اقترب الحسم في مسابقتي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد, فلم يبق سوى دور الأربعة في كلاالمسابقتين, ومن مفارقات اقتراب الحسم ان هناك فرقا ارتفع مستواها الفني وهناك فرقا تراجع مستواها وانتكس.
والهلال هو أحد أبرز الفرق التي تراجع مستواها بشكل مخيف حتى ان جماهيره بدأت تقلق وتشك كثيرا في إمكانية مواصلة الفريق مشوار المنافسة او تحقيق احدى البطولتين الكبيرتين.
فالمستوى الفني الحالي للفريق الهلالي لا يؤهله أبدا لتحقيق لقب أي بطولة رغم اقترابه كثيرا من ذلك.
وللانحدار الرهيب في مستوى الهلال الفني أسبابه وعوامله والتي هي جميعها من صنع الهلاليين أنفسهم ادارة ولاعبين ومدربين.
فالفريق لا يحظى بأي متابعة او اهتمام اداري منذ ما يقارب الشهر لذلك كان من الطبيعي ان تحدث حالة اللا انضباط وبلا التزام في صفوفه بين اللاعبين فيكثر التغيب والتأخير عن أداء التدريبات وبالأخص قبل وبعد إجازة عيد الأضحى المبارك, كما ان هذه الحالة من الفوضى انسحبت على الجهاز التدريبي الذي لا يمانع من اشراك أي لاعب في اي مباراة حتى لو كان منقطعا عن التدريبات منذ زمن.
علاوة على ذلك ما يقال ويتردد بأن اللاعبين لا يتجاوبون مع مدربهم التجاوب الأمثل ولا يطبقون تعليماته ولا يستجيبون لإرشاداته.
وكل تلك السلبيات حدثت وطفت على السطح بسبب غياب الرقابة والمتابعة والاهتمام الاداري.
فلو ان هناك متابعة ادارية دقيقة لما حدثت حالة الفوضى في التدريبات ولما تغيب اللاعبون باليوم واليومين والثلاثة وأحيانا السفر للخارج بلا داع في عز المنافسات.
ولو كان هناك رقابة ومحاسبة وحزم اداري لما تجرأ الجهاز الفني على اشراك أي لاعب في أي مباراة مباشرة بعد عودته من غياب طويل، ولما تجرأ بعض اللاعبين على رمي تعليمات مدربهم عرض الحائط أثناء المباريات ورفضوا التجاوب معه وتطبيق ما يريده.
إنها الإدارة,, هي سبب كل ما يحدث للفريق الهلالي وما سيحدث له خلال الأيام القادمة عندما يكون خروجه من مسابقتي الدوري والكأس حقيقة ماثلة أمام أعين جماهيره ليصدموا كما صدموا من قبل بعد تصفيات العين التي للأسف لم تتخذ منها الإدارة درسا ولا عبرة ولم يحرك فيها ذلك الاخفاق شعورا بالأسى والندم وضرورة مضاعفة العمل لتعويض ما فات, بل ان الذي حدث هو العكس حيث زاد الاهمال والابتعاد عن الفريق وتردى مستواه الى درجة جعلته مطمعا لصغار الفرق قبل كبارها.
وهذا يجرنا للحديث عن مباراة الهلال والاتحاد التي جرت الأسبوع الماضي والتي خسرها الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف,, فهذه المباراة كشفت مزيدا من خفايا العقلية الغريبة التي تدير الهلال!!
فكيف يتم التهاون والتساهل بسمعة الهلال واسمه وتاريخه بذلك الشكل وإلا كيف (رخص) الهلال في نظر اولئك وبعثوا (توليفة) فريق لتقابل الاتحاد بكل نجومه الذين سيدخلون هذا الأسبوع منافسات البطولة الآسيوية؟
وكان عذر اولئك أن الفريق الهلالي الأساسي يستعد لأداء مباراته الأولى في الكأس أمام التعاون,, ولا يرغبون في ارهاقه وحقيقة لا أعرف عن أي إرهاق يتحدثون,, فمنذ خسارة الهلال في العين والبعض لا حديث له إلا عن الارهاق,, وهو عذر (كاذب) صدقوه من كثرة ترديدهم له, فماذا لعب الهلال أكثر من غيره لكي يرهق وحده؟ بل أين الارهاق عن الاتحاد الذي لعب مثل الهلال في المسابقات المحلية وزاد عليها بطولة عربية وأخرى خليجية وثالثة آسيوية كان يسافر خلالها الى أوساط آسيا ثم يعود؟!
ان الحديث عن الارهاق الهلالي ما هو إلا عذر يداري البعض خلفه فشله واخفاقه في قيادة الفريق.
لقد كشفت مباراة الهلال والاتحاد مقدار الفوضى والارتجالية والاجتهاد غير الموفق الذي يهيمن على الزعيم ويجثم على صدره حتى يكاد يخنقه.
ومن فشل إلى آخر يا حمدان
ربما نهضم حالة الطرد التي تعرض لها النجم الكبير يوسف الثنيان لو أن الحكم ناصر الحمدان اشهر البطاقة الحمراء مباشرة حال وقوع حادثة الاصطدام بين الثنيان ولاعب التعاون لأن هذه الحادثة وقعت تحت انظار الحكم وبين عينيه كون الكرة في حوزة هذين اللاعبين,, أقول ربما نهضم الطرد ونقبله على مضض على اعتبار انه سوء تقدير من الحكم,, ولكن ان تقع الحادثة أمام الحكم وأمام عينيه ويأمر باستمرار اللعب ولا يتخذ أي اجراء باحتساب خطأ او مخالفة ثم يذهب للتشاور مع مساعده بعد ذلك يقرر طرد يوسف الثنيان فهذا يمثل قمة التخبط في القرارات والتخبيص في إدارة المباريات.
كما أنه يمثل قمة الجبن والخوف والتردد من قبل الحكم الذي لم يجرؤ على اتخاذ القرار في حينه ولكنه أجله ليورط زميله المساعد ويحمله مسؤولية القرار الخاطىء.
فأول مرة نرى حكما يسمح باستمرار اللعب ويمنح فرصة أفضلية اللعب للاعب يطرده فيما بعد بايعاز من مساعده بحجة ارتكاب اللاعب مخالفة في نفس الوقت الذي كان فيه هذا الحكم يأمر بالاستمرار ويمنح هذا اللاعب أفضلية.
ان الحادثة لم تقع خلف ظهر الحكم او لم يشاهدها,, بل كل شيء وقع أمامه وبين عينيه وذلك ما يؤكد فشل حكم المباراة وإخفاقه التام في إداراتها.
وقمة التناقض التي تكشف شخصية هذا الحكم حدثت عندما شاهد لاعب التعاون (الدخيل) ينقض بكل عنف وبشاعة ويهوي بقدمه بكل ما أوتي من قوة على ركبة بشار عبدالله وهو ساقط على الارض والكرة في حالة توقف ويكتفي الحكم بمنحه بطاقة صفراء!!
فكيف (يمرر) هذه المخالفة التي تستحق الطرد وهو الذي شاهدها بأم عينه,,؟ في حين يقرر طرد يوسف الثنيان بإيعاز من مساعده على حادثة وقعت امام عينيه وقرر في حينها سلامتها عندما أمر باستمرار اللعب بل انه منح الثنيان افضلية كتأكيد منه على عدم ارتكابه أي خطأ او مخالفة؟
للأسف هذا هو حال التحكيم وهذا هو الحال الذي تردى إليه, ومما يؤسف له ايضا ان يخرج علينا الحمدان وأمثاله ليبرروا فشلهم وضعف قدراتهم بأعذار واهية وتافهة.
|