الغارات صفعة للعلاقات الروسية الأمريكية,,والأحداث تتصاعد إذا استمر القصف سترسل موسكو مساعدات عسكرية وخبراء لبلجراد |
* واشنطن - رويترز
قال مسؤولون وخبراء أمريكيون ان العلاقات الأمريكية الروسية تعرضت لأعنف ضربة منذ عشرات السنين ألا وهي غارات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا التي أثارت مخاوف من ان ترسل موسكو أسلحة لبلجراد او أن تتخذ خطوات أخرى مناهضة للغرب.
لكن في النهاية يرى المحللون والمسؤولون ان المصلحة الذاتية ستقنع موسكو الغاضبة باستمرار للتعاون مع واشنطن.
فالولايات المتحدة هي القوى العظمى الوحيدة في العالم ولها اليد العليا فيما اذا كانت روسيا ستحصل على مليارات الدولارات على شكل قرض جديد من صندوق النقد الدولي تشتد حاجة البلاد إليه.
ولكن يعتقد العديد من الخبراء ان العلاقات تشهد توترات متزايدة وقد تزداد سوءاً اذا طال أمد الهجوم العسكري على يوغوسلافيا.
واشتركت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون روسيا في جهود السلام الدبلوماسية في اقليم كوسوفو اليوغوسلافي حيث يقاتل الألبان العرقيون الصرب من أجل الاستقلال.
لكن الحلف تجاهل اعتراضات موسكو عندما بدأ العمل العسكري ضد بلجراد فور فشل الجهود الدبلوماسية.
والاحتجاجات الخطابية العنيفة من جانب موسكو كانت أمراً متوقعاً بسبب العلاقات التقليدية بين الصرب والروس وكلاهما من السلاف والحساسية الشديدة ازاء سياسة استعراض القوة التي ينتهجها الحلف وهو العدو الرئيسي لموسكو اثناء الحرب الباردة.
لكن روسيا تجاوزت الاحتجاجات الشفهية فألغت في اللحظة الأخيرة زيارة مهمة كان من المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء يفجيني بريماكوف لواشنطن هذا الأسبوع وعلقت التعاون مع الحلف ورفضت دعوة لحضور قمة الحلف التي ستعقد في واشنطن الشهر المقبل للاحتفال بمرور نصف قرن على تأسيسه.
وقال جينادي سيليزنيوف رئيس مجلس النواب الروسي الدوما انه يتوقع ان تقدم موسكو معونات عسكرية وفنية لجمهورية الصرب لمساعدتها في صد هجوم الحلف.
وهونت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت من المشكلة أمس الأول الخميس قائلة في مؤتمر صحفي ان الولايات المتحدة وروسيا لهما اهداف مشتركة في العديد من المجالات وانهما وقعتا هذا الأسبوع اتفاقيات في مجالات الصحة والعلوم والصناعات النووية في واشنطن.
واعربت بعد عدة مكالمات تليفونية مع وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف عن ثقتها في أن البلدين عازمان على مواصلة العمل معاً على تحقيق الاهداف المشتركة.
ورغم عدم الاكتراث الظاهري ابلغ مسؤول أمريكي رويترز ان الإدارة الأمريكية فوجئت بعض الشيء بشدة رد الفعل الروسي ولم يتبين بعد مدى عمق رد الفعل هذا أو استمراريته لتحديد كيف يتعين ان ترد عليه الحكومة الأمريكية .
وأضاف ان المسؤولين الأمريكيين عاكفون على استعادة الدروس المستخلصة من منهج تعامل الكرملين مع الحرب الباردة محاولين تبين موازين القوى في موسكو ومن الذي يمكنه التأثير على بريماكوف .
وفي الماضي عندما كان الطرفان يختلفان كان المسؤولون الروس غالباً مايبلغون الأمريكيين ان اعتراضات الرأي العام في البلاد من شأنها دعم آراء المنتقدين من المتشددين والقوميين في الداخل.
وأضاف المسؤول ان هذه ليست الحال الآن وتابع: هذا خلاف أعمق وأكثر خطورة، انها مسألة عاطفية تلقى صدى لدى جميع الروس .
وقال: ان الإدارة ردت بأن أوفدت كل من أمكن ايفاده ليقول للروس ان هناك الكثير المعرض للخطر هنا,, فلنتجنب كل عمل من شأنه الاضرار بالعلاقات
وأكد المسؤول ان الولايات المتحدة لن تستخدم قرض صندوق النقد الدولي كأداة ضغط لضمان استمرار تعاون روسيا في القضايا المهمة لكنه اقر ان هذا الأمر يجب ان يكون عاملاً يدخل في حسابات موسكو على أية حال.
ووصف الخبير الروسي ديميتري سيميس رئيس مركز نكسون لدراسات السلام والحرية الخلاف مع روسيا بأنه خطير للغاية وأعرب عن قلقه من أن يدفع موسكو في نهاية الأمر إلى ارسال أسلحة وربما مستشارين عسكريين لبلجراد.
وقال لرويترز: الروس لن يرسلوا اسلحة ومستشارين ليوغوسلافيا غداً لكنني لا أستبعد ذلك اذا استمر القصف لمدة اسبوعين أو ثلاثة أسابيع أخرى .
وتابع ان توقيت العمل العسكري كان صفعة على وجه روسيا لانه جاء في الوقت المقرر لزيارة بريماكوف لواشنطن.
وأضاف: الحلف والولايات المتحدة هما من حدد توقيت الهجوم وكان بامكانهما تجنب رد الفعل الروسي إذا كان لزيارة بريماكوف أي أولوية .
وقال بيتر رداوي الاستاذ بجامعة جورج واشنطن: ان موسكو قد ترغي وتزيد أكثر مما فعلت في أي قضية سابقة لكنها لايمكنها ان تغضب الحكومات الغربية بدرجة كبيرة حتى تتمكن من التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي .
وأضاف ان العلاقات ستتدهور بشكل ملحوظ اذا ماثبتت صحة شائعات عن ان موسكو ستبيع سلاحاً ليوغوسلافيا.
|
|
|