Sunday 28th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 11 ذو الحجة


مضار متعددة للإكثار منها أبرزها الفشل الكلوي
حاسبوا لاتطيحوا في لحوم الاضاحي !

حوار : عبيد العتيبي
في عيد الأضحى المبارك يكثر تناول اللحوم المطبوخة بعدة طرق وذلك لأن كل بيت لا يخلو إطلاقاً من ذبيحة أو أكثر اتباعا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف هذه اللحوم لها مضارها على الإنسان
وهذا ما يوضحه لنا الدكتور أحمد فؤاد منير اخصائي الامراض الباطنية بمستوصف الطائف الطبي بمدينة الرياض وذلك من خلال الحديث التالي:
احتياجات الجسم
قال د, أحمد في البداية: ان الاسلام حثنا على الاضحية ولذلك فإن أكل اللحوم سيزداد في هذه الفترة، واللحوم من الناحية الطبية هي المادة الاساسية التي يوجد بها البروتينات مع بعض الدهنيات.
أولا: البروتينات وهي توجد في الاغنام والابقار وحتى الدجاج وهي ما تسمى باللحوم الحمراء، واما اللحوم البيضاء فيقصد بها السمك,, واحتياج الإنسان الطبيعي مع اللحوم في اليوم (من البروتينات) 8 من عشرة الى واحد جرام لكل كيلو جرام من وزنه في اليوم، مثلا من وزنه 70كغم فهو يحتاج الى 70 جراما من اللحوم أي ما يعادل ربع دجاجة والاحتياجات قد تزيد عند الاشخاص المرضى أما الامراض غير الخطيرة فيزيد احتياجه الى واحد واثنين من عشرة جرام في اليوم لكل كيلو جرام من وزنه واما اذا كان هناك مرض خطير فهذا يحتاج الى واحد ونصف الى 2 جرام من البروتينات لكل كيلو من وزنه كل يوم وهذا يحدده الطبيب المختص,, والاطفال تزداد احتياجاتهم للبروتين فهم ليسوا كالكبار وقد تصل الى 2 جرام او اكثر في اليوم.
خطوات الهضم
وأشار د, أحمد فؤاد الى أن قطعة اللحم بعد أكلها تسير كالتالي: تمضغ في الفم، عملية ميكانيكية - بالاسنان فتقطع الى اجزاء صغيرة جدا، وبعدها تخلط باللعاب ويتم بلعها الى المعدة وفي المعدة يتم أول هضم للبروتينات عن طريق إنزيمات المعدة وهنا يتم الخلط والمزج الكامل بين البروتينات وإنزيمات المعدة حتى تصبح على شكل سائل سميك وتأخذ من الوقت من ساعة ونصف الى ساعتين واخيرا تنتقل البروتينات الى الاثني عشر والامعاء الدقيقة ويتم تكملة هضمها بواسطة البنكرياس مع هضم بعض الدهون بواسطة العصارة المرارية من المرارة والكبد وبعد ذلك تتحول البروتينات في الأمعاء الدقيقة الى الاحماض الامينية وهو أساس البروتين أو أساس اللحوم وهذه الاحماض تنقسم الى قمسين:
1- أحماض أمينية اساسية ويعني هذا ان الجسم لا يستطيع أن يكونها وهي توجد في اللحوم.
2- احماض امينية غير أساسية وهذه يستطيع الجسم ان يكونها وهي موجودة في البروتين النباتي مثل: الفول والحمص وغيرها.
ولذا فإن اسعار البروتينات (اللحوم) الاساسية غالية الثمن بينما البروتينات النباتية غير غالية الثمن لأن الجسم يستطيع ان يكونها.
وبعد ان تصل الى الاحماض الامينية تمتص البروتينات من الامعاء بطريقة بسيطة جدا وتدخل الى الدم ومن الدم يدخل جزء كبير منها على الدورة البابية التي تسمى ب(دورة الكبد) لتستكمل بذلك تفاعلها ومن ثم تدخل على الانسجة كلها في الدم وتعمل على: (أ) تبني عضلات الجسم او بناء الاجزاء التي تعتمد على البروتين في تكوينها.
(ب) إفرازات الغدد وخاصة الغدد الصماء او الغدد الخارجية.
(ج) وتشترك في تكوين بعض الهرمونات (النمو - الانسولين التي تخرج من البنكرياس - الذكورة - والغدد الدرقية).
(د) وتعطي الجسم طاقة لمزاولة نشاطه.
توقف عند سن ال21
وأضاف د, أحمد فؤاد ان الانسان ينمو وتتكون عضلاته حتى يبلغ 21 سنة وبعد ذلك يثبت الجسم على وضع معين فلا يطول ولا يقصر، وإنما يكون البناء في تكبير عضلة او غير ذلك، لذا فإن احتياجات الاطفال للبروتينات أكثر منها عند الكبار.
اخطاء العيد
وبهذه المناسبة نبه د, أحمد فؤاد إلى بعض الاخطاء الشائعة خاصة في عيد الاضحى المبارك فقال: اولى هذه الاخطاء الاعتقاد بأن أكل البروتينات الكثيرة يعطي الجسم قوة كبيرة، وقد يكون ذلك صحيحا، ولكن بشرط ألا تكون بكمية كبيرة جدا فوق الوصف بل يكون بكمية معقولة فهذا شيء مفيد للجسم.
وتحدث د, احمد فؤاد عن الاضرار التي تترتب على التناول المفرط للحوم وأنها ليست اضرارا خطيرة ولكنها أضرار ستقع على الجسم وذلك يكون من خلال: ان البروتينات تشارك في تكوين الجسم خاصة في العضلات، والبروتينات بطبيعة الحال سيحصل لها اخراج من الجسم والاخراج يكون على اكثر من طريقة أهمها:
1- البولينة: والتي تدخل في دورة الكبد فلو ان الكبد عند شخص ما مريضة فسيحصل له مشاكل وتورم في الجسم.
2- حمض اليوريك: ويعتبر من أكبر الاضرار التي تنتج عن الزيادة في أكل اللحوم، وهو الذي يخرج من الدم عن طريق الكلية فإذا اكلنا كمية بروتينات عالية فبالتالي سترتفع نسبة حمض اليوريك في الدم ولن تستطيع الكلية ان تخرج كل هذه الكمية مرة واحدة وهذا قد يتسبب في آلام في جميع مفاصل الجسم وخاصة المفاصل الصغيرة مثل: مفاصل القدم واليدين او يتسبب في تكسير العضلات وتحس بأن الجسم لا يستطيع بذل أي نشاط لأن الجسم ثقيل وفي بعض الأحيان يعمل نوعا من الصداع او بعض الاكياس المائية في الاذن الخارجية وقد يتسبب في وجود حصوات في الكلية او نوع من الفشل الكلوي وهذا نادر الحدوث - وذلك بشرط ان يكون الجسم لديه استعداد ان يحصل له فشل كلوي - وهذا يعني ان البروتين ليس هو الذي يسبب ذلك ولكن هناك عوامل مساعدة اخرى، والمفترض ألا تزيد البروتينات عن 200 جرام في اليوم.
ثانيا الدهنيات: واللحوم ليست بروتينات فقط بل يوجد بها نوع من الدهنيات ونسبتها تزيد ايضا في الدم وبالتالي سيكون هناك زيادة لمادة الكوليسترول والدهنيات الخاصة بالشرايين وقد يحصل نوع من تصلب الشرايين في الكبر ويبدأ بعض الاشخاص يعانون من تصلب شرايين القلب او المخ او ضيق في شرايين القلب او المخ وتتسبب في ضعف الذاكرة والصداع الشديد مع كبر السن بالإضافة الى التأثير على النظر وهذه أيضاً من مضار دهنيات اللحوم.
واختتم د, أحمد فؤاد حديثه قائلا: وأوصي بعدم الاكل من اللحوم بكميات كبيرة خاصة في عيد الاضحى المبارك الذي تكثر فيه اللحوم، وقد جاء هذا العيد كي نوزع من الاضاحي على الفقراء وهذا ما اوصانا به ديننا الحنيف وأساسه العدل حتى في الصحة وكل عام وأنتم بخير.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved