Sunday 4th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 18 ذو الحجة


هكذا
فهد العتيق

متتاليات عيدية,.
* وجدت نفسي اول ايام العيد في قمة الحياد، أو أنني أقل جدةٍ، هذا أفضل تعبير، وربما كنت بانتظار مبادرة للقيام بأي فعل يتناسب مع حجم المناسبة، لكن كل شيء كان هادئا حتى خيّم المساء فتوجهت إلى مخيّم ما، وصرت انظر لأنوار مدينة الرياض من مشارفها، وأقترب من مكان اقل اضاءة بحبور صريح وظلمة مهيبة.
يحدث ان استسلم للطرقات فأهبط في قيعان،
وأجاور أغصانا، أو أتعب مثل رماد،
بحثاً عن أشباهي .
* إنه الاستسلام للطرقات,.
يشبه الاستسلام لكتابٍ مبدع، أو لصفحات جريدة غنية مهمومة بأحوال هذا العالم العربي الملونة.
طرقات صغيرة، أو فرعية، او ملتوية، او مسدودة، او ترابية، أو,,,،.
طرقات تعبر بك او انك تعبرها إلى ميادين ضيقة او فسيحة.
هناك اشياء كثيرة سوف تصادفك حين تستسلم لمثل هذه الطرقات ليست اولها الامثلة والخيالات التي تتماهى مع الواقع وتعيد صياغته من جديد.
و,,, لهذا أسكن زوبعة الاشياء .
* اليوم الثاني للعيد كان بايقاع اقل، كأنه يوم عطلة فقط، عليك ان تستمتع به لذاته، تكون اكثر يقظة، وتتجه إلى مستوى آخر من التأمل والاقتراب من حميمية الاشياء الخاصة، الاسرة والاطفال، وبعض المشاوير التي (لابد) منها في مدينة واسعة مثل الرياض.
* في اليوم الثالث، تحضر صحف اليوم وتبدأ درس المطالعة، تقلب الصفحات الكثيرة فتواجهك اخبار (الشر) دائما، لكن صفحات الثقافة اكثر غنى وجمالا وتشويقا، فهذا هو الروائي البرازيلي (جورج أمادو)، الذي قرأتُ له قبل عشرين عاما رواية (غابر ييلا): قرفة وقرنفل، و يتحدث في احدى الصفحات عن حياته ومؤلفاته، وهو يسأل في البداية: هل الكاتب مع الشعب او ضد الشعب، ويقول: كان عليّ ان أكون مع الشعب البرازيلي منذ اول حرف خطته يدي وحتى آخر جملة كتبتها، الذي يختلف هو الشكل فقط، وأنا روائي تهمه مشكلات الشعب الاجتماعية قبل مشكلاته السياسية فأنا لا أبحث عن التنظيرات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع فما يهمني هو الغوص في اعماق الواقع البرازيلي وليس الطفو على سطح الاحداث المباشرة .
جورج أمادو تحدث عن رواياته وعن اجملها وأنضجها من وجهة نظره، بالاضافة إلى احبها الى قلبه، وهو على قناعة ان الالتزام في الكتابة بقضايا وهموم الناس يعطي موهبة الابداع الادبي ابعاداً جديدة.
* أخبار (الشر) ليست قليلة في هذا العيد، وهناك كاتب تحدث عن,, (ثقب الاوزون اليوغوسلافي) وقال: هل صحيح ان حلف (ناتو) الاطلسي، يقوم بعمل اخلاقي لحماية حقوق الاقليات المضطهدة في كوسوفو وهو الآن يشن الضربات الجوية على صربيا؟!! وإذن لماذا لم يقم بنفس هذا الدور لمنع الاتراك من إبادة الشعب الكردي، أو لمنع إسرائيل من تدمير باقي بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم، ام ان تركيا وإسرائيل خارج هذا الكوكب؟! وسؤاله هذا موجه إلى بريطانيا وأمريكا بالذات والعالم أجمع.
* من ضمن اخبار (الخير) ما يقوم به مجمع أبوظبي الثقافي في الامارات حيث تتميز اصداراته في الكتاب المسموع باختيار العناوين النادرة في الادب العربي القديم والحديث، وتطرق هذه الاصدارات المسموعة (أشرطة) أبواب المعرفة والثقافة الانسانية أسبوعيا، وتتيح لاكبر عدد ممكن من القراء الاستماع الى كتاب يندر وجوده في المكتبة العربية، ويقول صاحب هذه الفكرة الرائدة محمد بن خليفة السويدي: ان مشروعه يهدف الى تعميق المعرفة في عصر قلَّ فيه الاقبال على الكتاب المطبوع، ونحن بدورنا نتمنى ان نرى هذه الاشرطة في مكتبات بلادنا.
* الطرقات كثيرة في الشوارع والاعياد والكتب والصحف وفي رؤوسنا الجميلة ايضا، لكننا نأمل ان تكون طرقا مفتوحة دائما، مفتوحة إلى الأبد.
العبارات المقوسة للشاعر أدونيس.
تتم مراسلة كاتب الزاوية على (ص,ب: 7823) (الرياض: 11472).
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved