* الرياض - الجزيرة
اصدرت وزارة الاعلام بمناسبة مرور مائة عام العديد من الكتب والنشرات على تأسيس المملكة العربية السعودية التي تترجم لنا انجازات الوطن بالارقام والصور فقد انجزت مؤخرا خمسة اصدارات وهي سلسلة الكتب الاعلامية تتناول التطور والازدهار التي شملت جميع المرافق في ظل قيادتنا الرشيدة والاصدارات الخمسة هي:
السدود في المملكة، والصناعة والنمو في المملكة، وتحلية مياه البحر في المملكة، والزراعة في المملكة، والتدريب المهني في المملكة.
وهذه قراءة سريعة لفقرات مما ورد في تلك الاصدارات الخمسة.
السدود في المملكة
عقود من الإنجاز
ان المملكة العربية السعودية دولة قارية من ناحية جغرافية فمساحتها تقترب من مليونين وخمسمائة كيل مربع وهي بهذه المساحة تفوق مساحات كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والنمسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا مجتمعة ولذلك كانت المملكة هي القطر الثاني عشر في العالم من حيث المساحة - كما جاء في تمهيد الكتاب - ولانه ,, لاحياة ولا اقتصاد ولا صناعة بغير ماء فقد اتجهت الدولة بخططها ومشاريعها اولا,, الى الماء انتاجا له وحفاظا عليه,, فكانت مشاريع التحلية العملاقة وكانت قصة السدود الشاهدة على عظمة الانجاز ,, والتي يرويها هذا الكتيب ب الصورة والارقام لا بالكلمات والاقوال.
ويلعب الماء الدور الاهم في حياة الشعوب وبناء اقتصادها ومن هذه الحقائق جعلت الدولة تعطي قطاع المياه اهتماما مبكرا وقامت من خلاله باعداد الكثير من المشاريع ذات الصلة بالمياه,, الا انه منذ عام 1963م توجهت الدولة الى دراسات تنمية وتطوير موارد المياه على الاسس العلمية السليمة وبالاساليب التقنية الحديثة وتوالت الدراسات التفصيلية التي تبحث كلها في تأمين الاحتياجات المائية على ضوء النمو السكاني واحتياج كثير من القطاعات لكميات كبيرة من المياه.
ومع قيام المملكة العربية السعودية واستقرار نظامها الاداري، وجّه مؤسسها وموحد اجزائها الملك عبدالعزيز رحمه الله جهود الدولة الحديثة لبناء الانسان وتحقيق حاجاته في هذا الوطن,, وكانت قضية المياه من القضايا التي لقيت اهتماما خاصا ولذا فان هناك العديد من المشاريع المائية التي بدأت في مرحلة مبكرة,, وقد بدأ العمل في انشاء السدود منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وان كان تنفيذ اول سد بشكل نهائي لم يتم الا في سنة 1376ه.
أول السدود عكرمة
اول سد تم انشاؤه هو سد عكرمة في منطقة الطائف وتحديدا في وادي المثناة, وكان الهدف من انشائه تحقيق غرضين رئيسيين: الاول حماية مدينة الطائف من اخطار السيول التي كانت تجتاح بعض احيائها بين الحين والاخر، وتلحق اضرارا كبيرة بالمزارع والسكان, والثاني يتمثل في دعم مصادر المياه لهذه المدينة، وقد بلغت تكاليفه مليونا ومائتي الف ريال.
سد نمار
السد الثاني هو سد نمار الذي تم انشاؤه في المملكة ويقع في منطقة الرياض والسد الثالث من حيث ترتيب الانشاء هو سد لبن في منطقة الرياض وهو سد يفوق سابقيه من حيث الحجم والسعة.
ومع نهائيات الثما نينات البحرية كانت السدود قد وصلت الى ثمانية سدود معظمها في منطقة الوسطى، وتهدف بالدرجة الاولى الى التحكم في مياه الوديان من ان تسبب فيضانات على المناطق التي تمر بها، وجميعها ما بين سدود ركامية او ترابية باستثناء سد بطحان في منطقة المدينة المنورة فهو سد خراساني.
وبلغت السدود التي انشئت في الثمانينات البحرية خمسة سدود وهي حنيفة والعنانية وبطحان والعيينة والمجمعة وحينما نصل الى عقد التسعينات الهجرية نجد انه خلال هذا العقد تم تشييد تسعة وعشرين سدا ومن اهم هذه السدود سد وادي جازان وسد وادي ابها وسد العلب بالدرعية ومع اطلالة القرن الخامس عشر الهجري (الثمانينات الميلادية) حدث تحول كبير في الحركة الانمائية في المملكة العربية السعودية والحديث عن السدود خلال هذه الفترة مليء بالارقام والاحصائيات الضخمة وباحصائية عدد السدود التي تم انجازها ما بين 1400ه - 1409ه بلغ مجموعها 142 سدا.
واذا كانت السدود المنشأة قد وصلت حتى هذا العام 186 سدا فان هناك ثلاثة عشر سدا تحت الانشاء ولذا فان عدد السدود مع اطلالة القرن الحادي والعشرين الميلادي (نهاية العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري 1420ه) سيبلغ بشكل دقيق 199 سدا اضافة الى اثني عشر سدا, تقضي خطة وزارة الزراعة ترسيتها هذا العام 1419ه.
اما التكلفة الاجمالية للسدود التي تم تنفيذها بالمملكة فقد بلغت حتى الان 1419ه مليارين وسبعمائة مليون ريال.
الصناعة والنمو الصناعي
في المملكة الأحلام,, والحقائق
حيث كان الوطن يحلم,, وكان المواطنون يحلمون بذلك اليوم الذي ندخل فيه عالم الصناعة والتصنيع,, بذلك اليوم الذي ننتج فيه شيئا,, نصنع شيئا ,, نصدر شيئا غير النفط الخام والتمور.
وكانت البدايات الاولى للصناعة بالمملكة بدايات تقليدية استمدت خصائصها وملامحها مما كان سائدا في شبه الجزيرة العربية - انذاك - قبل توحيد المملكة,, ويمكن ان نطلق على هذه الفترة مرحلة الصناعات التقليدية وكانت الصناعات التقليدية تتركز في بعض المناطق الحضرية من شبه الجزيرة العربية مثل جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والتي كان يتوارثها الابناء عن الاباء والتي وجدت بهدف تلبية بعض احتياجات سكان تلك المناطق,, كما كانت الصناعات اليدوية التقليدية التي يمارسها سكان هذه المناطق محدودة جدا وتعتمد بشكل رئيسي على المواد الخام المتوفرة محليا.
ولكن مع بداية توحيد المملكة واكتشاف البترول وما ارتبط بها من عمليات استثمار وفرت للمملكة عوائد ثابتة ومتنامية، ساعد ذلك على التحول التدريجي من الصناعات التقليدية الى الصناعات الحديثة ولقد كان هذا التوجه طبيعيا يتفق واهداف موحد هذا الكيان جلالة الملك عبدالعزيز الذي رسم منذ البدايات الاولى الخطوط الرئيسية للتنمية ومن ضمنها الصناعة بحيث تتماشى والمعطيات الجديدة لهذا الكيان الذي يختلف عن الاوضاع القديمة.
وتعتبر الفترة من 1376 - 1380ه هي البداية الفعلية لدخول المملكة مرحلة الصناعة الحديثة البارزة وقد كانت بدايتها مدينة جدة وذلك بانشاء مصنع الاسمنت الذي بدأ انتاجه عام 1380ه بطاقة انتاجية قدرها 107,000 طن ثم بانشاء مصنع المكرونة الذي يعتبر من اوائل مصانع المواد الغذائية بالمملكة وبرأس مال قدره 362,000 ريال وبطاقة انتاجية سنوية تساوي 900 طن.
ولنتتبع الملامح الاساسية لتطور وتنمية الصناعة الحديثة في المملكة فانه يمكن تقسيمها الى مراحل رئيسية.
المرحلة الاولى: المرحلة الفردية 1352 - 1380ه.
المرحلة الثانية: مرحلة البنية الاساسية وتشجيع الصناعات.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما قبل التنمية 1380ه - 1390ه.
مرحلة خطة التنمية وتشمل ست خطط بدأت اولاها: الخطة الخمسية الاولى وتبدأ هذه المرحلة مع بداية عام 1390ه ثم جاءت خطة التنمية السادسة (1415 - 1420ه).
وقد تحققت معظم الطموحات التي احتوتها خطة التنمية الخامسة مما يؤكد الاصرار على المضي نحو توسيع القاعدة الاقتصادية.
أهم الإنجازات الصناعية
لخطط التنمية السعودية:
تعتبر خطط التنمية السعودية الست انموذجا رائعا للاسلوب العلمي الحديث الذي يعتمد على الدراسة الجادة بغية الوصول الى نتائج ايجابية تساهم في تنمية البلاد على أسس سليمة من خلال ما اشتملت عليه الخطط الخمسية الست.
ويعتبر عام 1390ه بداية انطلاق التنمية الصناعية وفق خطط مدروسة وهذه الزيادات - تؤكد دون شك مقدار التطور الكبير الذي حدث للصناعة بالمملكة، حيث ان هذه الزيادات من المنظور العالمي - تعتبر زيادات خارقة تسابق الزمن,, وتعكس الزيادة الكبيرة التي شهدها التمويل الى السياسة الحكيمة نحو دعم تمويل الصناعات الضخمة الممثلة في الصناعات البتروكيماوية والتي تتطلب رؤوس أموال ضخمة لايستطيع القطاع الخاص القيام بها مع النمو الصناعي المستمر اخذت الصناعات تتوزع في مختلف فروع الصناعات ولو بنسب متفاوتة وفي مناطق مختلفة بحيث كانت تختلف اهمية كل منطقة او كل نوع من الصناعات مع الزمن نظرا لتفاوت سرعة انشاء المصانع في كل المناطق وتفاوت أنواعها مع الزمن.
فنجد ان صناعة المنتجات المعدنية المصنعة والماكينات والمعدات تأتي في المرتبة الاولى حيث استأثرت باكثر من 25% من عدد مصانع المملكة وتأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد المصانع صناعة مواد البناء والصيني والخزف والزجاج,, حيث استأثرت بأكثر من 22% من عدد المصانع بالمملكة,, وهذا امر طبيعي يتمكاشى مع ما تشهده المملكة من نمو عمراني كبير وطفرة اقتصادية وتنموية ضخمة فهي في امس الحاجة لمثل هذه المنتوجات الصناعية,, ويليها في الاهمية صناعة المواد الغذائية والمشروبات والصناعات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية حيث استأثرت كل منها ب 15,8% و15,4% من مجمل مصانع المملكة على التوالي.
اما من حيث عدد العمال فنجد ان صناعة المنتجات المعدنية المصنعة والماكينات والمعدات والصناعات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية أتت في المرتبة الاولى من حيث عدد العمال بها,, حيث استأثرت كل منها على 23,9% و23,4% من مجمل عدد العمال على التوالي، وقد يعود السبب في ذلك الى ضخامة المصانع التي انشئت خلال السنوات الاخيرة وخاصة الصناعات البتروكيماوية في كل من الجبيل وينبع,, كما ان صناعة الماكينات والمعدات والمنتجات البلاستيكية بدأت في السنوات الاخيرة تشهد نموا واضحا في الكم والكيف,, الامر الذي انعكس على عدد العمالة نتيجة لزيادة الطلب على منتجات هذه المصانع والتي بدأت تنافس الصناعة الاجنبية بشكل كبير وتأتي بعد هاتين الصناعتين من حيث عدد العمال صناعة مواد البناء والصيني والخزف والزجاج.
مصافي البترول
تعتبر مصافي البترول من الصناعات النفطية الهامة وتعتبر احد اوجه النشاط الرئيسية لخلق صناعة بترولية متكاملة,, وقد انشئت اول مصفاة لتكرير الزيت في المملكة في رأس تنورة ثم مصفاة مدينة الخفجي وثالثة في ميناء سعود ولتلبية حاجة الاسواق المحلية المتزايدة,, فقد انشىء منذ اكثر من 30 عاما اول مصفاة في مدينة جدة بهدف توفير وسد حاجات الاستهلاك المحلي وقد بدأ انتاجها عام 1388ه بطاقة انتاجية 12,000 برميل يوميا ثم مصفاة الرياض والتي بدأت الإنتاج عام 1392ه بطاقة مقدارها 20,000 برميل يوميا ثم مصفاة ينبع والتي بدأت الانتاج في المرحلة الاولى عام 1403ه بطاقة انتاجية قدرها 170,000 برميل يوميا وفي المرحلة الثانية عام 1405ه بطاقة انتاجية مقدارها 250,000 برميل يوميا، ويتم بيع وتوزيع انتاج المصافي الثلاث السابقة للسوق المحلي فقط.
الا ان هناك مصافي اقيمت بهدف التصدير فقط,, وهي مصفاة ينبع والتي بدأت الانتاج عام 1404ه بطاقة انتاجية تصميمية مقدارها 250 الف برميل يوميا، ومصفاة الجبيل والتي بدأت الإنتاج عام 1405ه بطاقة تصممية مقدارها 250 ألف برميل يومياً ثم مصفاة بترولا رابغ والتي بدأت الانتاج عام 1410 بطاقة تصميمية قدرها (325) الف برميل يوميا,, وتقع هذه المصفاة في الترتيب الرابع بين اكبر المشروعات المماثلة في العالم.
استخدام الغاز الطبيعي
نتيجة للتوسع في التنقيب عن البترول في المملكة,, ادى ذلك الى تزايد انتاج المملكة من الغاز كنتيجة طبيعية لتزايد انتاج البترول,, وفي الماضي كانت الوسيلة الوحيدة للتخلص من هذا الغاز هو الحرق على الرغم من تعدد طرق ووسائل استغلاله باستمرار.
ولقد زاد انتاج الغاز الطبيعي المصاحب لانتاج النفط من (20,6) بليون متر مكعب عام 1970م الى حوالي (50,6) بليون متر مكعب عام 1979م ثم انخفض في السنوات التالية الى ان بلغ حوالي (37,3) بليون متر مكعب عام 1990م نتيجة انخفاض انتاج الزيت.
الكهرباء
يعتبر توليد الطاقة الكهربائية من مظاهر الصناعة الحديثة التي اولتها الدولة العناية الكبيرة ايمانا منها باهمية الكهرباء للانسان ونشاطاته المختلفة,, كما تعد الطاقة الكهربائية موردا اساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتشكل سمة مميزة للدول المتطورة اقتصاديا,, فهي اقل انواع الطاقة تلويثا للبيئة واكثرها مرونة في الاستعمال وسهولة في النقل والتوزيع,, وتشكل الطاقة الكهربائية مدخلا رئيسيا لكافة قطاعات الصناعة وعاملا معززا للانتاجية.
تحلية مياه البحر معجزة ومفخرة
كانت كنداسة جدة مؤشرا,, لامكانية الاستفادة من مياه البحر بتحليتها ,, لتبدأ الدراسات العلمية والاقتصادية الجادة حول امكانية وكيفية انشاء محطات لتحلية مياه البحر وتوليد الطاقة الكهربائية منها معا مع اطلالة عام 1385ه (1965م) لتكون البداية الحقيقية بعد اربعة اعوام من ذلك التاريخ,, عندما انشئت محطتي تحلية المياه في كل من مدينتي الوجه وضبا على ساحل البحر الاحمر,, بستين ألف جالون من المياه يوميا.
ولقد انطلقت بعد ذلك مشاريع انشاء محطات التحلية على ساحل البحر الاحمر والخليج ثم امتدت لبطون الصحراء وقمم الجبال,, لتصبح الستون الف جالون من المياه في عام 1390ه سبعة ملايين وستمائة وخمسة وستين الف متر مكعب من المياه، لترتفع الى خمسين مليون متر مكعب من المياه,, في عام 1395ه ولتبلغ ثلاثمائة وخمسة وسبعين مليونا عام 1400ه ليتضاعف كم المياه المحلاة (مع كهربائها) الى ستمائة وخمسة وثلاثين مليون متر مكعب من الماء ليصبح مع نهاية عام 1415ه سبعمائة وثلاثة ملايين متر مكعب من المياه سنويا,, وليغدو مع نهاية عام 1420ه - ان شاء الله - الف ومائة وخمسين مليون متر مكعب من المياه,, لتتربع المملكة بذلك وبجدارة واستحقاق على قمة قائمة الدول الكبرى المنتجة للمياه المحلاة وكهربائها,, على مستوى العالم.
ان ما حدث في مشاريع التحلية ,, بالجهد والعمل,, بالتخطيط والدراسة,, وبالانفاق السخي غير المحدود,, انما يصنع مفخرة لهذا الوطن ولابنائه ,, ويشيد معجزة قلما تتحقق على هذا النحو في هذا العدد من السنين.
الزراعة والإنتاج الزراعي
مما لاشك فيه ان نواحي الانتاج الزراعي عديدة ومتنوعة منها الشتوي ومنها الصيفي منها ما هو حبوب او تمور، ومنها ما هو خضر وفواكه، والدولة بتشجيعها للمزارعين والمستثمرين تسعى الى ايجاد اقتصاد زراعي قوي يساهم في الناتج المحلي من ناحية، ويحقق أمنا غذائيا من ناحية اخرى, وفي هذا الحيز سنركز على ابرز المحاصيل التي قفزت في نموها بمعدلات كبيرة لم تحقق اكتفاء ذاتيا فقط بل اصبحت محاصيل للتصدير للخارج، كالقمح مثلا.
القمح
قصة القمح في بلادنا هي قصة الارادة القوية على تذليل الصعوبات وقهر المستحيل المتمثل في العوائق الطبيعية التي يأتي في مقدمتها قلة الموارد المائية سواء المطرية او الجوفية.
تبلغ مساحة محصول القمح 260,672 دونم وتتركز زراعته في اربع مناطق رئيسية بنسبة 77% من جملة مساحة القمح في كل المناطق تتوزع بنسبة 23% في منطقة القصيم، تليها منطقتي الرياض وعسير بنسبة 22% لكل منهما ثم في المركز الرابع منطقة الباحة بنسبة 10% بينما بقية المناطق يخصها 23% من جملة المساحة المزروعة بالقمح.
التمور
لا تخلو منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية من اشجار نخيل التمور، وذلك لانها تنمو وتثمر في كل انماط التربات المختلفة كما انها تنمو في المناطق الرطبة كسواحل الخليج العربي وفي المناطق التي تتوفر فيها مياه الري, وقد اهتمت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بتحسين ظروف زراعة النخيل المثمر والحرص على تقديم الدعم المالي والارشادي السخي, وقد نتج عن هذا الدعم نمواً مطرداً في انتاج التمور في المملكة, ولذلك تعتبر المملكة العربية السعودية من اهم الدول المنتجة للتمور في العالم اذ تحتل المرتبة الثانية من بين دول العالم المنتجة لهذا المحصول.
ويتركز انتاج التمور في اربع مناطق هي على التوالي، منطقة الرياض حيث تصدرت قائمة الانتاج في سنة 1400ه/ 1980م بنسبة 26% من الانتاج الاجمالي للتمور وهو حينذاك 343 الف طن، ثم المنطقة الشرقية بنسبة 23% ومنطقة مكة المكرمة بما يوازي 13,5% ثم اخيرا منطقة القصيم وحصتها حينذاك 8,12% وبصورة اخرى ان انتاج التمور في المملكة العربية السعودية يتركز في المناطق الاربع بنسبة 74% اما الباقي من الانتاج والذي بلغت نسبته 26% فيأتي من بقية المناطق التي تزرع نخيل التمور.
الفواكه الأخرى والخضار:
حظيت الفواكه الاخرى بنفس الاهتمام بغية سد الاحتياجات الاستهلاكية المحلية والانتقال الى اقتصاديات التصدير, فمن حيث انتاج الموالح فانه يأتي في مرتبة ثالثة بعد التمور والعنب، فقد بلغ انتاج الموالح حوالي 34 الف طن عام 1412ه/1992م مقابل 27 الف طن تقريبا عام 1408ه/1988م بزيادة قدرها 7500 طن بنسبة زيادة تقدر بحوالي 28% كذلك يلاحظ زيادة المساحة المزروعة بالموالح من 3,9 آلاف هكتار تقريبا عام 1988م الى 5,3 آلاف هكتار عام 1992 بزيادة قدرها 1,4 الف هكتار تقريبا تمثل حوالي 35% من المساحة المزروعة.
وتعد الخضراوات عموما ذات اهمية غذائية واقتصادية عالية تحقق الامن الغذائي الذي تسعى اليه المملكة اما المحاصيل التي تزرع في المملكة في فصل الشتاء حسب اهميتها النسبية فهي الطماطم والبصل الجاف والباذنجان والباميا والجزر والبطاطس والقرع العسلي والخيار,
اما ما يزرع في فصل الصيف من الخضراوات فهو الطماطم والبطيخ والشمام والباذنجان والكوسا بجانب خضراوات المائدة كالبقدونس والجرجير والخس وغيرها.
التعليم المهني والفني
يعتبر العنصر البشري احد اهم عناصر التنمية في المجتمعات لذلك حرصت الحكومات في المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء الى تعهد مواردها البشرية بالتعليم والتدريب لتكون مؤهلة لمواكبة متطلبات تنميتها العامة كما ونوعا ولم تكن حكومة المملكة العربية السعودية الا واحدة من هذه الحكومات فقد حرصت منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله على تنمية قطاع قواها البشرية بالتعليم والتدريب اللازمين لمواكبة التنمية في المجتمع, ان أسواق العمالة السعودية شهدت اعتمادا كبيرا على القوى الاجنبية لسد احتياجات المجتمع التنموية، وذلك بسبب عزوف كثير من أبناء المجتمع السعودي عن بعض الاعمال اليدوية لاعتقادات وقيم اجتماعية راسخة في الاذهان، فكان من الطبيعي ان تعمل الحكومة على تغيير هذه المفاهيم بالتعليم والتوعية.
|