الأخت الفاضلة الأستاذة أميمة الخميس كتبت في صحيفة الجزيرة اعتذارا لي تعلنه على الملأ بعد ان اعتذرت لي شخصيا عن الرأي السلبي الذي أبدته حين سئلت عن شخصي في احدى الصحف قبل سنوات طويلة مضت وبدون ان تلتقي بي,, والحقيقة انني لم أقرأ ذلك الرأي ولكني استقبلت هواتف كثيرة من نساء تبرعن بنقله لي طالبات مني الرد عليها,, والحقيقة انني لم أشعر بالغضب أو الاحباط لما سمعت ولكني شعرت فقط بالدهشة لما قالت فهي لا تعرفني شخصيا وقد يجوز لها الحق ان تنتقد كتابتي وتبدي بها رأيا أما شخصي فكيف لها ان تحكم عليه بدون معرفة أو لقاء جمعنا,, ولكني بالطبع لم ارد فليس ذلك من طبعي,, ولأن لكل انسان حقه في التفكير كما يشاء والحديث كما يريد,, وبعد سنوات التقيت بالاستاذة أسماء الخميس شقيقتها والتي اصبحت بالنسبة لي صديقة مميزة,, وحدثتها ذات مرة بما سمعت من قول للأخت أميمة عني في احدى الصحف مبدية تعجبي من حكمها الظالم عليّ بدون معرفة مسبقة، وحاولت الأخت أسماء بشتى الطرق ان تفهمني أنه لا يمكن لأميمة بقول كهذا وأنها تعتذر الف مرة عنها ان كانت قالته حقا,, ومرت الأيام وفي ذات مساء كنت فيه في مركز الأمير سلمان أمشي في المضمار المعد للسير ومعي احدى الصديقات واذا بشابة توقفني لتسلم عليّ بحرارة وتقول أنا أميمة الخميس,, كم كنت أود اللقاء بك لاعتذر لك عما قلته في بداية الصبا ونزق الشباب,, ورغم أنني اكدت للأخت أميمة أنني لا أحمل لهاإلا التقدير والمحبة وأنني نسيت ذلك الموضوع الذي لم يغضبني ولكنه أدهشني فقط إلا أنها أقسمت انها قد كتبت لي رسالة قبل ان تلقاني وسترسلها لي,, وفعلا ارسلتها ومعها مؤلفاتها وكان لتلك الرسالة ابلغ الأثر في نفسي,, وقد شعرت أن اميمة قريبة لقلبي لرقة تتحلى بها وأدب جم,, ولكنها لم تكتف بكل ذلك بل فوجئت باعتذارها على صفحات جريدة الجزيرة وقدمتني الى قرائها بقدر يفوق تصوري ومشاعر طيبة كأنها الندى والعبير.
وكم أسعدني ان يكون ذلك بعد معرفتها ولقائها,, انني أشكر للأستاذة أميمة الخميس رأيها الأخير عن شخصي المتواضع وأعلم ان الذي يعتذر عن بادرة أساء بها لانسان ما بدون ذنب هو مثال للفضيلة والنبل ولاشك أن أميمة ذات الخلق الرفيع هي الفضيلة والنبل ولعل سوء التفاهم الذي حدث من قبل جعلنا بعد معرفة أشد قربا وأكثر ألفة,, وانني والله أكره جرح اية صديقة أو رفيقة حرف وأعلم ان أميمة ايضا تكره هذا ولكنه كما قالت تسرع الصبا ونزق الشباب قبل الخبرة ومعرفة الحياة بشكل أكبر,.
العجيب في الأمر ان ما قالته عني أميمة في رسالتها الأخيرة من كلمات طيبة لم تحاول واحدة من النساء نقله اليّ إلا صديقة صدوق أعرفها منذ الصبا هاتفتني لتقول اقرئي هذا الكلام الجميل عنك بقلم أميمة بعنوان السلطانة وهكذا شعرت ان الناس لا يبخلون أبدا بنقل الكلمات الجارحة ولكنهم يبخلون جدا عن نقل الكلمات الجيدة لأي انسان قيلت في حقه,, ويبقى السؤال لماذا؟.
***
العيد عيد العائدين والبراعم الصغيرة
كل عام وأنتم بخير ان شاء الله مرة أخرى ولاشك ان عيد الأضحى المبارك هو العيد الأكبر بالنسبة للعائدين من أداء فريضة الحج بسلامة والعودة للأهل وهم يشعرون بالراحة والطمأنينة بعد ان وقفوا بين يدي الله سبحانه ذلك الموقف الجليل تقبل الله من الجميع سعيهم ودعاءهم وحقق للذين لم يذهبوا أن يمنّ عليهم المولى الكريم بقضاء فريضتهم في أعوام قادمة,, فرحة العيد ايضا هي فرحة الصغار حين يقضون أياما في البهجة والمرح بين أفراد أسرتهم يحيطهم حنان الأبوين,, ولكن للأسف نرى ان كثيراً من الأباء والأمهات في هذا العيد تركوا صغارهم في عهدة سواهم وذهبوا لقضاء أيام بعيدة عن الوطن والأبناء والأحبة كنت أعرف ان العيد هو لم شمل الأسرة واشعار الصغار بفرحة العيد أما ان يبقوا مشتتين بين هذا وذاك وتحت اشراف العاملين في البيت فهذه ظاهرة مزعجة جدا وتذكرنا بأن الاسرة اصبحت على وشك التفتت وان كل فرد فيها اصبح يقول اللهم نفسي,, ولو كان الوالدان ذهبا في اجازة برفقة الابناء فهذا مقبول ولكن ان يذهبا ويتركا الصغار فهذا شيء غير معقول,, قبل سنوات كان الغائب يرجع ليقضي هذه الأيام المباركة بين أفراد أسرته حتى لو كان شابا بلا أبناء بعيدا بحكم عمله أو دراسته,, ولكن الآن اصبح الآباء والأمهات هم الذين يهربون من قيود المحبة ويجعلون الصغار في مهب الريح يتلمسون العطف والحنان من القلوب البعيدة وهم لا يدركون ان القلوب التي يجب ان تكون لهم مرفأ قد رحلت مع الطيور المهاجرة بحثا عن التسلية والترفيه حتى لو كان في ذلك ضرر للصغار الذين لا ذنب لهم,, حقا أنا لا أنكر على أي انسان بعض الراحة أو تجديد القوى في اجازة يقضيها بعيدا عن العمل والمسؤوليات ولكني لا أرى ذلك مناسبا في الأعياد,, فهل أنتم تشاركونني الرأي؟,.
***
الأيام السريعة
تقول لي احداهن,, انني أرى الأيام تسير بسرعة مذهلة فكيف اصبحت الدنيا هكذا؟,, قلت لها ياصديقتي اشكري الله الذي له الحمد والثناء فالانسان حينما يكون معافى أولا يشعر بسوء من مرض له أو لقريب عزيز أو ليس هناك هم يجثم على قلبه لظروف قاسية فهو يشعر حينئذ ان الأيام سريعة الخطو,, ولكن تخيلي كم تكون الساعات طويلة والأيام ثقيلة بالنسبة لمريض أو مهموم يعاني أو سجين مقيد الحرية,, اننا لا نشعر أحياناً بالنعمة التي نعيشها إلا حينما تطرق ابوابنا الأحزان,, تصوري قسوة الأيام ومللها على الذين يعانون الحروب الضارية وأهوالها,, أو الذين فقدوا الأحبة,, أو الذين لا يجدون اللقمة لسد جوعهم وجوع ابنائهم,, قلت لصديقتي ايضا,, رغم أننا في هذا الوطن الغالي من الشاكرين لله سبحانه فضله ونعمه إلا أننا يجب ان نتذكر في كل ثانية من أعمارنا ان نحمده حمدا كثيرا ونرجوه دوام نعمته والرأفة بعباده المتعبين.
***
من مفكرتي الخاصة
حينما يخذلنا الوالدان تخذلنا مشاعرنا والدنيا التي نعيش فيها,.
***
مرفأ
بعض الصداقة مجرد أرقام وأعداد تمحي مع الأيام تصبح زوالي والبعض ينقش في ثرى الروح بمداد نسقيه دم القلب ويصير غالي.
سلطانه بنت عبد العزيز الأحمد السديري