Wednesday 31th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 14 ذو الحجة


هل يحاكم ميلوسيفتش كمجرم حرب؟

نيويورك - أ,ش,أ
وصف الرئيس الامريكي بيل كلينتون مؤخرا الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بأنه الزعيم الذي بدأ الحروب في البوسنة وكرواتيا,, واتهمه مسؤول بريطاني كبير بقيادة حملة تطهير عرقي متصلة.
وبرغم ان المسؤولين الامريكيين يعتبرون ميلوسيفتش مسؤولا إلى حد كبير عن الحروب التي استعرت في البلقان خلال السنوات الثماني الاخيرة لم توجه المحكمة الدولية لجرائم الحرب اتهاما ضد الرئيس اليوغسلافي سرا أو علنا كما يؤكد مسؤولو المحكمة والمسؤولون الامريكيون.
ويقول هؤلاء المسؤولون استنادا إلى صحيفة نيويورك تايمز ان الاسباب التي جنبته المحاسبة القانوينة ترجع إلى كل من المحكمة والحكومة الامريكية.
فقد جعلت ادارة كلينتون ميلوسيفتش شريكا في السعي للسلام في البوسنة كما ان الولايات المتحدة والمحكمة الدولية كليهما لم تعطيا اتهام ميلوسيفتش اولوية ومن ثم لم يخصصا الموارد اللازمة لجمع مسوغات الاتهام.
فقد دأبت ادارة كلينتون على القول انها تعاونت تعاونا كاملا مع المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة لكن المحكمة لاتتوفر لها الخبرة اللازمة لتوجه الاسئلة الصحيحة عن المعلومات المخابراتية ولم تتطوع الولايات المتحدة بتقديم اي دليل يمكن ان يساعد المحكمة في بناء قضية ضد ميلوسيفتش وآخرين.
ويقول مسؤولون امريكيون ان الدليل الذي يمكن ان يستخدم لتوجيه اتهام ضد ميلوسفتش يوجد في معلومات المخابرات الضخمة التي جمعتها الولايات المتحدة في يوغسلافيا السابقة حيث استخدمت شتى التكنيكات من طائرات التجسس الى التنصت الهاتفي الى عملاء المخابرات لكن هذه المعلومات لم تنظم تنظيما كاملا ولم تحلل وتقدم الى المحكمة.
ويقول مسؤول امريكي رفض الافصاح عن اسمه ان توجيه الاتهام ضد ميلوسيفتش يتطلب تغييرا في سياسة الولايات المتحدة ولكن المحكمة في نهاية الامر هي التي تقرر ما إذا كانت تريد توجيه الاتهام, ولم تبدأ جهدا مركزا لبناء قضية ضد الزعيم الصربي حتى اكتوبر الماضي كما يقول مسؤولو المحكمة, ويقول المحققون الدوليون ان الموارد كانت محدودة وانهم كانوا منغمسين في بناء قضايا اسهل ضد قادة عسكريين ذوي رتب منخفضة وليسوا قادة في وقت الحرب.
وقال مسؤول امريكي ان عمل المحكمة لم يمثل اولوية عليا لادارة كلينتون حيث انيط بموظفين صغار بوزارة الخارجية والبنتاجون ووكالة المخابرات المركزية وقد تحسن التعاون ولكنه لم يعكس أبدا موقف الادارة المعلن بشأن تأييدها للمحكمة.
ويقول المسؤولون ان هناك مقاومة على المستوى المؤسسي من الوكالات الحكومية التي تملك معلومات قيمة فالسي اي ايه تخشى ان تكشف مصادرها وطرقها المستخدمة في جمع معلوماتها بينما تخشى وزارة الخارجية الاضرار بسرية المحادثات والبرقيات الدبلوماسية اما البنتاجون فكان موقفه اثناء حرب البوسنة انه ليس هناك اخيار ومن ثم لم يبذل جهدا لجمع معلومات عن جرائم الحرب الصربية.
ويشير المسؤولون الى انه كان في الوسع بناء قضية ضد ميلوسيفتش عن طريق محاكمة مساعديه واستخلاص المعلومات منهم عن قائدهم وفي مقدمتهم الجنرال راتكو ملاديتش قائد القوات الصربية السابق في البوسنة ورادوفان كاراديتش الزعيم السياسي الصربي البوسني في زمن الحرب اللذين كانا ربيبين للرئيس ميلوسيفتش ويعيش ملاديتش في بلجراد منذ ثلاث سنوات وكاراديتش في المنطقة الصربية بالبوسنة ولايزال كلاهما طليقا لان البنتاجون يرفض حتى الان محاولة القبض عليهما وتسليمهما للمحكمة خوفا من الانتقام من الجنود الامريكيين في المنطقة.
ولكن موقف الادارة من ميلوسيفتش كما يؤكد مسؤولون كبار ومن بينهم وزير الدفاع كوهين قد تغير مؤخرا بعد قصف يوغسلافيا وتفشي المذابح في كوسوفا ويتوقع بعض المسؤولين توجيه الاتهام إليه كمجرم حرب.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved