السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ظل موضوع كثرة المقاهي وارتياد بعض أبناء المجتمع لها بمختلف الأعمار وما يصاحب ذلك من مشاهدة القنوات الفضائية يشغل حيزا كبيرا من اهتمام المخلصين من أهل هذا البلد الغالي على نفوس ابنائه ذلك لما تسببه تلك المقاهي من الفساد الفكري والديني والصحي والخلقي لمرتاديها الذين -ويا للأسف الشديد- كثير منهم من فئة الشباب الذين تتطلع لهم الدولة ليكونوا رجال المستقبل، ولكن هيهات هيهات ما دامت هذه الأماكن تضاء فيها الأنوار وتدب فيها الحركة وتقدم فيها موائد الانحراف.
أقولها صراحة ان هؤلاء الغيورين على هذا المجتمع من العلماء والدعاة والتربويين ومن يحملون فكرا واعيا من عموم المجتمع لا يلامون على محاربتهم لهذه المقاهي التي ظهرت نتائجها بصور خيالية لاتكاد تصدق وبدأ اليأس يدب في النفوس وقبل ان يستشري جاء من يوقفه ولله الحمد والمنة وظهر في الميدان فارس صال صولته وبث في النفوس الأمل من جديد فقد حملت لنا صحيفة الجزيرة في عددها يوم الاثنين 6/11/1419ه خبرا مفاده ان وزارة الشؤون البلدية والقروية قررت قرارا حازما بمنع تشغيل القنوات الفضائية في المقاهي والمنتزهات والاقتصار على تلفزيون المملكة العربية السعودية بقناتيه الأولى والثانية، وعممت على البلديات مراقبة ذلك ومعاقبة المخالفين لذلك، وعند تطبيقه بحزم سيقلل ارتياد الناس لهذه الأماكن شيئا فشيئا حتى لا تكاد توجد, ولكن بقي ان يقال ان مثل هذا القرار الحكيم يحتاج الى جهود جبارة من الوزارة لتطبيقه تطبيقا كاملا دونما استثناء ولا محاباة وهذا هو الأهم.
وليد بن إبراهيم العريدي