في سابقة هي الاولى من نوعها، تبارى رئيس وزراء روسيا بريماكوف ورئيس جمهورية جورجيا شيفارنادزة، في اعلان تأييدهما لرئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وتمنيا ان يفوز في الانتخابات الاسرائيلية القادمة, فحسب ماذكرته الإذاعة الاسرائيلية مساء يوم الاثنين بأن الرئيس الجورجي ادوارد شيفارنادزه، قد تمنى علناً اثر اجتماعه بنتنياهو في تبيليس أن ينجح في الانتخابات القادمة، بل اكثر من ذلك اضافت الإذاعة ان شيفارنادزة دعا جميع يهود اسرائيل للتصويت لصالح نتنياهو واصفاً إياه بالاسطورة,,!!
قبل هذا الجورجي كان بريماكوف رئيس وزراء روسيا، وكما قالت الإذاعة الاسرائيلية، قد ابلغ نتنياهو بأنه لو كان اسرائيلياً لمنحه صوته في الانتخابات.
هذان التصرفان اللذان نسبا للرئيس الجورجي ورئيس الحكومة الروسية حسب علمي يشكلان سابقتين سياسيتين، إذ لم يسبقهما أحد من الساسة الاجانب في فعلتهما، التي اقل مايمكن ان يقال عنها إنها تدخلات في شئون الآخرين.
ونحن هنا كعرب لايهمنا ان ينجح نتنياهو او يفوز باراك، أو حتى مردخاي ، فكل هؤلاء لانفع من ورائهم بالنسبة لسلام الشرق الاوسط، وان اختلفت اساليب كل واحد عن الآخر، إلا ان الذي يعرفه الروس والجورجيون كما الامريكيون، ان نتنياهو أكثر الثلاثة تدميراً للسلام, فالرفيق بريماكوف والرفيق شيفارنادزة يزعمان انهما من دعاة السلام, هكذا كان يردد الرفيق شيفارنادزة عندما كان وزيراً لخارجية الاتحاد السوفيتي,, وهكذا كانت تقول تقارير وكتابات الرفيق الصحفي ممثل الكي جي بي في الشرق الاوسط بريماكوف.
ثم ما الذي يدعو الرئيس الجورجي ورئيس الحكومة الروسية الى الاتيان بمثل هذاالعمل الذي يكشف عن تدخل فج في عملية انتخابية في بلد آخر، أهو قلة ذوق سياسي,؟ ام ان هناك مصلحة ذاتية وسياسية؟ واذا سلمنا بقلة ذوق الاثنين لان الساسه المحترمين يحجمون عن مجرد دعوة مرشح لانتخابات هامة لبلادهم حتى لايتهموا بدعم ذلك المرشح، فإن الذي يبحث عن اجابة، هو ماهي مصلحة شيفارنادزة وبريماكوف في دعم نتنياهو شخصياً؟ هل لأن يهود روسيا وجورجيا الذين اصبحوا المسيطرين على اقتصاد البلدين يدعمون التطرف اليهودي وأنهما، اي الرئيس الجورجي ورئيس الحكومة الروسية ينافقان اصحاب المال في بلديهما؟
كل شيء جائز، ولكن الشيء المؤكد هو ان رحلة نتنياهو الى روسيا وجورجيا واوكرانيا رحلة انتخابية لأن كثيراً من اليهود يحملون جنسيات تلك البلدان الى جانب الجنسية الاسرائيلية، وبتصريحات بريماكوف وشيفارنادزة يكون نتنياهو قد حقق الهدف من وراء هذه الرحلة.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com