** سقسقة:
ثواب الآخرة خير من نعيم الدنيا .
- الإمام علي بن أبي طالب -
* * *
اليوم عيد,, كل عام والجميع بخير,, واولئك الذين يعيشون الساعات الايمانية باداء مناسك الحج ينعمون بالطمأنينة والسير في ادائها في كل عام.
اليوم اول ايام عيد الاضحى,, والذي يحمل في قدومه معاني وقيماً اسلامية تعود بنا الى قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وتقديمه ابنه قربانا لله.
وتعود بنا الذاكرة الى ممارسة الحج في زمن آبائنا واجدادنا وما نجده اليوم من يسر وسهولة في اداء المناسك فنحمد الله ان منّ علينا بنعمه ومنحنا اليسر للتقرب اليه.
العيد بالنسبة للحجاج مختلف عنا نحن الذين بقينا في المدن نرقب الحجاج في تأديتهم للمناسك عبر شاشة التلفاز فهم يعيشون اياماً مختلفة يلجؤون فيها بكل حواسهم الى الله.
ما زلت اذكر تأديتي لمناسك الحج قبل ست اعوام بيسر وسهولة لم اكن اتوقعهما واجزم ان هذا اليسر قد تضاعف عبر هذه السنوات القليلة فلم يعد مفهوم ممارسة الحج مقترناً بالمصاعب والمشاق التي يتكبدها الحاج زمن آبائنا واجدادنا.
بيد ان اليسر لم يغير ابداً من روحانية ايام الحج وعظمة الوقوف بين يدي الله مع الملايين التي اتت من مختلف بقاع الارض لتحقيق هدف واحد وهم مختلفو الجنسيات والاجناس لكنهم متحدون تحت سماء الاسلام.
لذلك كان لعيد الاضحى وقع مميز في نفوس المسلمين حيث تتجسد في ايام الحج اعمق المعاني التي يتمناها كل مسلم من توحيد المسلمين تحت راية لا اله الا الله.
واتحاد قلوبهم ومشاعرهم تجاه بعضهم البعض تمهيداً لاتحاد اهدافهم وتطلعاتهم في ايام عيد الاضحى نستريح من اللهاث خلف الغد لنتأمل هذا الحاج الذي تجرد من كل شيء سوى لباس ساتر وترك خلفه الدنيا بكل متاعها الزائف لانه قرر ان يتجه بقلبه الى خالقه لا شيء يشغل ذهنه مال او عمل او اي من متع الحياة.
انما يمضي وقته في ذكر الله وطاعته والوصول بروحه الى اعلى درجات الانقياد الى الخالق والتسامي عن الدنيا بملذاتها في هذه الايام المباركة نرتاح الى ايمانية وصدق المسلم في اخلاصه لخالقه وندعو الله ان يعود كل حاج الى بلده مغفور الذنب وليبارك الله له مساعيه وحجه المبرور.
ناهد باشطح