Saturday 27th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 10 ذو الحجة


في كتاب الآثار التنموية لصناديق التنمية السعودية
صناديق التنمية أسهمت بفعالية في تحقيق الأهداف التنموية
المملكة عملت على التقليل من الاعتماد على النفط وذلك من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية

* قراءة - علي سعد القحطاني
أنشأت حكومة المملكة العربية السعودية صناديق وبنوكا متخصصة لدعم وتنمية قطاعات الاسكان والصناعة والزراعة ومساعدة المواطنين في المملكة وكانت هذه التجربة السعودية رائدة فريدة من نوعها تخطيطا وتنظيما وتنفيذا فقد اسهمت اسهاما بارزا في رفع المستوى المعيشي للمواطنين.
وفي كتاب الاثار والتنموية لصناديق التنمية الصناعية الذي اصدرته وزارة المالية بمناسبة الذكرى المئوية وقامت بإعداده (أسبار للدراسات والبحوث والاعلام) بإشراف الدكتور فهد العرابي الحارثي تم تناول التنمية المختلفة والدور التنموي لها وقد اعد هذا الكتاب ليكون مرجعا توثيقيا يشمل المعلومات الاساسية حول صناديق التنمية السعودية، ويقع هذا الكتاب في اربعمائة وثمان وعشرين صفحة من القطع الكبير حيث يتحدث عن مناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية وعن اوجه الاسهامات التي قدمتها صناديق التنمية في مختلف القطاعات.
وتسهم صناديق التنمية - كما جاء في مقدمة الكتاب - مساهمة فاعلة في تحقيق اهداف المملكة التنموية وبخاصة فيما يتعلق بتنويع القاعدة الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة وتهيئة الظروف المواتية للإسراع بخطى التنمية في جميع المجالات.
وقامت جميع خطط التنمية السعودية منذ بدايتها عام 1390ه - 1370م بناء على خط فكري واضح وسياسة محددة المعالم حيث واجهت التنمية في المملكة العديد من التحديات ومن ثم كان يجب على المسؤولين المفاضلة بين عدد من الخيارات الصعبة التي تمثلت في التالي:
أ- تركيز الاستثمارات في مشروعات البنية الاساسية التي تمثل نقطة الانطلاق الضرورية للنمو والتنمية.
ب - تكثيف الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية وبخاصة في الصناعة والزراعة بهدف تنويع القاعدة الاقتصادية.
ج - تكثيف الاستثمارات في الصحة والتعليم والإسكان وغيرها من المجالات ذات العلاقة بمستوى معيشة المواطنين ورفاهيتهم.
وتؤكد دراسات عديدة ان الاقتصاد السعودي يمثل حالة خاصة بين الاوضاع الاقتصادية للدول النامية حيث يتميز اقتصاد المملكة بالسمات التالية"1- ارتفاع متوسط دخل الفرد الحقيقي الى مستوى قريب من بعض الدول الغربية المتقدمة.
2- ارتفاع معدل التراكم الرأسمالي بمعنى توفر رؤوس الاموال اللازمة للمشروعات التنموية مقارنة مع معظم الدول النامية ويرجع ذلك الى العوائد البترولية العالية التي تحققها المملكة.
3- توفر الاستقرار السياسي والاجتماعي الضروري لدفع عجلة التنمية.
4- ساعدت هذه المميزات الاقتصاد السعودي على اجتياز مرحلة الاختبار الصعب والتي تمثلت في اسلوب الدفعة القوية والنمو المتوازن.
صناديق التنمية
تم انشاء صناديق التنمية لتقديم قروض متوسطة وطويلة الاجل بدون فوائد وقد عرض الكتاب جدولا زمنيا يبين فيه تواريخ انشاءات صناديق التنمية المختلفة واوجه نشاطاتها.
حيث انشئ البنك الزراعي عام 1382ه - 1962م وطبيعة نشاطه تتركز في تقديم القروض الزراعية في عدة مجالات اهمها توفير المياه للزراعة وتوفير مستلزمات الانتاج مثل البذور والاسمدة وغيرها ويستفيد من ذلك القطاع الزراعي والقطاع الخاص والمزارعون ذوو الدخل المحدود والمتوسط.
كما انشئ بنك التسليف السعودي عام 1391 - 1971م ويهدف الى تقديم القروض الى الافراد لأغراض الزواج وترميم المنازل والحرف وانشئ صندوق الاستثمارات العامة في عام 1391ه - 1971م ويهدف الى تقديم القروض الى المؤسسات العامة ذات الطابع التجاري مثل: الخطوط الجوية السعودية وشركة سابك وبترومين وشركات الكهرباء.
كما انشئ صندوق التنمية العقارية عام 1394ه - 1974م ويهدف الى تقديم قروض لبناء المساكن الخاصة في حين انشئ صندوق التنمية الصناعية السعودي عام 1394ه.
التقليل من الاعتماد على النفط
عملت المملكة على التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني لذا حرصت مسيرة التنمية على تحيق دفعة قوية للقطاعات الاقتصادية الرائدة وبخاصة الزراعة والصناعة بهدف مواجهة الزيادة المطردة في احتياجات السكان وقد نجحت المملكة حقا في تنويع القاعدة الاقتصادية كما تؤكد المؤشرات التالية.
- تضاعف الناتج المحلي الاجمالي غير النفط اكثر من اربع مرات خلال الفترة من 1389 - 1390ه - 1969م الى 1414ه/ 1415ه - 1994م وذلك بالأسعار الثاتبة لعام 1409/1410ه - 1989م.
- ارتفعت نسبة اسهامات القطاعات غير النفطية في الناتج الاجمالي من 53% عام 1389/1390ه - 1969م الى حوالي 67%.
الدعم والإعانات الحكومية
وصل اجمالي هذه الاعانات الحكومية التي تهدف الى الاسراع بالنمو الاقتصادي من ناحية ورفع مستوى المعيشة من ناحية اخرى الى 1,12 بليون ريال عام 1404ه/ 1405ه - 1984م حيث ارتفعت إعانات المواد الغذائية من 6,517 مليون ريال عام 1394ه - 1974م الى 2,1 بليون ريال عام 1399/1400ه - 1979م ثم اتجهت نحو الزيادة المطردة الى ان سجلت 5,2 بليون ريال عام 1404ه - 1984م.
الدعم والإعانات الصناعية
تعد صناديق التنمية افضل البدائل المتاحة لتشجيع القطاع الخاص في التوسع الصناعي فقد بلغ اجمالي عدد القروض الصناعية التي اعتمدها الصندوق على مدار 23 عاما منذ تأسيسه 1996 قرضا قيمتها الاجمالية 68,30 بليون ريال سعودي ساهمت في إقامة 1515 مشروعا صناعيا في مختلف مناطق المملكة.
الدعم والإعانات الاخرى
شرعت الحكومة في تنفيذ برامج مكثفة للقروض والاعانات الاخرى مع بداية خطة التنمية الاولى 1390 - 1395ه - 1970 - 1975م وذلك عن طريق مؤسسات تمويل اضافية تعمل الى جانب صناديق التنمية المختلفة ومن بين هذه البرامج برنامج القروض والاعانات التي تقوم به وزارة المالية والاقتصاد الوطني مباشرة (ادارة القروض المحلية والاعانات) وهذا البرنامج يقدم قروضا محلية ميسرة بلا فوائد ويهدف الى مساعدة القطاع الاهلي في انجاز وتنفيذ المشاريع الاقتصادية الحيوية للرفع من مستوى الخدمات العامة وقد شملت مجالات الاقراض والاعانات ما يلي:
- الفنادق
- المستشفيات الخاصة.
- المؤسسات الصحفية والمخصصة.
- المخابز الآلية.
- المقاولين.
- مستودعات التبريد.
- مصانع تعبئة التمور.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير