاجة كالمسن والمفطوم والرضيع والمريض والمعاق,, بل لقد منع رضي الله عنه اليهودي الضرير من التسول وفرض له ضماناً اجتماعياً طول عمره ليعيش في كنف الدولة الاسلامية معززاً مكرماً كمواطن وان كان لا يدين بالاسلام.
ان تقوية اواصر الأسرة مادياً ومعنوياً ونشر الوعي الحضاري في طبقات المجتمع، هي الضمان الحقيقي لصحة المسنين وتخليصهم من الضغط النفسي والكآبة التي يشعرون بها ويعانون منها.
ان البعض يستخدم لفظ (عجوز) في الاشارة الى كبار السن,, ولكن هل ادركنا وقعها المؤلم على من نشير اليه؟.
ان لفظ عجوز يدل على العجز وانتهاء القدرة على العطاء,, رغم ان هؤلاء العجزة او كبار السن كما يفضل ان نطلق عليهم هم شباب الأمس القريب ممن عملوا بكد وجهد لتحقيق هذا الحاضر الذي نعيشه الآن,, انهم عبرة لمن يعتبر، فبعد القوة والصحة والعنفوان يعود الانسان مرة اخرى ليصبح ضعيفاً يعتمد على غيره,, قال الله تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير سورة الروم آية (54).
اننا بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي لهذا العام الذي يرفع شعار (مواصلة المسنين لنشاطهم,, ضمان لصحتهم) نوجه الى ادراك اهمية نشوء وعي اجتماعي عام تجاه كبار السن، بحيث يشارك في تأهيلهم اهلهم وعشيرتهم فلا يشعرون بالغربة ولا يعانون من قسوة تجاهل المجتمع لهم وعدم الاهتمام بهم بعد ان تقدمت بهم السن لا بد ان نشعرهم ان دورهم في مسرح الحياة لا يزال مستمراً وان محاولة تعليمهم الاعتماد على النفس ما امكن ذلك، ان المقصود من مواصلة المسنين لنشاطهم ضمان لصحتهم اهمية ان يستمر المسن في ممارسة المشي والحركة والرياضة وعدم الاستسلام والتراخي فان كل حركة فيها بركة، فلا بد ان نساعد مسنينا في الاعتماد على انفسهم بقدر المستطاع ونساعدهم في الذهاب الى المسجد والمشي والاعتماد على أنفسهم بقدر ما تسمح به حالتهم الصحية لأن ذلك يعني ضماناً واستمرارية لنشاطهم وصحتهم الله اسأل ان يحفظ جميع المسنين وان يديم عليهم الصحة والعافية والحمدلله رب العالمين.
د, محمد حسن مفتي
مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved