اكد صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام لصعيد عرفات, فيما اعلن معالي مدير الأمن العام الفريق أول ركن احمد بن محمد بلال ان صعود حجاج بيت الله الحرام الى صعيد عرفات المبارك تم في الساعة العاشرة والنصف صباحا رغم كثافة الاعداد وسرعة التحرك فيما قام ضيوف الرحمن بالمبيت الليلة الماضية بمزدلفة ثم بدأوا مع تباشير فجر اليوم يوم عيد الأضحى المبارك وأول أيام التشريق برمي جمرة العقبة الكبرى ثم استكمال مناسكهم.
فقد ادى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بعرفات اقتداء بسنة النبي المصطفى صلىالله عليه وسلم بعد ان انتظم عقدهم وادى الصلاة مع جموع ضيوف الرحمن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية.
وامتلأ صعيد عرفات الطاهر ومسجد نمرة وساحاته بجموع الحجاج الذين يناهز عددهم مليوني حاج.
وأم المصلين فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ نائب مفتي عام المملكة وعضو هيئة كبار العلماء والقى خطبة شكر فيها المولى عزوجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى واثنى فيها على ما أفاء به من نعم على المسلمين ومنها هذا الاجتماع العظيم على صعيد عرفات المبارك.
وحث فضيلته المسلمين على تقوى الله وتوحيده لنيل السعادة في الدنيا والأخرة فهي وصية الله للأولين والآخرين.
وتحدث عن الأمن والسعادة في الحياة مؤكدا انه لا يمكن نيلهما إلا بتقوى الله وتحكيم شرعه.
واشار الىان المتبع لهدي الله هو من آمن بالقرآن حقا فحكمه وتحاكم اليه وتأدب بآدابه وتخلق بأخلاقه واتخذه خلقا ومنهجا يسير به في حياته.
وتناول الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبته ما وهبه الله لعبادة من عقل يميزون به بين الحق والباطل محذرا من المخدرات وما فيها من ضرر عظيم ومن الأفكار الهدامة والآراء المضللة والالحادية.
وناشد وسائل الاعلام في الدول الاسلامية خاصة ان يتقوا الله في انفسهم وان يحذروا من نشر أو اذاعة ما يتناقض مع شريعة الاسلام وبما حرمه الشرع ليكون اعلاما هادفا.
وبين ان طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله فيه الخير الكثير.
وتحدث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عن فريضة الحج التي أوجبها الله على المسلم مرة واحدة مبينا صفة حج الرسول صلى الله عليه وسلم التي بين للناس فيها مناسك الحج بأفعالة واقواله.
واشار الى اجتماع يومين عظيمين في هذه الحجة هما يوما الجمعة وعرفة وفي كل يوم منهما ساعة مستجابة الدعاء وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم في عرفة يوم الجمعة وهو اليوم الذي اكمل الله فيه الدين وأتم فيه نعمته ورضى لنا الاسلام دينا.
وتطرق الى الأمن والرخاء والاستقرار الذي منحه الله لهذا البلد مشيرا الى ان ذلك جاء نتيجة لتطبيق شريعة الله وتنفيذ حدوده داعيا المسلمين الى التمسك بالدين والمحافظة على الصلوات والصوم والحج والزكاة وعلى صلة الرحم والتعاون على البر والتقوى.
ودعا فضيلته في ختام خطبته الله سبحانه وتعالى ان يجمع كلمة المسلمين على طاعته وان يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني ويوفقهم لطاعته ويصلح قلوبهم وأعمالهم.
وتحدث فضيلته عن الأوضاع التي يشهدها العالم مؤكدا ان الأمة الاسلامية احوج ما تكون الى التعاون والتعاضد والتناصح بما يحفظ ويصلح لها دينها ودنياها وآخرتها.
وتناول فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبته الأمن الغذائي في الاسلام موضحا ان الرزق مقسوم في هذه الحياة وان الله تعالى متكفل بأرزاق العباد كما جاء الاسلام ليحقق الأمن الأخروي للمسلمين مشيرا الى ان الأمة الاسلامية خير أمة أخرجت للناس.
واشار فضيلته الى ان اعداء الأمة عرفوا ان عزها ومجدها لم يكن إلا بالاسلام ولذلك يسعون الى صد المسلمين عن دينهم موضحا ان الأمة مستهدفة في أمنها ودينها واقتصادها.
وحث المسلمين على التعاون والتآزر وعلى ان يكونوا يدا واحدة يشد بعضهم أزر بعض مؤكدا ان ذلك لن يتحقق إلا بتطبيق شرع الله.
وحذر من مكائد الاعداء وما يسنبونه للاسلام من أخطاء هو منها براء لأنه دين رحمة واحسان وليس دين ارهاب وظلم وجور وان ما ينسب اليه في بعض الاحيان من مثل هذه الأمور هو براء منها وان كانت على ايدي بعض من ينسبون الى الاسلام من ضعاف النفوس.
ودعا فضيلته الحجاج وقد وقفوا على صعيد عرفات الى شكر الله على نعمته وفضله ان هيأ لهم الوصول الى عرفة وجمعهم على هذه البقعة المباركة وقد وجدوا بيت الله آمنا مطمئنا يقوم على خدمته رجال مخلصون بذلوا الجهد والمال في سبيل راحة الحجيج.
الأمير ماجد :
عملية التصعيد تمت بزمن قياسي
وقد أكد اكد صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام لصعيد عرفات بفضل من الله العلي القدير ثم بالتوجيهات السامية والمتابعة الشخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
وقال سموه في تصريح لالجزيرة ان عملية تصعيد الحجاج الى مشعر عرفات تمت ولله الحمد في زمن قياسي واكتمل وصول قوافل الحجيج الى عرفات في أسرع وقت وفي مدة وجيزة بكل يسر وسهولة ولم يحدث بفضل من الله وتوفيقه أي حوادث تذكر.
وقال سموه ان ضيوف الرحمن ينعمون بالأمن والأمان والراحة والاستقرار وسط خدمات متميزة ومتكاملة وفرتها لهم كافة القطاعات والأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله حيث انتظم عقدهم على صعيد عرفات بعد منظومة دقيقة سارت عليها قوافلهم على شبكة من الطرق المهيأة لهم وسط انتشار جميع ابناء هذه الديار المباركة الذين جندوا لخدمتهم وراحتهم وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وافاد سموه ان الحالة الأمنية بين ضيوف الرحمن مستتبة ولم يتلق أي بلاغات عن وقوع أي حالة ولله الحمد وذلك بفضل من المولى عزوجل ثم بما وفرته حكومتنا الرشيدة من حرص على الأمن.
وسأل سموه الله عز وجل ان يتقبل من حجاج بيت الله العتيق حجهم وان يعينهم على اداء مناسكهم وان يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا.
ورفع سمو أمير منطقة مكة المكرمة أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولحكومة وشعب المملكة والأمة الاسلامية والعربية بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
متوجها الى العلي القدير ان يعيده على الجميع وهذه البلاد الطاهرة وسائر البلدان الاسلامية وهم ينعمون بوافر من الأمن والأمان والرخاء والازدهار.
مدير الأمن العام:
تصعيد الحجاج في زمن قياسي
وصرح معالي الفريق أول ركن احمد بن محمد بلال مدير الأمن العام قائلا: تم بحمد الله وفضله صعود جميع حجاج بيت الله الحرام الى صعيد عرفات المباركة في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا ورغم كثافة اعدادهم وسرعة تحركهم إلا ان رجال المرور استطاعوا بجهود مخلصة ان يسيروا أمور حركتهم على كافة المحاور المتجهة من مكة ومنى المباركة الى عرفات وكان أداؤهم في هذه المرحلة يعد نموذجا حيث انسابت حركة الحجيج في يسر ومرونة على جميع المحاور ولم تحدث أي اختناقات للحركة, كما لم تقع حوادث تستحق الذكر وقد اسفر تنفيذ الخطة في هذه المرحلة عن نجاح كبير ظهر في احساس كافة الحجاج بالراحة والأمان.
وقد قام رجال المرور بتنفيذ كافة تفصيلات الخطة من حيث تنظيم حركة حافلات نقل الركاب والتي تم تدريب سائقيها من قبل على كيفية الدخول الى مواقع اسكان الحجاج في منى وفي مكة المكرمة تنقلهم الى مواقع تواجدهم في منطقة عرفات كما شهدت مواقف حجز السيارات الصغيرة على مداخل مكة المكرمة اعداد كبيرة من السيارات استوعبتها جميعا ومن ثم اتجه اصحابها وركابها الى مقصدهم في عرفات وقد اسهم رجال الأمن في تأمين حركة الحجيج وتنقلاتهم رغم ما حفلت به الطرق المؤدية الى عرفات من كثافة للمشاة عالية حيث قدمت الكثير من المساعدات لجموع الحجيج على كافة الطرق كذلك اسهمت طائرات المتابعة الجوية في تسهيل حركة الجميع وتم من خلالها تصويرهذه الحركة في مناطق المشاعر المقدسة والطرق المؤدية منها واليها للتأكد من انتظام الحركة وانسيابها وفي نفس الوقت تابعت قيادات قوات أمن الحج أداء جميع رجال الأمن وحثهم على تقديم افضل ما عندهم كما اننا كنا على اتصال دائم بسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ونائب رئيس لجنة الحج العليا ورئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن نائب أمير منطقة مكة المكرمة لتمرير المعلومات اليهم وتلقي توجيهاتهم بصفة مستمرة.
ثم اختتم معاليه تصريحه قائلا استطيع ان اقرر ان جميع الحجاج بخير وأنهم امضوا فترة وجودهم في مكة المكرمة وفي منى المباركة في أحسن حال وتم بحمد الله صعودهم الى عرفات بكل اليسر والسهولة, ويباشر رجال الأمن دورهم في تسهيل مهمتهم وتهيئة جميع الظروف لتسهيل حركتهم وتوفير كل الأمن والأمان لمسيرتهم المباركة ليستمروا في اداء باقي المناسك في مناخ آمن هادىء مطمئن,
داعين المولى القدير ان يوفق الجميع وان يتقبل من حجاج بيت الله الحرام جميع مناسكهم.
والله من وراء القصد.
|