Sunday 28th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 11 ذو الحجة


الإدارة بين وجهي نقيض

عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
ان الادارة في اي قطاع كان تعتبر فنا وعملية مستمرة تعمل على استغلال الموارد المتاحة استغلالا امثل عن طريق التخطيط والتنظيم والقيادة وان رئيسها او مديرها يعتبر المتحكم الوحيد والمتسبب الاخير في نجاحها او فشلها وان تجاهل قدرته على اداء دوره الايجابي في بناء مجتمعه ليس هناك ما يبرره وتعطيل طاقات موظفي دائرته متحملا مسؤوليتها فيكون عبئا عليها بدل ان يكون عونا لها,, والبعض ينتهي اخر يوم عمل له في هذه الادارة للمرفق الذي يديره او في تلك المسؤولية كأول ايامه في هذا العمل,, لا شيء يستحق الذكر وبعض المراكز والاعمال ما تلبث ان تلفظ الذين يتقلدونها,, او الذين يتحملون مسؤوليتها,, فهي كبيرة عليهم وهم صغار عليها,, لذلك ما يلبثون ان يجدوا انفسهم خارجها سريعا وبدون اي ابطاء,, وبعض اصحاب المراكز والاعمال والمناصب,, تجدهم قبل ان يتقلدوا هذه الاعمال وتلك المراكز,, يوحي منظرهم وملبسهم ,, وربما مسلكهم,, انهم على هذه الاعمال قادرون ولتلك المسؤولية متحملون ولكن ما تلبث الصورة ان تتغير,, والنظرة ايضا تتغير بمجرد ان يجلس هذا البعض على الكرسي الدوار فلا التحمل هو التحمل ولا النتيجة هي المنتظرة,,
وما يلبث الذين كانوا واضعين فيه املهم وكان محط انظارهم ان يتفرقوا من حوله ويبدأ الانتظار لقادم آخر وان البعض من هؤلاء قبل ان يستوي على مقعده يكثر الحديث عن الروتين والبيروقراطية وما يؤديان اليه وما ينتج عنهما,, حتى يتصور البعض ان لا منقذ سواه من هذا المرض الخطير الذي اخذ يستشري في جسم المصالح والدوائر واخذ يتحكم في معاملات الناس واعمالهم ومصالحهم الى ان يصدر قرار تعيين هذا المنقذ ولنستعد بعده بالاحتفال بيوم القضاء على الروتين والبيروقراطية ثم ما نلبث ان نكتشف ان هذا المنقذ يحتاج الى من ينقذه من الروتين الذي استشرى في جسده وعقله وفي اجزاء متعددة من مكتبه!! والبعض من هؤلاء ايضا ينسى او يتناسى السبب الرئيسي في تقليده لهذا المنصب,, او ذلك العمل يتفقد عامداً أو جاهلاً ان تقليده قد تم تقديراً لنجوميته ولأنه الاقدر على مرمرة خلق الله الذين يفترض ان يراجعوه او يراجعوا مصلحته لسبب او لآخر,, وتبقى حكاية ذلك المسؤول الذي ذبح الناس الذبائح,, وهللوا وكبروا وبعضهم كسر الجرة,, عندما صدر قرار اعفائه من منصبه,, ستبقى هذه الحكاية شاهدا بارزا على هذا البعض من الموظفين!! هذا بعض وهناك بعض آخر في الطرف الآخر,, يستلمون عملهم أو مركزهم بوجه ويسلمونها بوجه آخر اكثر نصاعة,, ويتركون آثارا وبصمات واضحة لا تمحى,, وتبقى شاهدة عليها وعلى دورهم وجهدهم وهؤلاء محبوبون في كل الاحوال, على الاقل فهم عندما يتركون اعمالهم او مناصبهم لا يتسببون في تكسير الكثير من الجرار,, وقد لا يحدث تكسير بالمرة.
ابراهيم محمد الجبر
ثرمداء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved