** سقسقة:
ليس لأن الاشياء صعبة لا نجرؤ على القيام بها، بل هي صعبة لأننا نحجم عنها .
- حكمة لاتينية -
* * *
ما الذي يمكن ان تكتبه لمن يقرأ في العيد!! البعض يسافر خارج البلاد الى التنزه فليس لديه وقت ليقرأ الصحيفة.
والبعض الآخر يسافر ليزور أهله وهو في وسط اللقاءات الاسرية الحميمة لا يستطيع ان يجد الوقت ليقرأ.
والبعض الأخير الذي مكث في بلده,, في منزله منشغل بمعايدة الأهل او بمحاولة اشباع الاطفال بما يقتضيه الحال من تنزه لوجوب الاستمتاع بالاجازة.
حين يكتب الكاتب في مناسبات كالأعياد يدخل في دائرة الروتينية ويحاول الفكاك والتملص من ذلك دون جدوى,, يتملكه احساس قاتل بان الناس في شغل لأنه مثلهم,, فمن سيجد الوقت ليقرأه!! ويتوقف بعض المطبوعات عن الصدور ليسهم في اذكاء الشعور بأهمية التوقف قليلاً عن لهاث الصحافة والأدب.
لكنني أعتقد بأن الكاتب وحده من يستطيع اختيار هذا التوقيت فيختاره بعيداً عن الحسابات التقليدية.
اذ حين يحتاج التوقف لا تكون الاسباب نابعة من الخارج، بل من ذاته اولاً ومن الاحساس الداخلي ونبض الكتابة الذي يحركه.
ولذلك قد يعتذر الكاتب الى مطبوعته عن الكتابة في مناسبة كالعيد ولكنه يتجه الى أوراقه فيكتب ان ألحّت عليه فكرة ما وإن لم ينشرها.
وهذا ما يؤكد ان الكاتب هو الانسان الوحيد الذي لا يرتاح من هاجس الافكار طالما هو يتنفس الحياة.
لأن خاصية الكاتب تكمن في التأمل الذي منحه الله لرؤية كافة ما حوله برؤية مختلفة قد تكون تأملية وقد تكون عميقة.
المهم ان المشهد الذي يمر مرور الكرام لكونه اعتياداً يظل عند الكاتب مثيراً لأشياء عديدة.
أعود لما بدأت به الزاوية,, للقراء الذين يقرأون وقت العيد والانشغال والاجازة فهم وان كانوا قلة في العدد فهم يستحقون بالتأكيد ان يعتصر الكاتب قلمه ليكون معهم بأحرفه وكلماته.
وان يمنحهم من وقته ما يمنحونه بالمقابل حين يقرأون.
للجميع: كل عام وانتم بخير، كل عام وأنتم مقبلون على الغد الجميل.
ناهد باشطح