قرأت ماكتبه الأخ عبد العزيز بن سعد السويدان في عزيزتي الجزيرة العدد 9668 بتاريخ 2 ذي الحجة 1419ه 19 مارس 1999م والذي علق فيه على مقالي الاسبوعي المنشور في عدد 9657 بتاريخ 20 ذي القعدة 1419ه / 8 مارس 1999م بعنوانالمرأة تأتي في النهاية .
ولاشك ان سعادتي كبيرة بمتابعة القارىء الكريم لما أكتبه ، وكان ماجاء في تعليقه مفيداً دون شك اذ بين الضوابط التي تحكم عمل المرأة في ظل الشريعة الاسلامية.
ولعلي هنا اوضح للأخ الكريم والقارىء بصفة عام ان مقالي الذي علق عليه الأخ السويدان لم اقصد به الحديث عن عمل المرأة,, ولم اشر من قريب او من بعيد الى هذا الموضوع اذ ركزت فيه علىمسألة اعتقدت ولازلت اعتقد انها جوهرية في التعامل مع المرأة وهي ان المرأة ينظر اليها بشكل هامشي فهي كما اوضحت في مقالي تشارك في نصيب كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في ظل الضوابط الشرعية والتقاليد المرعية في مجتمعنا الا ان ما وددت الوصول اليه في ذلك المقال ان ابين ان من المهم اعطاء المرأة حقها من الاهتمام فعلى سبيل المثال من المهم ان يفسح لها المجال بحضور المعارض والمهرجانات والمؤتمرات والندوات بما يتفق ودورها وجهدها وبما يتفق مع نسبة المتعلمات من النساء وهي نسبة كبيرة اليوم.
انني لم ادع في ذلك المقال من قريب او بعيد الى اختلاط او سفور اوتبرج او ترك مسؤولية بيت او زوج او ابناء، ولعلي هنا اوضح للأخ الكريم أنني من المؤمنات تماما بان خير مكان للمرأة هو بيتها وان اكبر مسؤولية يفترض ان تحملها على عاتقها وتعنى بها رعاية زوجها واطفالها، والقيام بمسؤوليتهم خير قيام.
انني قبل كل شيء امرأة من هذا المجتمع تعرف ضوابطه وتقاليده وعاداته وتحرص كل الحرص على تطبيق شرع الله في كل جوانب الحياة وليس فيما يخص المرأة وحدها.
ولعلي هنا اذكر ان عمل المرأة ومشاركاتها الاجتماعية المتنوعة ليست مما يمارس في عصرنا وحده بل ان تاريخنا الاسلامي والحديث يحفل بمئات الاسماء لنساء مجاهدات وعالمات ومصلحات وممرضات وطبيبات ومعلمات كان لهن اكبر الاثر في مجتمعاتهن وقد طرقت هذا الامر في كثير من مقالاتي، وكان من آخر مشاركاتي في توضيح دور المرأة محاضراتي التي القيتها في موسم الدارة الثقافي النسائي عن دور اميرات آل سعود في دعم الحياة الاجتماعية والثقافية والذي وضحت فيه كيف اسهمت جملة من الاميرات الفاضلات في مساندة مجتمعهن عن طريق وقف الكتب واعانة المحتاجين وفتح المدارس وتوفير احتياجات بعض افراده.
ولعلي هنا اسأل الأخ الكريم عن الكيفية التي وصل بها الى تقرير بعض الاحكام التي اوردها في تعليقه من مثل ان المشاركات من النساء في حضور المعارض والنشاطات العلمية لايشكلن نسبة عالية، وقوله ان الاهتمام بهذه الامور وغيرها مقصور على الرجال فقط.
ان مثل هذه النتائج التي سردها لايمكن اطلاقها الا بعد دراسة وتقصٍّ عميقين.
اشكر للأخ الكريم حرصه ومتابعته وأسأل الله ان يهديني واياه سواء السبيل.
د, دلال بنت مخلد الحربي