العين دامعة ولكن بلا دمع,, كيف؟! الفقر البيئة الخصبة للتراكوما التهابات العين بين العدوى الميكروبية والحساسية |
للعين مكانتها الرفيعة بين النعم النفيسة التي حباها الله الانسان، إذ انها تمثل - ومنذ القدم احدى الوسائل الهامة والطبيعية لاستكشاف المرء لبيئته المحيطة,, بل والتمييز بين الغث والسمين وأخذ الحيطة من كل ما هو خطير,, فلا عجب اذن ان تبوأت العين تلك المكانة الرفيعة وتوجت كجوهرة البصر, ولكن لم تسلم العين، كبقية اعضاء الجسم البشري، من تلك الامراض التي تصيبها بين الحين والآخر ولاسباب عديدة ومتباينة, ومن بين تلك الامراض الشائعة التي تحاصر جوهرة البصر ما يعرف بالتهابات العين، وفي اللقاء التالي مع الدكتور عبدالعزيز الحواس استشاري جراحة العيون بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني نتناول هذا النوع من الالتهابات مع التركيز على مرض التراكوما .
يقول د, الحواس ان التهابات العين من الامراض الشائعة والتي تزداد في بعض المواسم مقارنة بمواسم اخرى، وقد تكون هذه الالتهابات ذات اصابة عدوى ميكروبية وقد تكون بسبب الحساسية تجاه مادة خارجية او داخلية, والتهابات العين ذات الاصل الميكروبي متعددة منها الفيروسي ومنها البكتيري ويأتي على رأس هذه القائمة التهاب التراكوما فهو من الامراض الشائعة والمستوطنة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية من العالم ويزداد في الظروف المعيشية السيئة.
ويلاحظ د, الحواس انه خلال الخمس عشرة سنة الماضية انخفضت معدلات الاصابة بالتراكوما بشكل مفاجئ في المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية التي ارتقى فيها مستوى المعيشة، بينما ما زالت مستوطنة بنفس المعدلات السابقة في دول المنطقة ذات الظروف المعيشية المتدنية.
ويوضح د, الحواس طبيعة مرض التراكوما بأنه يصيب الملتحمة في العين وهي عبارة عن الغشاء المخاطي المبطن للجفن والكاسي لكرة العين من الجهة الامامية, وتختلف درجة الاصابة بالتراكوما من مريض لآخر، كما تختلف الاعراض من التهاب واحمرار وافرازات إلى التهاب واحمرار شديدين وقصور في الرؤية وتساقط شعر الرمش، وكذلك الشعور بالحساسية للضوء، وتتحول الاصابة بهذا المرض مع مرور الزمن إلى اصابة مزمنة، وتكون لدى كبار السن في البلدان الصحراوية في الوقت الحالي، وتأخذ شكل إعتام للقرنية وانقلاب للجفن باتجاه العين، وهذه - كما يقول د, الحواس - تمثل المضاعفات النهائية لهذا الالتهاب والذي لو استمر فترة زمنية طويلة قد يؤثر على الغدد الدمعية مما يؤدي إلى قصور في الدمع وتركيبه فتتحول معه العين الى عين دامعة ولكنه دمع لا يشفي العين!
ويعود د, الحواس لتسليط الضوء على الالتهابات البكتيرية، فيقول انها عادة ما تنتقل بالعدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم او من ناقل ملوث إلى العين كالاصبع او الرذاذ، اما الالتهابات الفيروسية فتأتي على شكل اوبئة وعلى فترات متقطعة من السنة، وتكون شديدة ومفاجئة وتستمر لفترة محدودة، ولها ايضا مضاعفات بالامكان تلافيها في حالة علاجها مبكرا.
|
|
|