* بلغراد- ا,ف,ب
تأمين الخبز بكميات كافية بات الهم الأول لسكان بلغراد صباح أمس الجمعة بعد يومين من الضربات الجوية من قبل حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا.
فقد افرغت المخابز الحكومية من حصصها اليومية من الخبز من قبل سكان بلغراد الذين يستفيقون باكراً, وقالت بائعة في احد المخابز لوكالة فرانس برس لقد بعت 200 كلغ من الخبز في خلال 10 دقائق, فقد كانوا يشترون كميات كبيرة من الخبز لتخزينها .
أما الذين يستفيقون في ساعة متأخرة فقد وقفوا في طوابير أمام المخابز الخاصة يتبادلون الاحاديث بانتظار كميات جديدة من الخبز.
وقالت امرأة تتحدر من بلدة كورسمولييا القريبة من اقليم كوسوفو التي تستهدفها الضربات الأطلسية: هل تعلمون ان 11 قتيلاً سقطوا مساء أمس في بلدتي , وأكدت: سمعت هذا النبأ صباحاً على الاذاعة، مشيرة إلى حديث لوزير الخارجية اليوغوسلافي زيفادين يوفانوفيتش لشبكة تلفزيون فرنسية,وأعلن رجل يقول انه طبيب في المستشفى العسكري في بلغراد ان جندياً قتل وأصيب أربعة بجروج في الضربات التي نفذت مساء أمس الأول الخميس في ضواحي العاصمة اليوغوسلافية.
والسؤال الذي يتكرر هو: الى متى يدوم هذا الوضع؟, وحالة القلق تزيد يوماً بعد يوم، وذكرت غوردانا وهي صربية من سراييفو مؤكدة انهاعاشت وضعاً مماثلاً في 1992 في عاصمة البوسنة والهرسك في حال استمر الوضع على حاله سيتم قطع التيار الكهربائي والمياه.
ولم تكن مواد غذائية مثل الطحين والخميرة والملح والزيت والسكر متوفرة أمس الجمعة.
ولم تعد المحال التجارية تقبل الدفع بالشيكات ممازاد من قلق حامليها اذ انها الطريقة الوحيدة للدفع بالدين على الأجل القصير.
ولم تفتح بعض المحال التجارية الخاصة والعامة أبوابها أمس الجمعة, كما كانت حركة السير خفيفة اذ لم يعد بالامكان شراء البنزين بسهولة منذ أمس الأول الخميس.
وكانت جادة كنيز ميخائيلوفا المكتظة بالمارة عادة مقفرة تماماً أمس حتى ان المسؤولين اختفوا منها وكان المشهد الوحيد الذي أثار فضول بعض المارة واجهة مكاتب شركة ايرفرانس المحطمة وامامها بقعة من الدماء ممايوحي بأن احدهم حطم الزجاج بقبضته.
وتحسباً لأي حادث قام المسؤولون في شركة مولينيكس الفرنسية الواقعة بالقرب من شركة ايرفرانس بسحب منتجاتهم من الواجهات والرفوف.
ورداً على غارات الحلف الأطلسي قطعت بلغراد أمس علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا,وبحث قراء الصحف المستقلة عبثاً أمس عن صحيفة فريمي الواسعة الانتشار التي يحاول مراسلوها ان يكونوا موضوعيين قدر المستطاع.
وقال ديان اناستاسييفيش وهو مراسل في فريمي لوكالة فرنس برس انه اعيدت كتابة آخر عدد لها لأن العملية الأطلسية بدأت مساء الأربعاء عند اقفال صفحاتها.
وأضاف انه قبل صدور الصحيفة يرفع عددها إلى مطبعة وزارة الإعلام الصربية مشيراً إلى أن رقابة فرضت بموجب حالة الحرب التي أعلنت مساء الأربعاء.
|