منذ فجر الاسلام وحتى ما قبل مائة عام من هذا الزمان كان اداء مناسك الحج يعني في كل الاحوال الاقدام على رحلة مثيرة قد تنطوي في معظم الرحلات على الكثير من المصاعب والمشاق التي يجب ان يضعها كل حاج في الحسبان وذلك منذ اللحظة الاولى لاصدار القرار وحتى الانتهاء من هذه الشعائر العظيمة، ولكن مشيئة الله ارادت لهذه البلاد بان ترفل بثوب العز والرخاء على يدي جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز الذي وحد اجزاء هذا الوطن وكلله بمباهج النصر التي قادت البلاد الى قمم التقدم والحضارة ومن عاش قرنا من الزمان وسبق له ان زار مكة المكرمة قبل سنين عديدة ثم عاود زيارتها مجددا في الوقت الراهن فيلحظ على الفور مدى التغيير الشامل الذي طرأ على الحرم المكي الشريف بالاضافة الى المسجد النبوي في يثرب المقدسة حيث لم تأل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله اي جهد لتقديم كافة السبل والخدمات الممكنة لراحةزوار مكة المكرمة,, فقامت بتجنيد وتطويع كل مرافق الخدمة والتقنية الحديثة لامداد المدن المقدسة وما جاورها بكل التسهيلات اللازمة وكذلك توفير سبل التنقل والاقامة الفريدة لكل حاج وزائر، والواقع ان المشاريع الفنية الرائعة التي شهدها كل من الحرم المكي والمسجد النبوي في هذا العام لهو اكبر دلالة على الجهود الجبارة التي بذلتها الحكومة الرشيدة للاهتمام بمصالح الحجيج والزوار ونحن في هذه الايام المباركة اذ نشهد مناسبة الحج العظيمة نبتهل الى الله سبحانه وتعالى بأن يديم نعمة الامن والرخاء على هذا الوطن الغالي كما نتمنى لكل حاج سلامة الوصول والعمل المقبول,, وكل عام وانتم بخير.
روضة الجيزاني