في انسيابية لم يعتورها اي خلل استقر ضيوف الرحمن القادمين من اكثر من 100 دولة في قارات العالم الخمس، استقروا منذ فجر امس على صعيد عرفات الطاهر بعد تصعيدهم اليه من مشعر منى المقدس.
وقد تمّ التصعيد الى عرفات بنظام دقيق في اطار الخطة الأمنية التي تشهد بكفاءة من وقفوا على وضع تفاصيلها وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ونائبه صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز.
وقبل مغرب شمس امس نفر ضيوف الرحمن الى مشعر مزدلفة المقدس لقضاء ليلة العاشر من ذي الحجة فيه حيث يصبحون اليوم هناك فيجمعون الحصى لرمي الجمرات والذبح.
وقد تم تطبيق نظام امني مروري جديد في حج هذا العام حقق الهدف منه وهو ضمان سلامة وأمن ضيوف الرحمن وسهولة ادائهم لمناسك حجهم.
وكان وقوف صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني من على صعيد عرفات للاطمئنان على راحة الحجاج، كان ذلك ذروة الرعاية التي تضفيها المملكة ملكاً وولي عهد ونائبا ثاني ووزير داخلية وقيادات اخرى على ضيوف الرحمن حرصاً على راحتهم وأمنهم وسلامتهم وسهولة حركتهم بين المشاعر المقدسة ليؤدوا فريضة الحج كما ينبغي ان تؤدى في اجواء من القدسية والسكينة والراحة النفسية والبدنية.
ولقد ساهمت المرافق الاضافية الجديدة التي أنجزت في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لترقية خدمات الدولة للحجاج كمّاً وكيفاً ، ساهمت في تحقيق اهداف الدولة من خدمة المسلمين في مواسم الحج إذ إن تلك المرافق اضافة الى الخطة المرورية استطاعت ان تستوعب اكثر من مليوني حاج في تلك المساحة المحدودة من الارض وان هذا الكم الهائل من الناس يتحركون في يسر وانسياب آمنين مطمئنين في تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، ولقد شهدت الشخصيات الاسلامية التي ادت الحج هذا العام ورؤساء بعثات الحج الرسمية، شهدوا جميعاً للمملكة بالتفوق الملحوظ والمثير للإعجاب على كل ما كان يمكن ان يسببه وجود اكثر من مليوني انسان في مساحة محدودة من الارض لاداء مناسك عبادتهم في وقت واحد وفي مكان واحد وهم ينتقلون من مشعر لآخر.
واعترفوا بان مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حولها والمدينة المنورة، تشهد كل عام جديد وبين كل موسم حج وآخر اضافات ملحوظة من خدمات المملكة لمزيد من الراحة للحجاج ولقبول التحدي الذي يمثله تزايد اعداد الذين يدخلون في دين الله افواجاً، والذين يقصدون منهم الاراضي المقدسة للحج أو العمرة أو الزيارة.
وتلك هي رسالة المملكة التي من اجلها جاهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ليقيمها دولة على ركائز العقيدة والشريعة الاسلامية السمحة لخدمة الاسلام والمسلمين.