في حفل وزارة الشؤون الإسلامية بمنى نائب المفتي العام: لابد من توعية الأمة الإسلامية د, التركي: وصف الإسلام بالإرهاب مخالف للحقيقة وزير الأوقاف المصري: خدمة المملكة للحجاج تعكس التزامها حكومة وشعباً |
استقبل معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي مساء أمس الأول عدداً من أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورؤساء بعثات الحج، ورؤساء الجمعيات، والمراكز والهيئات الإسلامية الذين يؤدون فريضة الحج وذلك بمقر الوزارة بجوار مسجد الخيف بمنى.
وحضر حفل الاستقبال معالي نائب مفتي عام المملكة وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب الفضيلة المشايخ.
وقد نوهت الشخصيات الإسلامية التي حضرت الحفل بما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني من امكانات وخدمات وتسهيلات كبيرة وعظيمة مكنتهم من أداء نسكهم، وجمعهم على هذه البقعة المباركة، حيث وجدوا بيت الله تعالى آمناً مطمئناً يقوم على خدمته رجال مخلصون بذلوا الجهد والمال في سبيل راحة الحجيج.
وأشادوا بالأمن والأمان والراحة والاستقرار وسط خدمات متميزة ومتكاملة وفرتها لهم كافة القطاعات والأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج الصحية والغذائية والإرشادية والمواصلات بتوجيه من ولاة الأمر -رعاهم الله-.
وأثنوا على عملية تصعيد الحجاج الى عرفات التي تمت -ولله الحمد- في زمن قياسي واكتمال وصول قوافل الحجاج بكل يسر وسهولة وفق منظومة دقيقة سارت عليها قوافلهم على شبكة من الطرق المهيأة لهم وسط انتشار جميع أبناء هذه الديار المباركة الذين جندوا أنفسهم لخدمتهم وراحتهم، وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وكان حفل الاستقبال السنوي لتكريم كبار الشخصيات الإسلامية الذي تقيمه الوزارة قد بدأ بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم القى رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد الدكتور حسين حسن أبكر كلمة عبر فيها باسم ضيوف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وباسم كبار الشخصيات في حج هذا العام عن خالص الشكر وبالغ الامتنان والتقدير للجهود الجبارة التي بذلتها، وتبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ، في خدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله العتيق,, تلك الجهود المتمثلة في تسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية في سبيل تمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بكل سهولة وأمان واطمئنان.
وقال: ان الناظر إلى وجوه هؤلاء الحجيج الذين قدموا من كل حدب وصوب، وماتعلوها من طمأنينة وسكينة، ليدرك على الفور تلك الخدمات الجليلة والجهود العظيمة التي قامت بها القيادة السعودية -وفقها الله لكل خير-.
كما رفع رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد تهاني ضيوف الرحمن إلى قادة المملكة العربية السعودية، وشعبهم النبيل بعيد الأضحى المبارك، وبهذا النجاح الكبير الذي حققه حج هذا العام، الذي جاء نتيجة لجهود استغرقت عاماً كاملاً من التحضير، والتنظيم والاستعدادات، وتوفير الاحتياجات.
وأكد الدكتور أبكر أنه لايستطيع أحد أن يتجاهل ماتقدمه حكومة المملكة من تطوير في الخدمات كل عام، يشمل كافة القطاعات والأماكن التي يرتادها الحجيج، منذ أن تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة عبر منافذ المملكة المتعددة سواء البرية أو البحرية أو الجوية، حيث تجد في استقبال الحاج جيشاً من العاملين على تقديم كل التسهيلات، وتيسير الاجراءات.
ولفت الدكتور حسين أبكر الانتباه إلى الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوجيهات ومتابعة حثيثة ومباشرة من معالي وزيرها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومن خلفه حشد كبير من المسؤولين والدعاة إلى الله الذين ينتشرون في شتى البقاع المقدسة، لتنفيذ خطة التوعية الإسلامية في الحج,مشيراً الى أن الجميع يلمسون جهود العاملين في الوزارة والدعاة التابعين لها عن قرب لتوعية ضيوف الرحمن، وتبصيرهم بأمور مناسك الحج، والاجابة عن كل استفساراتهم، معرباً عن سروره بما رآه من توفير احتياجات مساجد المواقيت والمشاعر من مصاحف وكذا صيانة وماء وانارة وفرش.
كما أشاد الدكتور أبكر بجهود المملكة العربية السعودية التي لاتحصى ليس في مجال خدمة الحجيج فحسب، بل وفي خدمة العمل الإسلامي بعامة سواء في داخل المملكة أو خارجها، حيث أخذت المملكة على عاتقها مهمة الدعوة الإسلامية في العالم وكأنها وحدها المسؤولة عنها، فأنشأت المراكز الإسلامية، وأقامت المساجد، وأرسلت الدعاة والعلماء، وتساعد الأقليات والشعوب الإسلامية، وتساندهم في نصرة قضاياهم العادلة، وكل ذلك في سبيل اعلاء شأن هذا الدين الحنيف.
بعد ذلك القى معالي وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق كلمة توجه فيها باسمه وباسم بعثة الحج المصرية بخالص التحية والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والمسؤولين في المملكة بعامة ومعالي الوزير الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بخاصة على مالمسوه من نظام واستقبال وحفاوة بالغة يلهج القلب قبل اللسان بها.
وابان معاليه انه في هذا العصر الذي نعيش فيه نجد أن الإسلام ينفرد بتعاليمه وشعائره التي ستظل باقية ولم تنل منها السنين، مشيرا الى شعيرة الحج التي تنفرد فيها الأمة الاسلامية في تجمع لانظير له في الدنيا.
ونوه معالي الدكتور زقزوق بما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود وخدمات تعكس التزامها حكومة وشعباً، لتسهيل أداء الحج لضيوف الرحمن، مشيداً بالتطور والتوسع الكبيرين اللذين شهدتهما الأماكن المقدسة في الحرمين الشريفين، وشبكات الطرق في مناطق المشاعر.
وحث معالي الوزير المصري الأمة الإسلامية على الاستفادة من التجمع الإسلامي الكبير في الحج الذي يسير بلا شحناء ولابغضاء، متمنياً ان ينعكس ذلك على سلوك المسلمين حينما يعودون إلى بلادهم، حتى تأخذ أمتنا مكانها اللائق بها في هذا العصر الذي لن يكون فيه مكان إلا للأقوياء.
عقب ذلك ألقى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ نائب المفتي العام للمملكة وعضو هيئة كبار العلماء كلمة استهلها بالحديث عن أهمية الدعوة إلى الله تعالى، وأنها أمر مفروض على المسلمين، وأن هذه الدعوة الإسلامية هي خلق هذه الأمة.
وأبرز فضيلته جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وماتقوم به في المشاعر من نشر الدعاة، وتوعية الحجيج، وتبصيرهم بدينهم، وتنبيههم إلى عدم الوقوع في الأخطاء، واصفاً انتشار المراكز الدعوية والدعاة بهذه الأعداد الكبيرة بأنه نعمة من الله وفضل على الأمة.
وشدد فضيلة آل الشيخ على ضرورة توعية الأمة الإسلامية، وتذكيرها حتى تكون أعمالها أعمالا صالحة وموافقة لشرع الله تعالى لأن الله لايقبل من العمل إلا ماكان صالحاً خالصاً لوجهه، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المملكة أخذت على عاتقها خدمة الحجيج، وتشرف ولاة الأمر فيها بخدمتهم، وأن الله تعالى قد تفضل عليهم بهذه الجهود وهذا البذل.
وطلب فضيلته الاستفادة بتواجد الحجاج في هذا التجمع الكبير ولقائهم ببعض ومن مختلف الجنسيات واللغات في توجيههم ونصحهم، وتبصيرهم بدينهم ودنياهم، كما دعا فضيلته الجمعيات الإسلامية في العالم إلى تقوى الله تعالى في أنفسهم، وأن يكونوا مثالاً صالحاً للأمة، وأن يكون حل كل اختلاف بينهم على بساط المحبة وفي ضوء الكتاب والسنة، مبيناً ان لوزارة الشؤون الإسلامية نشاطاً كبيراً في هذا المجال، سائلاً المولى تعالى ان يوفق القائمين عليها لتدارك أي نزاع بين الجمعيات حتى تؤدي واجبها، وتبصر الأمة.
بعدها ألقى معالي الوزير الدكتور عبدالله التركي كلمة رحب فيها بأصحاب الفضيلة والمعالي الذين شرفوا هذه الأمسية، موضحاً ان الوزارة كل عام اعتادت عقد هذا اللقاء للتشاور فيما ينبغي أن يكون عليه مجال الدعوة إلى الله في أي مكان باعتبار عقد مثل هذه اللقاءات ثمرة من ثمار اجتماع الناس في هذا الموسم العظيم، مبيناً معاليه أن الوزارة تلتقي في هذا اللقاء بتلك الشخصيات الإسلامية لتوجه لهم الشكر على تعاونهم وجهودهم في العمل الإسلامي، وكذلك لتتشاور وتتذاكر معهم فيما ينبغي العمل الإسلامي أن يكون عليه.
وأبان معاليه أن المملكة العربية السعودية أكرمها الله تعالى ومن عليها بنعمة العمل الدعوي منذ تأسيسها في عهد الإمام محمد بن سعود الذي ناصر الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله-، حيث كانت الدعوة تدعو إلى رد الناس الى الكتاب والسنة والتعاون على الخير.
وأوضح معالي الوزير الدكتور عبدالله التركي انه يجب ان تكون الجهود الإسلامية المبذولة مبنية على التنسيق والتعاون فيما بين الدول الإسلامية على مستوى أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ورؤساء المجالس والمراكز والهيئات الإسلامية، مبدياً استعداد الوزارة على الالتقاء بهؤلاء في الميدان، وكذلك الدعاة في الخارج للاستفادة من خبراتهم، والتعارف والتشاور معهم في هذا المجال، مؤكداً معاليه أن الدعوة إلى الله تعالى واجب من واجبات المملكة العربية السعودية.
ورفض معاليه المحاولات التي يقوم بها اعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام ووصفه بوصف بعيد عن الحقيقة: كالإرهاب والعنف والتطرف والغلو، مبيناً ان ذلك يعد مخالفاً للحقيقة، حيث ان الإسلام دين رحمة وهو يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
كما تناول معاليه في كلمته: ضرورة نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام إلى الآخرين، وذلك بالإخلاص والصدق، والتعامل كما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والاستفادة من الامكانات المتاحة لنشر هذا الدين في هذا العالم، حيث أصبح الإنسان يتكلم ويسمع ويرى في أي مكان.
وكرر معاليه شكره وتقديره للمشاركين في هذا اللقاء، متمنياً لجميع حجاج بيت الله الحرام اتمام حجهم، وان يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين, بعد ذلك توجه الجميع إلى مأدبة العشاء التي أعدتها الوزارة لضيوفها بهذه المناسبة.
|
|
|