Sunday 28th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 11 ذو الحجة


مستعجل
في سوق الأغنام احذر الشريطية

** في سوق الأغنام,, أو على الأصح ,, في أسواق الأغنام المنتشرة,, يشد انتباهك عدة أشياء.
** الأول,, أن الانتاج المحلي قد وصل إلى مستوى جيد جداً,, فأغلب المواشي المعروضة هي من انتاج محلي,, وهناك شركات زراعية ومتخصصة في التربية الحيوانية صار لها اليوم انتاج رائع جداً,, وصار لها اليوم حضورها القوي في سوق الأغنام والمواشي عموماً,, مثل نادك تلك الشركة التي اوشكت على إغراق الأسواق بالمواشي خلال الأيام الماضية,, وهو جهد تشكر عليه هذه الشركة والشركات الأخرى المماثلة,, في وقت تتسابق وتتبارى شركات أخرى في الاستيراد من هنا وهناك,, فتحية لاولئك المنتجين,, ولاشك ان من واجبنا دعم هؤلاء اولاً والشراء منهم قبل ان نلتفت للشراء من المستوردين,.
** الثاني,, لاحظنا تفاوت الاسعار بشكل مضحك للغاية,, فهذا خروف سعره ستمائة ريال,,, وعندما تبتعد عن هذا البائع تجد حوله بائعاً آخر يقول,, إن سعره وهو نفس الحجم والشكل والنوع ألف ريال,, وربما الف ومائتي ريال,, وقد يكون الفارق بين بائعين متجاورين ثلاثمائة ريال.
** وحول قضية السعر,, هناك قضية أخرى,, وهي ان هذا البائع - وهو من فئة الشريطية بالطبع - قد يقول لك,, ان سعر هذا الخروف الف ومائتي ريال,, وقد يبيعه لك بخمسمائة ريال,, بدليل انه قد يخفض مائتي ريال دفعة واحدة ثم يستمر في التخفيض حتى يصل إلى قرابة سعره الحقيقي,, والشريطي دائماً حر حتى في العلف .
** الثالث,, التعامل مع الشريطية,, يحتاج إلى قوة بدنية عنيفة,, ويحتاج الى لياقة,, ويحتاج الى سعة صدر,, وسعة بال,, ويحتاج الى هدوء اعصاب,,كما يحتاج إلى إنسان له خبرة في الحيل والمكر والخبث واللف والدوران,, وإلا,, لضاع وسط هؤلاء.
** هذا الشريطي,, أول ما تتحدث معه,, يوشك الا يلتفت إليك,, وعندما تحاول الذهاب,, يلقي القبض عليك وينفض كلتا يديك بقوة,, بل يوشك ان يمنعك من الذهاب بكل ما يملك من قوة,, بل ربما حاول تحميل الخروف والزمك بشرائه بالقوة,, بل ربما يقول,.
- بعت بنفس سومك - وعندما تحملها وتشرع في عد الفلوس,, ينقلب عليك ويقول - لم ابع بهذا السعر,, بل بالسعر الاول - وهكذا ستجد نفسك في دوامة وفي حرب مع هؤلاء.
** ولهذا,, فإن الأصلح لك محاولة تحاشي التعاطي مع هؤلاء عن طريق حظائر إحدى الشركات المشهورة مثل نادك أو أحد المزارعين البائعين,, أو اي خيار آخر غير الشريطي,.
** الرابع,, تلاحظ على هؤلاء البائعين او بعضهم على الأصح,, الكذب والأيمان المغلظة ومعاداة الصدق والوضوح والصراحة,, فكيف يمكنك التعامل مع هذه الفئة وهي بهذا الشكل؟!
** يبدو ان الأمر صعب للغاية,, ولكي تكتشف هؤلاء,, عليك المرور عليه,, ومحاولة شراء أحد الخرفان لتجد سعراً,, وبعد ساعة,, عليك المرور على هذا الشخص نفسه مرة اخرى,, لتجد سعراً آخر يختلف عن سعر الأول وبمبلغ خيالي مضحك,, وهو نفس الخروف مع الاسف.
** الخامس,, لاحظت هذا العام تراجعاً كبيراً في اسعار الأغنام,, وهذا مؤشر طيب يعكس أولاً,, حجم قوة وتأثير الإنتاج المحلي وحجم تواجده واكتساحه للسوق,, كما يعكس امراً آخر,, وهي ان الاحتياجات الغذائية متدنية الاسعار بفضل الله,, نتيجة توفرها,, ونتيجة قوة الاقتصاد وقوة القدرة الشرائية,, ولكن مع قوة هذه القدرة الشرائية فإن كل شيء متوفر,, فالعرض يسابق الطلب ويغلبه.
عبد الرحمن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved