منذ كنا صغارا كنا نعلم ان علينا في عيد الأضحى ألا نتوقع عيدية ولا مراجيح عيد لأن العيد الكبير هو عيد اللحم كما كانت تقول جداتي,, ولأن المشاعر المقدسة على مسيرة ساعات يسيرة من مواقيتنا فقد كانت اسرتي تنوي الحج قبل الوقفة بيوم, فأتراكض واخواتي نحمّل سيارة ابي (البوقس) بحماس ومرح وكأننا ذاهبون في نزهة عظيمة، فكان عيد الأضحى في طفولتي ليس عيد الفرح بثغاء خاروف العيد وحسب بل عيد الاغتسال بماء زمزم، التسابق في المسعى، التباهي بملامسة حجارة الكعبة، جمع الجمرات من مزدلفة والتباري في رجم مرمى الشيطان.
وكنت وسط هذا الزحام الحميم اتفكر فيما يؤكده أهلي بأن لولا عتق الله لنا وفداء سيدنا اسماعيل بالكبش لكنّا نحن اضاحي العيد، فأكبر ويكبر معي امتنان عميق بنعمة الحرية والعتق التي منحها الله للمسلمين في هذا اليوم العظيم.
وأعرف معنى ألا ينحني الإنسان إلا لله وحده.
فوزية عبدالله أبو خالد