عزيزتي الجزيرة,.
كل عام وانتم بخير
العيد مناسبة سعيدة، يتطلع إليه الجميع بالفرح والشوق والمحبة، وينتظرون قدومه انتظار الأب لفلذة كبده وترقب الأم الوالهة لولدها الذي طال غيابه، ويفرحون بأوبته فرحة من أنهكه البعد وأتعبه الفراق، ولاعجب في ذلك، ففي العيد تغمر النفوس الطمأنينة والبهجة والسرور، وفي العيد يتجلى معنى التكافل والتلاحم، القوي يحنو على الضعيف والغني يساعد الفقير والكبير يرحم الصغير, في العيد لقاءات زاخرة بالحب والتسامح، زاخرة بتجديد الوشائج والأواصر، يترقب الجميع العيد لكونه موسماً للتسامح والصفاء وللزيارات وصلة الأقرباء، فما أجمل العيد وماأجملها من مظاهر وماأحسنها من صور، ماأجمل العيد لأنه مناسبة تذوب فيها الحواجز ويتجلى فيها معنى التكامل والعمل الجماعي، مأأجمل العيد لما فيه من مشاعر فياضة بالحب والتعاون والتآزر من أجل هذه الصور الجميلة، ولاجل هذه المشاعر الفياضة ينتظر الجميع قدوم العيد ويتمنون استمراره وتتابع أيامه,
من أجل هذه المظاهر الإسلامية الاصيلة يتمنى الجميع ان تصبح جميع أيامهم أعياداً ولكن هيهات!! فما أن تغرب شمس يوم العيد حتى يغرب معها كثير من هذه الصور، وماأن تغرب شمس يوم العيد حتى يغيب معها كثير من هذه المشاعر التي تفيض بالحب والإخاء، وكأن هذه المظاهر الجميلة وهذه الصور الاصيلة بل كأن هذه المشاعر الإسلامية مقصورة ومخصوصة بيوم العيد دون سواه، فلئن تجلت هذه الصور وهذه المشاعر في يوم العيد بصورة أكبر وأوضح من غيره فإن هذا لايعني غيابها واختفاءها في بقية الأيام، بل ينبغي لها أن تستمر وتتواصل بل يجب أن تتواجد وتتمثل في جميع الأيام وفي جميع المناسبات, إن على المسلم أن يتحلى بهذه المظاهر وهذه المشاعر الإسلامية النبيلة دائماً وأبداً في كل مكان وفي كل زمان.
وهنا يتبقى سؤال يستحق الاجابة من الجميع وهو: لماذا لاتستمر وتتواصل مشاعر ومظاهر يوم العيد الجميلة كي تصبح كل أيامنا أعياداً؟!
علي المغيولي
عنيزة