في ندوة إسلامية سنوية عن الحج د, سفر: من ثوابت سياسة المؤسس تعيين جهاز يشرف على أمور حجيج الرحمن |
* منى - واس
عقدت في منى مساء امس الندوة الاسلامية الكبرى التي تقيمها وزارة الحج سنويا وناقشت هذا العام موضوع الحج بين ثوابت التشريع ومنطلقات التأسيس منذ عهد الملك عبدالعزيز.
وادار الندوة معالي وزير الحج الدكتور محمود بن محمد سفر وشارك فيها كل من الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر بجمهورية مصر العربية والدكتور عبدالله شحاته الاستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة والدكتور احمد بن نافع المورعي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى.
وفي بداية الندوة التي استهلت بالقرآن الكريم القى معالي وزير الحج الدكتور محمود سفر محاضرة تحدث فيها عن الاصل في مشروعية الحج مشيرا الى انه احد اركان الاسلام وفرض من فروضه دل عليه الكتاب والسنة والاجماع.
واوضح ان الامة اجتمعت قاطبة على وجوب الحج مرة في العمر مستشهدا في ذلك بنصوص الكتاب والسنة.
وأوجز معالي الدكتور سفر فضل الحج,, وقال انه يهدم ما قبله وان الحاج يعود كيوم ولدته امه وانه افضل الاعمال بعد الجهاد وان الحج المبرور جزاؤه الجنة وان من اهدافه التمرين العملي للرحلة الطويلة والامتثال لاوامر الله عز وجل والتأسي بالنبي ابراهيم عليه السلام والارتباط بمهبط الوحي وانه مبدأ للمساواة والتعاون ويذكر بيوم لقاء الله بالاضافة الى الاجتماع السنوي للمسلمين بتدارس شؤونهم.
واشار معالي وزير الحج الى ان آداب الحج تتمثل في التوبة النصوح ورد المظالم الى اهلها والنفقة الطيبة وان يقصد الحاج دار الآخرة ويحفظ لسانه ويكف الاذى ويتجنب الفسوق ويحرص على نفع المسلمين والاحسان اليهم بالارشاد.
وتحدث في محاضرته عن الحج منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وقال ان العصر السعودي كرس المعتقد الديني الذي يحث على احترام المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة مبرزا الثوابت في سياسة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه التي تمحورت حول تعزيز قيم الدين الحنيف وتصفية العقيدة من الشوائب واستتباب الامن.
واوضح ان من ثوابت سياسة الملك عبدالعزيز رحمه الله تأسيس جهاز اداري في الدولة يرعى شؤون الحجاج ويخفف الاعباء المالية المفروضة على الحجاج ويوفر احتياجاتهم مشيرا الى ما قام به رحمه الله من عمارة الحرمين الشريفين وتهيئة المشاعر المقدسة.
بعد ذلك قدم الدكتور احمد عمر هاشم مداخلته عن الحج منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى وقتنا الحاضر.
وشرح ان العهد السعودي عمل على تأمين طرق الحج وتقديم كافة الامكانات للحجاج وتتابع الخدمات المقدمة للحج والحجاج منذ عهد الملك عبدالعزيز مرورا بعهود ابنائه البررة حتى غدت رحلة الحج مسيرة مأمونة المخاطر الامر الذي كان له الاثر الكبير في تزايد اعداد المسلمين القادمين الى هذه البلاد الطاهرة لاداء مناسك الحج.
وسرد الدكتور احمد عمر هاشم مآثر الاسرة السعودية في خدمة الحجاج وتيسير امر الحج منذ عهد الموحد الملك عبدالعزيز يرحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود ادام الله عزه.
من جانبه تحدث الدكتور عبدالله شحاته عن الحج قديما وحديثا وما كان المسلم يعانيه قديما من حين خروجه من بيته الى وصوله الى مكة المكرمة وما كان يتعرضه من اخطار.
ولفت الى ان المسلم كان يحمل معه في رحلة الحج الكفن كناية عن خطورة رحلة الحج في القديم.
وعرج الدكتور شحاته على رحلة الحج في الوقت الحاضر وكيف غدت سهلة ميسرة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بما اوجدته هذه البلاد بفضل من الله من وسائل جعلت هذه الرحلة في متناول كل مسلم.
وهنأ الدكتور عبدالله سحاته المملكة العربية السعودية ان هيأ الله سبحانه وتعالى لها امر القيام بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين.
بعدها القى الدكتور احمد نافع المورعي محاضرة تناول فيها بعض فضائل الحج وفوائده مستشهدا بالعديد من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية كما تحدث عن صفة الحج من بداية عقد النية حتى طواف الافاضة.
واستعرض منهجية الملك عبدالعزيز رحمه الله في استقبال حجاج بيت الله ومساعدتهم على اداء النسك بكل يسر وسهولة مبينا انها منهجية واضحة مستحدثة من العقيدة الاسلامية السمحاء.
واشار الى ان هذه المنهجية كانت قائمة على عدد من الثوابت وهي تعزيز قيم الدين الحنيف وتصفية العقيدة من الشوائب واستتباب الامن في ربوع البلاد عامة وطرق الحج خاصة وتأسيس جهاز اداري في الدولة يرعى شؤون وتخفيف الاعباء المالية التي كانت مفروضة على الحجاج وتوفير وتدبير الاحتياجات الضرورية للحج وعمارة الحرمين الشريفين وتهيئة المشاعر المقدسة بالاضافة الى توثيق عرى التضامن بين المؤمنين.
وحضر الندوة رؤساء بعثات الحج وضيوف الوزارة.
|
|
|