عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتابع ما تنشره جريدة الجزيرة عن أحوال اخواننا مسلمي كوسوفا الذين يعانون معاناة بلغت النهاية في القسوة والمهانة، فقد حرموا نعمة الأمن ومسهم الجوع والعطش والكد والتعب، فماذا بقي من الآلام والأحزان ولم يتجرع مرارتها اخواننا مسلمو كوسوفا, ونحن نرفل في ثياب الصحة والعافية ونقطع المسافات الطويلة لا نخشى سوى الخالق سبحانه وتعالى.
ان هذه النعم التي نستمتع بلذاتها تحتاج منا الشكر والعرفان للمنعم سبحانه وتعالى وان من شكر النعمة استشعار المعاناة الرهيبة التي ابتلي بها اخواننا مسلمو كوسوفا, والجود بالنفس والمال من أعظم الجود ومن لم يستطع ذلك فالدعاء وهو ميسر لكل أحد.
قال الله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) آية186 سورة البقرة, فيا أخي المسلم أكثر من الدعاء لاخوانك في صلاتك وتهجدك وعلى كل حال تكون فيها مناجيا ومتضرعا للمولى سبحانه وتعالى,وبعد: المثل الدارج يقول ماحك جلدك مثل ظفرك صحيح ان الحلف الأطلسي شن غارات متتالية على مواقع صربية ولكنها لن توفر الأمن والأمان لاخواننا مسلمي كوسوفا بل زادت من سعار الصرب الحاقدين فأعلنوها حربا ضروسا تأكل الرطب واليابس وكأن تلك الضربات الجوية بمثابة المسن للسكين الصربية، واخواننا مسلمو كوسوفا لا ناصر لهم يهيمون على وجوههم الرجال والنساء والصغار والكبار, ولا حول ولا قوة إلا بالله السميع العليم.
وفي الختام قال الله سبحانه وتعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) آية 8 سورة المنافقون.
فإذا ابتغينا العزة الحقيقية فلن نجدها في غير كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبغير ذلك الذل والهوان مصيرنا.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة