Sunday 4th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 18 ذو الحجة


خالد الفيصل,, عاشق عسير

اكتب متأخرا عن خالد الفيصل !.
ربما لأنني -ككل العشاق الكبار- لا يبوحون بعشقهم، إلا بعد ان يكون الفؤاد قد امتلأ، وبعد أن تكون المقاومة قد ضعفت, عندها يصبح البوح نوعا من الشجن الصادق الذي لا لبس فيه ولا مراء.
والحق,, أنني قد احترت من أين أبدأ حين شرعت في الكتابة, فخالد الفيصل,, منظومة متناغمة من الصفات العظيمة التي لا يمكن للمرء ان يتجاهلها,, ولا يمكن للمرء ان يمر عليها دون أن يشده ذلك الوميض المشع الذي تبعثه:
فخالد الفيصل الانسان الرقيق.
وخالد الفيصل الاداري الحازم.
وخالد الفيصل الفنان المبدع.
وخالد الفيصل العاشق الكبير,, الذي حوّل عسير برؤيته وطموحه، وابداعه الى قبلة للسائحين، ومنتجع لأولئك الحالمين من أبناء هذا الوطن,, الذين يبحثون عن نسمة أخاذة فيها رائحة المطر، وشذا العرعر، وأفراح الناس البسطاء.
** كل هذه الصفات والأوجه تحتاج الى صفحات لكي يوفى الرجل حقه, غير أنني أريد ان الِج في الحديث عنه من باب العشق الذي يكنه الرجل للمنطقة.
فكلما قرأت أو سمعت حديثا للأمير الجميل,, كلما أحسست بذلك العشق المتدفق من روحه المفعمة -أصلا- بالحب لمنطقة عسير ولمواطنيها الأوفياء لهذا الوطن، ولقيادته العزيزة.
لقد أخجلنا هذا الأمير النبيل بمشاعره الدافئة، وحبه الصادق وهو يقول,, ان الطبيعة الجميلة لعسير ,, ليست وحدها مصدر حبه لهذا الجزء الأخضر من وطني الحبيب,, الذي بنى مداميكه، وأسس بنيانه جدّه صقر الجزيرة,, الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، بل إني لا أكاد أقرأ أو استمع أو أشاهد أي لقاء معه عبر وسائل الإعلام المختلفة,, إلا وينبري خلالها في كيل المديح والحب لأبناء هذه المنطقة,, الذين ساعدوه ووقفوا معه، وترجموا أفكاره الجميلة الى واقع,, بحيث تحول العسير في عسير الى لا عسير في عسير,, ولا أبهى من أبها !!.
** ولابد لي -وأنا أكتب هذه السطور- أن اعترف بألم أنني لم أقابل هذا الأمير الجليل إلا مرة واحدة خلال ما يقارب ربع قرن من تولية إمارة منطقة عسير، وكان ذلك في احدى المناسبات التي افتتح خلالها مشروعا خاصا لأحد رجال الأعمال، وكنت وقتها ممثلا لالجزيرة , وقد خصني سموه حينذاك بحديث شائق تحدث من خلاله عن أهمية ان يلعب رجال الأعمال دورهم الهام في دفع عجلة التنمية بهذه المنطقة.
وعن أحلامه، وتصوراته في أن يرى عسير وقد تبوأت مكانها اللائق كاحدى المناطق المتحضرة التي يجد فيها الزائر والمقيم مبتغاه من راحة وخدمات وكان ذلك قبل أكثر من سبعة عشر عاما,, إن لم تخني ذاكرتي الخؤون.
**,, ومن العدل ان نشير الى ان الزائر لمنطقة عسير بمدنها وقراها وهجرها,, سيلحظ بجلاء مدى الجهود الخارقة التي بذلت، ومدى الأموال الطائلة التي أنفقت من أجل ان تنهض هذه المنطقة من سباتها، وان تلحق مع بقية مدن وقرى المملكة الأخرى بركب الحضارة والتقدم والازدهار.
ومن العدل ان نشير أيضا الى ان اهتمام سموه لم يكن منصبا على تنمية المكان وحده بل تعداه الى الانسان السعودي في عسير ,, من خلال تأصيل روح المواطنة الصادقة,, فأصبح المواطن في هذا الجزء الغالي من وطني الحبيب حارسا أمينا على كل المنجزات الحضارية,,ومتفاعلا مع كل المتغيرات التي طرأت على بنية المجتمع,, دون ان يفقد ولو للحظة أحساسه بقيمته,, وقيمة هذا الكيان الشامخ الذي أسسه جلالة المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود.
* وأحسب ان الحديث عن خالد الفيصل الانسان الرقيق، ذي المشاعر المتدفقة، وخالد الفيصل المسؤول الحازم الأمين,, سيكون حديثا صادقا حينما ينطلق من مواطن لا تربطه بسموه أي رابطة مصلحية إلا رابطة الراعي الى الرعية، ورابطة مواطن يقبع على بعد مئات الكيلومترات,, لا يرتجي من ورائها إلا راحة ضميره وقول كلمة حق,, ظلت حبيسة الحنايا,, حتى شاء لها القدر في لحظة صفاء عاطفي ان تُطل برأسها وتخرج عبر هذه السطور!.
**,, يا سمو الأمير,, إن حبنا لك وأنت به حقيق، ما هو إلا امتداد أصيل لحبنا العميق لقادتنا العظام من آل سعود الأشاوس الذين نشعر ان هذا الوطن المترامي الأطراف ما كان له أن ينعم بهذه الوحدة العظيمة، وهذا الرخاء الشامل، وهذا الأمن الذي بتنا من خلاله مضرب المثل,, لولا الله سبحانه وتعالى ثم هذه القيادة الحكيمة التي علمتنا الترابط والتكاتف والانصهار في بوتقة الوطن الواحد الذي يستمد شرعه من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه,, لا مكان فيه للقبلية البغيضة أو المناطقية الضيقة,, بل بتنا نشعر أن كل شبر في بلادنا هو جزء من قلوبنا، ونسيج من أجسادنا!.
** وأنت يا أبا بندر!!.
أعرف -والله- أنك لست في حاجة الى سطور يكتبها كاتب بعيد لا تعرفه، ولا تربطك به رابطة, لكن,, ما حيلتي، حينما تزأر المشاعر الولهى، والأحاسيس الأسيرة,, في لحظة وجدانية مشبعة بذلك الضوء الذي لا يملك المرء ان يكون أمامه محايدا، أو صامتا, ولتثق أن جدول الحب الذي يتدفق من قلبك لنا في عسير,, يقابله نهر من الحب العذب الذي ينبع من قلوبنا نحوك,, ونحو كل أسرتك العظيمة من آل سعود الأماجد!!
تركي العسيري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved