بتكلفة تصل إلى 1,63 مليار دولار الأوروبيون يبحثون عن الحياة في الفضاء الخارجي |
* لندن أ,ف,ب
قرر الاوروبيون ، بعد ان ابقوا الساحة خالية طويلا للامريكيين، الاهتمام بالبحث عن الحياة في الفضاء الخارجي من خلال برنامج يتضمن اطلاق خمسة تلسكوبات تعمل بالاشعة تحت الحمراء الى الفضاء.
هذا البرنامج المسمى مشروع داروين والذي تقدر ميزانيته بحوالي 1,63 مليار دولار، تسلمته وكالة الفضاء الاوروبية وستتم مناقشته قريبا على المستوى الوزاري حتى يعتمد بالتعاون مع الامريكيين.
وتقوم فكرة البرنامج الذي اعده عالمان فرنسي وبريطاني على ارسال خمسة تلسكوبات عالية الدقة تعمل باشعة ليزر تحت الحمراء، متصلة بمحطة تزويد مركزية، خلال عشر او 12 سنة من الآن.
وستقوم التلسكوبات بالبحث، على بعد عدة سنوات ضوئية، عن كواكب مشابهة للارض وتحليل موادها الغازية، بحثا عن آثار للحياة.
فالمشكلة التي تواجه علماء الفضاء ، وكذلك تلسكوب هابل الفضائي العملاق، هي في كون هذه الكواكب غير مرئية عمليا بسبب الانوار القوية المنبعثة من الشموس التي تدور حولها.
لكن التلسكوبات الجديدة لن ترى الكواكب وانما الضوء الذي تعكسه بحثا عن الاثار الكيميائية الموجودة فيه مثل ثاني اوكسيد الكربون، الذي يدل على وجود غلاف جوي وربما اوزون ومياه واوكسيجين كما يأمل المنظمون.
آلان بني البريطاني الذي اعد برنامج داروين مع الفرنسي آلان ليجيه، قال لفرانس برس ان الاوزون يؤكد على وجود الاوكسيجين، وعلى حد علمنا، فإن الاوكسيجين نفسه هو نتيجة للتحلل الضوئي او الحياة.
واضاف بني الاحياء مصنوعون من العناصر الشائعة الانتشار في الكون، مثل الكربون والهيدروجين او الكبريت، وليس هناك ما يبرر القول بإننا الشكل الوحيد للحياة فيه.
وفي موازاة (داروين) بدأت بريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي تنفيذ برنامج (فينيكس) العلمي للبحث عن الحياة الذكية في الكون.
ويقول المشرفون على البرنامج من خلال تلسكوبين عملاقين يعملان بالاشعة الراديوية بالتقاط الموجات الصوتية القادمة من الفضاء البعيد.
ويوجد احد التلسكوبين في جزيرة بورتوريكو, وهو بقبته التي يبلغ قطرها 305 امتار، اقوى تلسكوب من نوعه في العالم، لكنه في وضع ثابت.
ويسجل هوائي التلسكوب الرسائل الصوتية القادمة من الفضاء الخارجي بالتعاون مع التلسكوب المتحرك الموجود في جودريل بانك، بالقرب من ماكليسفيلد، شمال غرب بريطانيا، وهو معهد تابع لجامعة مانشيستر.
ويقول ايان موريسون، احد مديري البرنامج في ماكليسيفيلد نحن نستخدم ادق واشمل تكنولوجيا.
ويوضح كلامه بالقول ان النظام المرتبط بالتلسكوب يمكنه التقاط محادثات من هاتف محمول على بعد 350 مليون كيلو متر.
ويقول موريسون، ان المهندسين يلتقطون احيانا اشارات ينبغي عدم التقاطها تدخل في مجال السرية العسكرية.
وبسبب الكلفة العالية للبرنامج الذي يعتمد على تبرعات المؤسسات الخاصة، يتم توزيع المراقبة على فترات من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع سنويا.
وفينيكس هو نواة لبرنامج تخلت عنه وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) في 1993م بسبب نقص في التمويل.
ويعمل البرنامج مع مستقبل يضم 56 مليون قناة لتحليل الاشارات التي تلتقطها اذنا التلسكوبين من الفضاء,
وكان العمل في التلسكوب قد تعطل بسبب اعصار جورج، ثم استؤنف في 15 مارس الماضي.
ويوجه العلماء التلسكوبين الى مناطق يعتقدون ان هناك فرصا اكبر للحياة فيها هي عبارة عن الف نجم في مجرة درب اللبانة مماثلة لشمسنا، تحيط بها الكواكب على بعد حوالي 200 سنة شمسية من الارض.
ويقول اندور لين، مدير جودريل بانك، بلهجة حالمة ان التقاط اي اشارة من الفضاء الخارجي ستكون اكثر الاكتشافات اهمية في تاريخ البشرية، اما بشأن احتمال عدم التقاط اي شيء خلال عشر او عشرين سنة، فيعلق لين ضاحكا سنعرف على الاقل اننا نوع نادر.
|
|
|