الأوساط الأمريكية بدأت تتشكك وتتساءل ماذا لو فشلت غارات الأطلسي في ردع الرئيس اليوغسلافي,,؟! |
* واشنطن-د,ب,أ
بعد الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلنطي الناتو ضد أهداف عسكرية صربية أخذت أصوات بعض السياسيين في الولايات المتحدة تتعالى بالنقد الصريح لسياسة ادارة الرئيس كلينتون الخارجية.
ففي كل يوم يجد كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أنفسهم وجها لوجه أمام تنبؤات بأن الضربات الجوية التي يشنها الناتو هي بداية طريق خطر يمكن أن يؤدي إلى كارثة في السياسة الأمنية وحكم ذاتي في كوسوفو لايخضع لرقابة الناتو, ويقول الناقدون: انه لاتوجد استراتيجية شاملة في البلقان.
وبدءاً بالأمين العام السابق لحلف الناتو اللورد كارينجتون وانتهاء بالسناتور الجمهوري جون ماكين، فان العديد من الخبراء الغربيين يعتقدون ان الهجوم الذي يشنه الناتو ضد صربيا هو غلطة.
ولكن ماذا سيحدث لو أن عمليات القصف فشلت في اجبار الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش على الخضوع؟ وماذا لو لم تنته عمليات القتل في كوسوفو؟ وماذا لو أنه لم يتم اضعاف القوات اليوغسلافية بشكل كبير؟.
وماذا سيحدث لو أن صربيا قد ضعفت عسكرياً وسياسياً بشكل يحول دون منع استقلال كوسوفو رغم نوايا الناتو بالابقاء على وحدة الأراضي اليوغسلافية؟.
يقول ماكين الذي كان قائداً لاحدى الطائرات في حرب فيتنام التي أسر فيها إن عمليات القصف هذه لن تفي بالغرض ماستحصل عليه هو ماحدث في فيتنام في السابق: قصف وتوقف وتصعيد ومفاوضات ومشاكل.
وقال وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد أوين لصحيفة نيويورك تايمز انه كان يجب على الناتو وضع قوات برية تابعة للناتو قوامها مالايقل عن 60 ألف جندي في مقدونيا المجاورة لكوسوفو لو أراد الحلف فعلاً التأثير على الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش,وعند سؤال الرئيس كلينتون ومستشاريه للأمن القومي عن خططهم في حالة فشل الضربات العسكرية يمتنعون عن الافصاح عن أية معلومات.
ويقول كلينتون: نحن لاننوي ان نضع قوات برية في كوسوفو لخوض حرب، وذلك لأن وضع قوات برية سيثير جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة فقد أصبحت الضربات الجوية الاداة العسكرية التي تفضلها ادارة كلينتون.
ويذكر ان الرئيس كلينتون قد أمر بشن أربع عمليات جوية خلال ثمانية أشهر، فبالاضافة للضربات التي تشن حالياً ضد يوغسلافيا أمر كلينتون بشن طربتين جويتين ضد العراق وواحدة ضد معاقل ابن لادن في أفغانستان والسودان.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في كل مرة كانت النتيجة غير مرضية أو غير مكتملة .
غير ان جيمس روبين المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قال: ان النقاد لم يعرضوا أية بدائل سوى الاستياء من سياسات الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش.
ولم يكن اختيار روبين للكلمات وليد صدفة لأن الحكومة الأمريكية عقدت مقارنة بين الاحداث التي تقع في كوسوفو والحرب العالمية الثانية، فقد صرحت الحكومة الأمريكية ان انهاء استخدام الصرب للقوة في اقليم كوسوفو الذي يقطنه غالبية من المسلمين هو واجب اخلاقي .
غير ان منتقدي كلينتون والناتو يعتقدون ان ذلك ليس كافياً، ويقولون انه من الضروري وجود خطة بديلة في حالة فشل عمليات القصف.
وقال جيم هوجلاند المعلق في صحيفة واشنطن بوست ان في كل من البلقان والخليج الفارسي فان اعتماد الرئيس الشديد على الدبلوماسية المبنية على التهديد صور كلينتون في زاوية خطرة وهي انه يسعى إلى الابقاء على وجوده بواسطة القصف.
ويقول الدبلوماسي الأمريكي السابق جورج كيني ان كلينتون لم يرس اهدافاً سياسية واضحة ويمكن تحقيقها في البلقان.
ويضيف ان مانحتاج إليه في البلقان هو استراتيجية طويلة الأمد مثل استراتيجية الأرض مقابل السلام التي تطبق في الشرق الأوسط، أما في البلقان فان سياسة مماثلة في اعادة رسم حدود كوسوفو من شأنها ان تترك جزءاً فقط من اقليم كوسوف تحت السيطرة الصربية.
|
|
|