عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فقد كتب القارئ محمد العبدلي مشكوراً في العدد (9678) من صحيفة الجزيرة عبر صفحة عزيزتي الجزيرة مقالاً بعنوان موجه لم يبلغ الحلم بعد مبيناً فيه معاناة أحد المعلمين ذوي الخبرة مع موجه قليل الخبرة، وكأن القارئ الكريم يلقي بالمسؤولية على وزارة المعارف وادارة التعليم في تعيين هذا المعلم الجديد قليل الخبرة في التعليم مشرفاً على من هم أقدم منه في التعليم، وليسمح لي القارئ الكريم بان أعقب على ذلك المقال ببعض الكلمات، فأقول مستعيناً بالله:
أولاً: اللوم يقع اجمالاً وتفصيلاً على وزارة المعارف والمسؤولين عن الاشراف التربوي.
أما مسؤولية الوزارة فتكمن بانها لم تصدر ضوابط خاصة تتعلق بتعيين المشرفين التربويين كما يظهر لنا من خلال تعيين هذا المشرف وأمثاله كثير في مثل هذا الموقع المهم في العملية التربوية، وأما مسؤولية المسؤولين عن تعيين المشرفين التربويين -وأخص بذلك من قام بمقابلة هذا المعلم الجديد- فانها تكمن في موافقتهم على تعيين هذا المعلم قليل الخبرة في التعليم ليكون مشرفاً تربوياً مع علمهم بعظم هذه المسؤولية ودور الخبرة في ذلك.
ثانياً: ادارة التعليم -وان كان يظن البعض بأنه يلحقها بعض اللوم- فإنني أجد لهم بعض العذر في ذلك فمدير التعليم أو مدير الإشراف التربوي في الادارة عندما رشحا هذا المعلم قد يكون لهما مايبرر ذلك فمن ذلك ربما أنهما أرادا معلماً شاباً أصغر منهما سناً وخبرة يسمع منهما فقط مايمليانه عليه دون الأخذ برأيه فلو رشحا معلماً كبيراً في السن والخبرة لما كان لرأيهما مجال، بسبب انه قد يبدي رأيه حتى وان كان مخالفاً لهما.
أو بسبب انه ربما لن يمتثل لآرائهما لكونه أعلم منهما بتخصصه ومعلميه الذين هم تحت مسؤوليته، أو ربما يكون للواسطة دور في ذلك اذا ماعلمنا بأن الاشراف بإمكان كل معلم أن يرشح نفسه له.
أو ربما يقولان إنهما لم يجدا أحداً يقوم بهذه المسؤولية من المعلمين القدماء ذوي الخبرة كما تزعمون فاضطررنا لهذا المعلم الجديد وهذا عذر واه.
ثالثا: بالنسبة لذلك المعلم الجديد او المشرف الجديد قد لا تلحقه لائمة بسبب أنه يرى أو يسمع من زملائه مايعيشه بعض -وليس كل المشرفين- من الراحة لكونهم لم يؤدوا عملهم على الوجه المطلوب.
رابعاً: عودة أخرى لوزارة المعارف ومسؤوليها فإنني أقول لهم -كما تعلمون- إن التعليم مسؤولية كبرى واختيار منسوبيه أيضاً مسؤولية أخرى فكونوا -كما عهدناكم- غير متهاونين ولامتساهلين في اختيار كل من له علاقة في العملية التربوية.
خامساً: لابد من وضع ضوابط تنظيم عملية ترشيح واختيار المشرفين التربويين وليكن للخبرة واتقان المادة دور مهم في ذلك، وخصوصاً بأن دور المشرف التربوي مهم وخاصة اذا حصل لبس أو اشكال عند المعلم أو بين المعلم وادارة المدرسة فإنها قد تلجأ إلى المشرف التربوي لهذه المادة لتوضيح وازالة هذا اللبس.
وبالله التوفيق.
محمد العلي
الزلفي