عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
في البداية أحب أن أشيد بمقالة الأخ عبدالملك بن الأمير المنشورة بجريدة الجزيرة يوم الخميس الموافق 2/11/1419ه عدد 9639 والذي تحدث من خلالها عن عدم قدرة طلاب المراحل التعليمية الثلاث التفريق بين مدلولات الأحكام الشرعية، خاصة طلاب المرحلة الابتدائية، وهو أمر ملاحظ لمن أتيحت له فرصة تدريس مادة من مواد التربية الاسلامية، فكثير من الطلبة -مثلا- لا يفرقون بين المحرم والمكروه، فعندما كنت أسأل الطلبة أيام التطبيق العملي في احدى المدارس الابتدائية عن حكم شرعي اجابته يكره، كانت اجابة معظم الطلبة بلا يجوز، دون ان يدركوا ان كلمة لا يجوز تعني التحريم، وقد تكررت تلك الاجابة لدى أكثر من فصل وأكثر من صف مما يدل على تأصلها لديهم، بل ان بعض الطلبة ممن هم في مراحل تعليمية متقدمة، لا يفرقون بين الركن والواجب فيخلطون بين أركان الصلاة وواجباتها، بل الأدهى والأمر أنك عندما تسأل طالبا عن أركان الإيمان يصدمك باجابة غير متوقعة، حيث يذكر لك أركان الإسلام.
فهل لغياب التطبيق والوسيلة التعليمية المناسبة دور في ذلك؟!,, اعتقد ذلك والدليل ان كثيرا من الطلبة درسوا في أكثر من مرحلة تعليمية، صلاة العيدين مثلا وصلاة الخسوف والاستغاثة والصلاة على الميت، إلا انه عند رغبته تطبيق ما درسه في حياته، تجده لا يعرف كيفية أدائها لأنه لم يتدرب على ذلك في المدرسة.
وجهة نظر
في الأثر ان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قالعلموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل ولم يقل درسوا أبناءكم، لأن هناك فارقا كبيرا بين التدريس والتعليم، فالتدريس جانب نظري والتعليم جانب أشمل.
علي بن زيد بن علي القرون
محافظة حوطة بني تميم