Sunday 4th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 18 ذو الحجة


نقش مغترب
بيت الرسائل

بدءاً من اليوم قررت أن اكتب يومياتي مرة اخرى - فهي مجرد مساحة استطيع من خلالها ان أكتب أفكاري وآرائي حين يكون لدي لحظة من الوقت,, بطريقة ما لا بد وان أتمسك بنشوة كوني في السابعة عشرة من عمري,, كل يوم ثمين, اشعر بحزن لا محدود لأن كل هذا الوقت يذوب بعيدا عني، بما أنني أتقدم في العمر,, الآن، الآن هو الوقت المثالي لحياتي, ,أنا ما زلت أجهل نفسي,, ربما لن أعرف نفسي أبداً,, لكنني أشعر بالحرية,, أنا غير مقيدة بالمسئولية، استطيع ان اصعد الى حجرتي الخاصة، حيث رسوماتي معلقة على الجدران، وصور ملصقة على مكتبي,,, إنها حجرة تناسبني، حجرة بلا فوضى، مسالمة,, انا احب الخطوط الهادئة للأثاث، وخزانتيّ الكتب الممتلئة بدواوين الشعر والقصص الخيالية التي احتفظت بها منذ طفولتي,.
كم أخاف أن يتقدم بي العمر,,, اخاف المسئولية,, لا تقيدني بطبخ ثلاث وجبات يوميا,, لا اريد القفص القاسي للروتين والرتابة,أريد أن أكون حُرة في التعرف على الناس وخلفياتهم - حُرة في التنقل الى بقاع مختلفة من العالم.
أريد، أفكر، أريد أن اكون على علم بكل ما حولي,, أنا أريد أن أكون أنا.
أنا احب وجهي، احب نفسي، لقد نصبت في عقلي صورة لنفسي، صورة مثالية وجميلة,, أليست تلك صورة خالية من العيوب؟ صورة للنفس الحقيقية؟
في آخر المطاف، سيأتي زمن لا بد وأن اواجه فيه نفسي، ما زلت حتى الآن أخاف القرارات الكبيرة التي تلوح في حياتي,, أنا خائفة، واشعر بالغموض إنني لا اتمتع بالحكمة كما كنت اعتقد,, استطيع الآن رؤية الطرقات، وكأنني في واد، تمتد مفتوحة لي، لكنني لا استطيع رؤية نهاياتها - لا استطيع رؤية عاقبتها,.
آه كم أحب الآن ، أحبه بكل خوفي، فأنا حتى الآن ما زلت في طور النضج,, أنا الآن قوية، وحياتي بدأت لتوها,.
* من مسرحية بيت الرسائل للكاتبة: روز غولدمبيرغ.
** المسرحية مقتبسة عن رسائل وقصة حياة الشاعرة سيلفيا بلاث , والكاتبة هي أحد الكتاب المسرحيين البريطانيين والذين اشتهرت أعمالهم وكان لها صدى مسرحي كبير خلال العشر سنوات الماضية.
لولو بقشان

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved