Saturday 27th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,السبت 10 ذو الحجة


عن تعلم الإنجليزية
لماذا لا نجعلهم يتعلمون لغتنا؟!

عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
قرأت ما كتبه الاخ حسن ظافر آل ظافر عن دعاة تعليم اللغة الانجليزية للطلاب في المرحلة الابتدائية في العدد 9624 تحت عنوان (أقنعونا بالمبررات المعقولة) وأقول للاخ ظافر ان لا مبررات لدى هؤلاء الدعاة لتعليم هذه اللغة لابنائنا في المراحل الابتدائية غير الانهزام التقني والانبهار بالاجنبي,, والا فقولوا لي بالله عليكم كيف تدرس هذه اللغة التي يشكو منها طلاب المتوسط والثانوي ويرسب بسببها كل سنة أعداد كبيرة من الطلاب الذين عقدتهم هذه اللغة التي هي دخيلة على بيئتهم,, كيف ستدرس للناشئة الذين لم يفهموا حتى لغتهم نظرا لحداثة سنهم وصغر مداركهم,,! لا أدري حتى الان ما سر هذا الانهزام التقني العجيب لدينا واعجابنا بهذه اللغة التي لم نستفد منها حتى الان شيئا سوى التقليد الاعمى الذي اضر بعاداتنا وتقاليدنا,, تجد عربيا قحا مبهورا بالغرب المادي وحضارته الباهتة يقلد اصحاب هذه اللغة تقليدا ببغاويا أعمى حتى في طريقة نطقهم للكلمات,, ويحسب انه التحضر وما درى انه الانحطاط بعينه,, ما درى ان العيون ترمقه بالسخرية,, وحتى في الجامعات ترى الدكتور يحضر إلى المحاضرة وهو سعودي ولغته العربية لغة القرآن ويعلم انه امام طلاب لا يفهمون اللغة الانجليزية إلا بصعوبة لانهم عرب ولغتهم اللغة العربية ويبدأ محاضرته بلغة انجليزية مكسرة مموجة لا يفهم منها احد شيئا, وحتى في الندوات العامة والمؤتمرات,, تجد الحضور واجمين عندما يتكلم المحاضر باللغة الانجليزية وكأن لا حول لهم ولا طول بهذا الحاجز الارادي الذي وضع بينهم وبين فهم مضمون هذه المحاضرة,, إنني اسأل وأنا في حيرة من امرى ما الداعي الى كل هذا العناء وكل هذا البلاء بلغة لا نفهمها ولا نجيدها,,!! أهم احسن منا عقولا,, ألسنا كلنا بشراً وخلق الله لهم عقولا وخلق لنا عقولا,, ألم يختصنا رب العزة والجلال بلغة القرآن,, وهؤلاء الذين نتكلم بلغتهم طائعين معجبين,, انظروا الى عصبيتهم للغتهم حتى ولو كان نطقها قبيحا مموجا مثل اصوات بعض المخلوقات العجيبة,, انظروا إليهم كيف ستحمر عيونهم وتصفر وينظر بعضهم إلى بعض غمزاً ولمزاً لو تكلم احد منا امامهم باللغة العربية حتى ولو كانوا يعرفون قصد المتكلم فإنهم بأسلوبهم هذا فرضوا على الشعوب ان تخضع للغتهم,,
انني اتساءل لماذا لا ننحو منحى معاكساً ونبدأ نحن نفرض عليهم ان يتكلموا معنا بلغتنا,, يجب ان لا نخجل من لغتنا فهي لغة كتاب الله الكريم وهي واسعة المعاني والالفاظ ويمكن ان تؤلف بها الكتب العلمية في الطب والهندسة بسلاسة وأسلوب مفهوم,, قد يقول البعض ان كتب الهندسة والطب قد ألفت باللغة الانجليزية وان رسائل الدكتوراه والماجستير باللغة الانجليزية فأقول حسنا,, وهل هذا يحتم علينا ان نفرضها على طلابنا في الجامعات,, ومن هذا فإنني ارى ما يلي:
أ - ان يقصر تعليم اللغة الانجليزية على من سيواصل دراسته في مجال علمي وان تكون مادة اختيارية لا اجبارية, فما ذنب الطالب الذي تعقد من اللغة الانجليزية لانها من غير بيئته وبغير لسانه وهو متفوق في المواد الاخرى ولن يواصل دراسته في مجال علمي ويمقت اللغة الانجليزية التي تلاحقه كظله وهو ينفر منها,.
ب - ان لا يتم تدريس هذه اللغة في المدارس الابتدائية اطلاقا وانما في المدارس المتوسطة بأسلوب اختياري بحت,, او في الثانوي حيث ان هناك مجالا للاختيار.
ج - ان يتم تعريب التعليم الجامعي حتى تنتفي الحاجة الى اللغة الانجليزية وان يكون هناك مركز للترجمة لترجمة جميع الكتب العلمية الى اللغة العربية.
د - لاشك ان تدريس اللغة الانجليزية في المدارس المتوسطة والثانوية على جميع الطلاب ومحاولة تدريسها في الابتدائية ايضا قد فرض اعباء مالية وادارية كبيرة على وزارة المعارف هي في غنى عنها وبدون اي فائدة ويمكن توجيه هذه الامكانات إلى وجهة مفيدة مع تخصيص تدريس اللغة الانجليزية,,
هذه مجرد رؤى وتعليقات اتمنى ان تجد اهتماما لدى المسؤولين والله الموفق.
المهندس/ عبدالعزيز محمد السحيباني
البدائع - مكتب الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير