Sunday 28th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 11 ذو الحجة


حجاج بيت الله الحرام يؤدون صلاة العيد في أجواء آمنة مطمئنة,,
رغم الكثافة الهائلة ضيوف الرحمن أدوا مناسك يوم العيد بانسيابية ويسر

استقر حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى بعد ان منّ المولى القدير عليهم برمي جمرة العقبة الكبرى فجر امس ثم أدوا صلاة العيد ونحروا هديهم واضاحيهم في اجواء ايمانية مشعة.
ورغم الاعداد الهائلة من الحجيج حوالي مليوني حاج فقد كان رمي الجمرات سهلاً دون حدوث اية اشكالات وذلك كما لاحظت (بعثة الجزيرة) التي تابعت عمليات الرمي.
وكان رجال الشرطة والأمن يوجهون الحجاج عبر مكبرات الصوت اضافة الى قيامهم بتنظيم عملية الرمي تحسباً لوقوع اي حالات ازدحام قد تؤثر على الحجيج.
ففي مكة المكرمة ادى حجاج بيت الله الحرام صلاة العيد في المسجد الحرام في اجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى.
وقد شهد المسجد الحرام منذ الساعات الاولى من صباح امس تدفق الآلاف من حجاج بيت الله الحرام حيث امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به التي تدخل ضمن توسعة المسجد الحرام.
وشهدت الطرق المؤدية الى المسجد الحرام كثافة بشرية هائلة في اعداد المشاة وكثافة مرورية في اعداد السيارات.
وأكدت التقارير انسياب الحركة المرورية نتيجة ماجهز من خدمات في مجال الطرق والانفاق وحسن التنظيم وتكامل عناصره.
وقد أم المصلين امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي ألقى خطبتي صلاة عيد الاضحى المبارك بدأها بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله.
وأوصاهم بالتزود بالتقوى التي هي الغناء من غير مال والعز من غير جاه والمهابة من غير سلطان وبتوحيد الله وافرادها بالعبادة مؤكدا فضيلته انه لا تصح عبادة ولا تقبل طاعة إلا باخلاص التوحيد لله وان سمو الاسلام وعظمته تتجلى في علو مقاصده وشمول اهدافه وكمال تشريعاته فهو كامل في عقائده وعباداته شامل في احكامه ومعاملاته.
وأشار فضيلته الى ان الاسلام هو الدين الذي ينظم شؤون البشرية ويلبي حاجاتهم ويحل مشكلاتهم وان الانسانية لن تصل مهما اوتيت من عبقرية وأعطيت من ذكاء وبلغت من وعي وعلوم إلى ما وصل إليه الدين الاسلامي من تنظيم شؤون الناس.
وقال فضيلته ان اي تشريع لا يستمد اصوله واحكامه ونظامه من وحي الله وتنزيله فهو من اهواء البشر وامزجتهم ووليد عقولهم القاصرة مبينا فضيلته ان المسلمين باسلامهم هم اغنى اهل الارض عقيدة وأصحهم منهجا وأصدقهم حكما.
وأفاد فضيلته ان الشورى مبدا من مبادئ الشريعة وأصل من أصول الحكم ترسم للمجتمع منهاج التضامن والتكامل والمشاركة في الفكر والرأي وانها تجسد نظاما من اكبر النظم في الاسلام وأدق الابنية السياسية الدستورية.
وأوضح فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام ان الشورى نظام ابتدأ في مكة المكرمة حيث تعد عنصرا من عناصر الشخصية الايمانية الحقة المستجيبة لربها كما قال تعالى: (الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) وهي ركيزة لكل امة متحضرة ولكل دولة راقية تنشد لرعاياها الامن والاستقرار والصلاح والنجاح والوصول الى احسن الاراء والمصالح وصمام أمان واساس استقرار وحاجز من الفتن والقلاقل وتجنب الاحقاد والتمزق.
واستدل فضيلته بقول علي رضي الله عنه في الشورى سبع خصال استنباط الصواب واكتساب الرأي والتحسب من السقطة والحرز من الملامة والنجاة من الندامة وألفة القلوب واتباع الاثر.
وتطرق فضيلته إلى السمات التي يجب ان تتوفر فيمن يستشار ومنها رجاحة العقل والتجربة السالفة وان يكون ذا دين وتقى وسليم الفكر.
وشرح الاسس التي تقوم عليها الشورى وهي الاخلاص والايمان وحب المسلمين والصدق في طاعة ولاة الامر.
وتناول فضيلته حال الامة اليوم وما تعيشه من فقر واتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء وسباق في التسلح المخيف الذي يهدد الارض بأسرها مؤكداً أن التمسك بالدين الاسلامي هو المنقذ الوحيد من هذا الوضع المخيف فهو دين العدالة والمساواة والرحمة.
واستعرض فضيلته ما تقوم به هذه الدولة راعية الحرمين الشريفين بقيادتها وشعبها والتي تحكم بشريعة الله وتقيم حدوده وتشعر بمسؤولياتها نحو اخوانها من الشعوب الاسلامية من اعمال جليلة وعظيمة تتجلى صورها في مواسم الحج والعمرة والزيارة حيث تجند كل امكاناتها لخدمة قاصدي الديار المقدسة منذ وصولهم الى منافذها البرية والبحرية والجوية وشملهم بالرعاية الشاملة والسهر على امنهم وسلامتهم في حلهم وترحالهم حتى مغادرتهم إلى اوطانهم.
ووصف فضيلته هذا النهج الذي تسير عليه بلاد الحرمين الشريفين بأنه العولمة الصادقة الخالصة النظيفة النزيهة المبنية على عروة لا انفصام لها (لا إله إلا الله محمد رسول الله),, وحث فضيلته ضيوف الرحمن إلى استغلال هذه الايام المباركة في ذكر الله واعمارها بالتكبير والتهليل وتعظيم شعائر الله وحرماته,, لافتا إلى ان اعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الايام الاضاحي فهي سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
وبين انه يسن وقت ذبح الاضاحي من بعد صلاة العيد الى غروب الشمس من آخر ايام التشريق.
وشرح فضيلته الشروط الواجب توفرها في الاضحية وهي ان تكون سليمة من العيوب حيث لاتجزئ المريضة البين مرضها ولا العوراء البين عورها ولا العرجاء التي لا تطيق المشي ولا الهزيلة التي لامخ فيها وقال انه يجزئ من الابل ما تم له خمس سنين ومن البقر ما تم له سنتان ومن المعز ما تم له سنة ومن الضأن ماتم له ستة اشهر وتجزئ البدنة عن سبعة اشخاص والبقرة عن سبعة والشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته ولا يبيع منها شيء ولا يعطي الجزار اجرته منها.
ودعا فضيلته المسلمين الى التصدق على الفقراء والمساكين والارامل والايتام وإلى صلة الارحام وبر الوالدين والتناصح والتسامح وحذرهم من الكبر والغيبة والنميمة.
وفي ختام خطبته دعا فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام الله ان ينصر الاسلام والمسلمين ويوفق ولاة امورهم للعمل بكتابه وسنة نبيه وان يجمع كلمتهم على الحق وان يؤيد بالحق امام المسلمين ويوفقه بتوفيقه ويعزه بطاعته ويرزقه البطانة الصالحة وان يوفق حجاج بيت الله الى حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وان يكتب لهم الصحة والسلامة.
المدينة المنورة
وفي المدينة المنورة ادى المسلمون صباح امس صلاة عيد الاضحى المبارك بالمسجد النبوي الشريف حيث امتلأ المسجد منذ الصباح الباكر بالمصلين والساحات المحيطة يتقدمهم وكيل امارة منطقة المدينة المنورة عبدالله بن داود الفايز.
وأم المصلين فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم,, وعقب الصلاة ألقى فضيلته خطبتي عيد الاضحى حمد فيها الله عز وجل وكبّره على ما أنعم به على المسلمين من نعم كثيرة بفضل الدين الاسلامي الذي رسم الاحكام والنظام لتتلاقى مع احكام الشريعة وتتوازن فيها الاوامر والزواجر.
ودعا المسلمين الى المحافظة على الصلوات في اوقاتها لانها المنزلة العلية والرتبة السنية لتطهير القلوب وتكفير السيئات وتجلب الرزق والبركة.
وحذر فضيلته من اكل الحرام لانه يعمي البصيرة وينزع البركة ويجلب الفرقة والشحناء ويحجب الدعاء,, كما حذر من قطيعة الرحم مشيرا إلى ان صلة الرحم فيها عمار للديار وبركة في الرزق وتوفيق في الحياة وزيادة في المال.
ونصح فضيلته المصلين بأن يزينوا عيدهم بالتكبير والذكر الكثير لادخال السرور والبهجة للمسلمين مصحوبة بتقوى الله وخشيته وعدم انفاق الاموال فيما حرم الله.
وخاطب فضيلته نساء المسلمين بأن يلتزمن بأداب الاسلام ولا يخضن بالقول لكي لايطمع الذي في قلبه مرض وحثهن بأن يقلن قولا معروفا ويقرن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الاولى ويطعن الله ورسوله وأزواجهن.
وقال امام وخطيب المسجد النبوي الشريف مواصلا خطبته ان من اعظم ما يتقرب به العبد إلى الله عن وجل في هذه الايام الاضاحي التي رزقها الله لعبادة لكي يكبروا الله على ما هداهم.
وحدد فضيلته وقت ذبح الاضحية بعد صلاة عيد الاضحى الى غروب شمس آخر ايام التشريق.
وفصل فضيلته الاضاحي من الابل والبقر والغنم مجددا سنها وشروطها وأفضلها في الاضحية كما بين الانواع التي لا تجزئ في الاضحية مثل المريضة والهزيلة والعوراء والتي بها عيب.
واختتم فضيلته خطبتي العيد موضحا فضل هذا اليوم عند الله عز وجل وعظمته في لم شمل المسلمين على صعيد واحد وزي واحد ملبين الله ان يغفر لهم ذنوبهم ويوحد كلمتهم ويعز الاسلام والمسلمين.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved