كوكيس - ألبانيا - أ,ف,ب
امضى آلاف النازحين عن كوسوفو ليلتي الاثنين والثلاثاء في العراء في كوكيس شمال-شرق البانيا التي وصلوا اليها منهكين متعبين، لكنهم يتنفسون الصعداء لأنهم تمكنوا من الافلات من الرعب الصربي .
تحتضن دريتا، البانية في السابعة والعشرين من عمرها، طفلها المحموم وهو في شهره السادس وتتمتم رجاء القليل من الحليب لرضيعي لكن الرجل يقدم لها زجاجة ماء.
تجهش دريتا بالبكاء وهي تروي مأساتها: بعد ظهر الاحد غادرنا بيتش غرب كوسوفو التي تحولت الى جحيم, قتل الصرب زوجي اربين امام عيني مع ستة رجال آخرين .
وتؤكد ان الصرب قتلوا الرجال لأنهم رفضوا الخضوع لأوامرهم بمغادرة كوسوفو.
وتضيف منتحبة: حاولت أن أحمل جثته لأدفنها في البانيا لكنهم منعوني .
تتوالى القصص المشابهة ترويها نساء من دياكوفيتشا جنوب-غرب وبريزرين جنوب .
وتؤكد مريتشا التي نزحت من فليكا كورسا جنوب ان العسكريين الصرب قالوا لها: لقد رغبتم بمساعدة الحلف الاطلسي فاذهبوا لملاقاته في البانيا .
وتقول عجوز: أمهلونا ساعة واحدة للمغادرة والا فإنهم سيقتلونا ، مضيفة دائما كان الصرب عدائيين معنا لكن من الواضح انهم ينتقمون منا الآن بسبب قصف الحلف الأطلسي .
ومن مرتفعات كوكيس التي تبعد 15 كلم عن الحدود يمكن مشاهدة آلاف آخرين من النازحين وهم يتقدمون البعض سيرا على الاقدام والبعض في سيارات أو في قاطرات مزدحمة تجرها جرافات صغيرة.
تحمل غالبية النازحين القليل من المتاع مما يدل على انها نزحت فجأة وبسرعة.
في كوكيس حيث تسود الفوضى يحاول النازحون ان يتجمعوا حسب العائلات أو وفق القرى التي نزحوا عنها.
يصل شرطي يحمل مكبرا للصوت ويحاول عبثا فرض بعض النظام, لكن امرأة تنزع مكبر الصوت من يده وتنادي اسماعيل من بيتش أأنت هنا، زوجتك تناديك؟ لكن لا من مجيب.
تتوالى النساء على مكبر الصوت ثم تهرع في جو هستيري باتجاه الحدود كأنها تريد العودة الى كوسوفو، لكن الرجال يحولون دون ذلك ويحاولون طمأنتهن.
في طرقات كوكيس الضيقة التي تغص بالنازحين يتردد صدى بكاء الأطفال, ويؤكد بتريت ساكو وهو مسؤول محلي ان هناك على الأقل ثلاثة آلاف رضيع بين اللاجئين الذين ناهز عددهم السبعين الفا .
يستحيل على مصدر محايد ان يقدر عدد النازحين بسبب الطبيعة الجغرافية للمكان وبسبب تشتت النازحين.
في كوكيس البلدة الفقيرة التي يناهز عدد سكانها العشرة آلاف فرغت بسرعة المخازن من محتوياتها, ويقول ساكو بقلق إن مخزوناتنا شارفت على النضوب وبعد قليل لن يكون لدينا قمح لنصنع الخبز .
النازحون الأوفر حظا اقاموا في منازل سكان كوكيس حيث استضافت كل عائلة 15 شخصا على الأقل.
أما سائر النازحين فقد افترشوا الطرقات ملتحفين بالأغطية فيما يتساقط المطر على البلدة الجبلية حيث يشتد ليلا البرد القارس.
غص مستشفى كوكيس بالمصابين فقد استقبل منذ بدء عملية التهجير السبت ستين مصابا بالطلقات النارية كما يؤكد باجرام شيناج مدير المستشفى.
حتى الآن لم تصل أية منظمة انسانية الى كوكيس حيث يقتصر الوجود الدولي على ثلاثة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يكتفون فقط باحصاء النازحين الجدد.
وتتزايد المخاوف من وقوع مذبحة ضد الألبان العرقيين في بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفو, وقد ناشد أحد أحزاب المنحدرين من أصل الباني في الاقليم امس الثلاثاء الأمين العام لحلف شمال الاطلنطي الناتو خافيير سولانا التدخل.
ففي رسالة عاجلة بالفاكس الى سولانا قال حافظ جاجيتشا رئيس حزب الرابطة الديمقراطية لكوسوفو ان الحزب قد علم ان الصرب المسلحين يجبرون الألبان العرقيين على التوجه الى الاستاد الرياضي في بريشتينا, وفي الرسالة التي بعث بها الحزب الى سولانا من شتوتجارت في ألمانيا قال جاجيتشا انه يخشى من وقوع مذبحة.
ويذكر ان القلق قد تزايد بشأن المأساة التي يتعرض لها آلاف اللاجئين,وقال متحدث رسمي للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس ان عدد اللاجئين الفارين من اقليم كوسوفو الصربي الذي تمزقه الصراعات يتزايد بصورة هائلة.
وقال المتحدث باسم المفوضية كريس جانوسكي لراديو دوريتشلاند فونك الالماني ان هناك دلائل متزايدة تشير الى قيام الصرب بأعمال تطهير عرقي في المنطقة.
واضاف جانوسكي ان الحدود بين كوسوفو وألبانيا، التي كان الصرب قد أغلقوها لفترة طويلة، قد فتحت في اليومين أو الثلاثة الماضية، وهو ما يشير الى ان صربيا تريد ان يغادر الالبان العرقيون الاقليم الى البانيا.
وقال المتحدث: ان المفوضية ليس لديها أي عاملين في كوسوفو في الوقت الراهن ولذلك فهي تعتمد في معلوماتها على ما يدلي به شهود العيان.
وقال وزير الاعلام الالباني موسى أولكيني ان عدد اللاجئين من ألبان كوسوفو الذين يفدون الى ألبانيا قد يصل الى مائة ألف لاجىء خلال ساعات, وطبقا لما صرح به السكرتير العام للناتو خافيير سولانا فإن حوالي أربعة آلاف من الألبان العرقيين يعبرون الحدود الى ألبانيا من كوسوفو كل ساعة.
صحيفة بريطانية تدعو الى
اغتيال سلوبودان ميلوسيفيتش
دعت صحيفة بريطانية امس الثلاثاء في افتتاحيتها المخصصة للوضع في كوسوفو الى اغتيال الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش.
وتحت عنوان لنفكر فيما لا يمكن التفكير فيه: لماذا لا نقتل هذا الظالم المستبد؟ اعتبر بروس اندرسون الصحافي في جريدة دايلي ميل ان مثال الرئيس العراقي صدام حسين الذي تركناه يفلت مفيد جداً في هذا المجال.
وكتب الصحافي المعروف بمواقفه اليمينية ثمة تردد بين زعمائنا في التفكير باتخاذ ميلوسيفيتش هدفاً عسكرياً معتبرا ان هذا الموقف يصعب فهمه .
وتابع اندرسون ان ميلوسيفيتش هو وراء هذه الحرب التي تؤدي الى قتل العديد من الاشخاص معظمهم من الابرياء فلا بد من ان يدفع ثمن ذلك شخصياً.
وبعد ان أكد انه لا ينبغي التنديد بجميع الصرب كتب بروس هناك شخص شرير من دون جدال شخص متعطش للدماء لا يمكن ان يتوب عن افعاله ان سلوبودان ميلوسيفيتش دليل على ان الجحيم موجود,وختم لا يمكن احلال السلام طالما بقي على قيد الحياة وبالتالي ينبغي الا يكون هناك اي رادع اخلاقي امام بذل كل الجهود الممكنة لقتله .
الحلف الأطلسي لا ينوي
إرسال قوات برية إلى كوسوفو
اعلن المسؤولون في حلف شمال الاطلنطي الناتو ان الحلف لا يعتزم في الوقت الراهن ارسال قوات برية الى كوسوفا لوقف المذابح التي ترتكبها القوات الصربية ضد المواطنين من اصل الباني,وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية امس ان الولايات المتحدة ترى انه ينبغي تجميع مائتي الف جندي على الاقل للقيام بهذه المهمة وان ذلك يستغرق عدة اسابيع ولهذا فإن التفكير غير وارد في هذه المرحلة للاستعانة بالقوات البرية,واضافت الشبكة ان حلف الناتو ينتظر النتائج التي سوف تسفر عنها المباحثات التي يجريها رئيس الوزراء الروسي يفجيني بريماكوف في بلجراد حالياً مع الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش وانه في حالة التوصل الى اتفاق يقضي بقبول بلجراد اتفاق باريس فان الحلف سيوقف الغارات وينشر قوات حفظ السلام في كوسوفو.
وكان جيش تحرير كوسوفو قد دعا الناتو الى ارسال قوات برية الى كوسوفو لوقف المذابح الصربية.
الصحفيون الاتراك في
بلجراد يتعرضون للضرب
تعرض فريق مؤسسة الاذاعة والتلفزيون التركي الذي يقوم بتغطية الهجوم الاطلسي على يوغوسلافيا لاعتداء مرتين اثناء محاولتهم الانتقال الى مقدونيا.
وقالت مصادر تركية رسمية امس ان اعضاء الفريق وهم ثلاثة افراد تعرضوا لضرب مبرح من قبل الصرب وتم سلب هوياتهم وجوازات سفرهم ونقودهم ومعداتهم الخاصة,يذكر ان السلطات اليوغوسلافية قد طردت في بداية الهجوم الصحفيين الذين ينتمون للدول المشاركة في الغارات الجوية الاطلسية.