بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية يحصل لي الشرف بأن اشارك بهذه المشاركة المتواضعة بخصوص احد القطاعات الحيوية التي تمس حياة كل مواطن بدون استثناء الا وهو القطاع الصحي, وكثير ممن لا يزالون يعيشون بين ظهرانينا بل وحتى زمن قريب، لا يزال يتذكر الوصفة الطبية الشهيرة انت بطنك يوجعني,, حبة صباح حبة مساء,, انت ما يشوف عافية على الرغم مما في هذه المقولة من تندر ومبالغة، الا انها كانت الى حد كبير تعكس الوضع للعناية الصحية لدينا في الأمس القريب، كان التحويل الى الخارج لطلب العلاج حتى في الحالات البسيطة هي سمة ذلك العصر, اما في حاضرنا اليوم فقد تغير الوضع وانعكست الآية وصار يحول الى هذا البلد الطيب المرضى من جميع الدول المجاورة، فبفضل الله ثم بفضل التقدم الطبي الذي وصل اليه هذا البلد صارت المملكة مزاراً للاستطباب يؤمه جميع مواطني الدول الخليجية والدول العربية المجاورة, إننا ونحن نحتفل بمئوية التأسيس يحق لنا ان نفاخر بالقضاء على الثالوث الخطير المرض والجهل والفقر فبخصوص المرض احد اضلاع هذا الثالوث فقد عمت العناية الصحية جميع انحاء المملكة واصبحت مراكز العناية الصحية تغطي جميع مدن وقرى وهجر المملكة وقد انشئت المستشفيات التخصصية في المدن الكبيرة وذلك بالاضافة للمستشفيات التابعة للقطاعات الحكومية المختلفة مثل مستشفيات الخدمات الطبية التابعة لوزارة الدفاع والطيران ومستشفيات الأمن العام والحرس الوطني والمستشفيات الأهلية, وهنا نصل الى طرح بعض التساؤلات فمع هذا التطور في مجال العناية الصحية ألسنا في حاجة الى وجود هيئة وطنية للمعلومات الصحية؟, وهل هناك تناسق اداري ومعلوماتي بين كل هذه القطاعات الصحية على الرغم من اتحاد الهدف لكل القطاعات الصحية ألا وهو تقديم العناية الصحية لهذا البلد الطيب؟ ولنبدأ الاجابة عن التساؤل الثاني اولاً والجواب بالطبع لا توجد معايير ومقاييس لتوحيد نمط البيانات والمعلومات الصحية فلكل قطاع او حتى كل مستشفى داخل القطاع الواحد له انماطه وانظمته المختلفة وهذا قد يكون شيئا طبيعيا لو ان ذلك القطاع او المستشفى معزول عن بقية القطاعات الصحية ولكن الوضع خلاف ذلك فالقطاعات الصحية متفاعلة بعضها مع البعض لهذا فان اتحاد البيانات والمعلومات بين جميع القطاعات الصحية يسهل ويسرع الاتصال والاجراءات بين القطاعات الصحية وذلك بدوره يرفع الكفاءة للعناية الصحية في هذا البلد, هذا الموضوع هو ما سوف نخصص له مقالا بإذن الله عندما نتكلم عن الشبكة الوطنية للمعلومات الصحية.
اما الاجابة عن تساؤل: ألسنا بحاجة الى وجود هيئة وطنية للمعلومات الصحية؟ فالجواب نعم، وقد كان يجب ان يواكب التطور الهائل للعناية الصحية تطور مماثل منذ البدء في تقنية المعلومة الصحية وان يكون هناك هيئة وطنية مستقلة للمعلومات الصحية يكون من مهامها وضع المعايير والمقاييس وسن توحيد القوانين والسياسات لأنظمة المعلومات الصحية، توحيد نظام تسجيل المرضى، وضع المقاييس وتوحيد السجل الطبي الالكتروني، وضع وتوحيد المقاسات للاحصاءات الصحية، ايجاد قواعد بيانات مركزية للبحوث والدوريات الطبية، وضع المقاييس والمعايير الفنية لقواعد البيانات وتوحيد بروتوكولات الاتصال الالكتروني بين القطاعات الصحية، انشاء شبكة وطنية للمعلومات الصحية لربط جميع القطاعات الصحية في المملكة, ومن مهام الهيئة المتابعة لكل جديد في حقل الحاسب الآلي وحقل المعلوماتية (السريع التطور والتغير) ومن ثم مواكبة التطور على أسس مدروسة ومناسبة لبيئتنا, وبعد، فهذه المهام ليست الا بعض من المهام التي من الممكن اضطلاع الهيئة بها وعلى العموم فان توحيد الجهود يعد توفيراً للمصادر المالية والبشرية وكذلك مشاركة الجميع في الخبرات المتوفرة والمصادر الاخرى, إنشاء هيئة وطنية للمعلومات الصحية شيء حيوي واستراتيجي وضروري حان وقته من زمن مضى.
م, مشبب محمد الشهري
الرياض - المستشفى العسكري