عزيزتي الجزيرة,.
تحية عطرة وبعد,.
نقرأ كثيرا من خلال جريدة الجزيرة وغيرها اخبار الحرب الحدودية بين اريتريا واثيوبيا وهما بمثابة الدولة الواحدة الا ان الاستعمار فرق بينهما وجعل التصارع والحروب تزيدهما ضعفا على الفقر المدقع الذي يعيشانه ولقد تذكرت عندما اطلعت على خريطة البلدين اللذين اصبحا حديث الاخبار بالحروب والقتال، تذكرت العصر القديم عصر الهجرة الى الحبشة حيث كانت هجرة الفوج الاول من الصحابة رضوان الله عليهم في السنة الخامسة من البعثة النبوية قبل الهجرة الى المدينة المنورة بسبع سنوات ركب البحر من ميناء الشعيبية بجدة احد عشر رجلا مسلما واربع نساء مسلمات ودفع كل منهم نصف دينار وتوجهوا في سفينتين الى باضع اي جزيرة عقيتاي الحالية في طريقهم الى الحبشة التي كان يحكمها رجل عادل, هذه الجزيرة عاصمة مملكة بني عامر المسماة جارين، حيث استقبل المهاجرين قبيلة بني عامر ورحبوا بهم واعطوهم الامان للنزول في مملكتهم فنشروا الاسلام فيها قبل فتح مكة بسبع عشرة سنة حيث اصبحت جزيرة عقيتاي هي اول دار للهجرة الاسلامية فقد حباها الله بهذا الشرف والمنة.
فكان بنو عامر اول من صام شهر رمضان المبارك خارج منازل الوحي في الجزيرة العربية كما انهم اول من آمن بالرسالة من غير جدال وقتال آمنوا ونصروا غيبيا بالتبليغ فقط, ثم جاءت الهجرة الثانية من مائة وواحد نسمة ومنها الى ارض النجاشي وذلك بعد سنة 615م مما هدد قريشا واخافها وقد عاد بعض هؤلاء المهاجرين الى اوطانهم فيما بعد ولكن بقيت اعداد منهم في الحبشة وفي اراضي بني عامر في السودان واريتريا.
ففي اريتريا قرية انشأها الصحابة قبل هجرتهم الى قرية النجاشي وتسمى صحابينا وهي مجاورة لميناء ارافلي وتسكنها اليوم قبيلة يطلق عليها عالا وتعريبها اصحابنا ويوجد في هذه الجزيرة مسجد من المؤكد انه اول مسجد في الاسلام اذ كانت الجزيرة هي اول دار للاسلام.
ومما يؤسف له ان الصليبيين ايام البرنس وينولد او مدافع الاسطول البرتغالي قامت في نهاية القرن الخامس عشر بدك كل مباني الجزيرة وبقية الجزر التي حولها المسماة جزر بني امية الذين هاجروا اليها بعد زوال ملكهم.
ولم يتبق من مبانيها سوى اطلال قصر الملك والمسجد والسجون التي تحت الارض وهرب سكان الجزيرة عبر الجسر الذي يربطها بالساحل الى البر حيث اقاموا قرية عقيتاي بعيدا عن مرمى مدفعية الاسطول البرتغالي كذلك هاجر الفرع الاموي من سكان الجزيرة الى اواسط السودان لينشئوا مملكة عرفت باسم سلطنة سنار حوالي 1504 للميلاد.
ان تاريخ المسلمين في هذا المكان افل وغاب عن التاريخ فاين المنظمات الاسلامية عن قرية النجاشي اول دار للهجرة واول مسجد في الاسلام.
وبلاشك ان هذا الامر يهم المسلمين كثيرا حيث نجد المسلمين فيها قابضين على دينهم كالقابض على الجمر ونظراً لأهمية الموضوع فقد اخترت الجزيرة لتعلن على الملأ هذا الموقع الذي لن ينساها المسلمون الى ان يرث الله الارض ومن عليها، نريد للجزيرة وغيرها التغطية الاعلامية والتحقيقات الصحفية لمعرفة اثار المسلمين في هذا المكان وابرازه ودعم الاقليات المسلمة واحياء ذكر العصر النبوي فقد كادت خريطة الحبشة تندثر من الاذهان.
فالمراجع التاريخية والجغرافية تؤكد ان الحبشة المقصودة عند العرب تشمل اثيوبيا وشرق كل من الصومال واريتريا والسودان وهذا يعني انها اكبر من اثيوبيا المغلقة على نفسها والتي لا ساحل لها وكان المنفذ الرئيسي لها هو ميناء مصوع الاريتري مما يؤكد اختلاف الخريطة الحالية عن السابق والله اعلم ولعل هذه الدراسة بذرة او بداية خطوة لدراسة اصحاب التاريخ والمختصين في هذا الجانب فقد دعمت هذا البحث البسيط بمراجع هي.
1- كتاب هجرة القبائل العربية الى وادي النيل في مصر والسودان ص 240.
2- تاريخ اثيوبيا ص 270.
3- كتابات المؤرخ الاريتري الشيخ ابو الحسن صالح بن محمد فكاك بجريدة المدينة الصادرة 16 رمضان 1403ه والكاتب السوداني سليمان صالح الضرار بجريدة الخليج الصادرة 18/1/1419ه.
5- خريطة تشير الى موقع قرية النجاشي وجزيرة عقيتاي ومملكة بني عامر.
وختاما ارجو من الله التوفيق وان اكون قد حققت تطلعات المهتمين في هذا الجانب وزرع الحافز في النفوس لشحذها لبلوغ غايات مجيدة واماني خالدة وتطلعات زاهية والله من وراء القصد.
حمد بن عبدالله بن خنين
المحاكم الشرعية بدولة الإمارات