عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب الاخ محمد المطلق الوهيبي في عدد الجزيرة رقم 9664 في 27/11/1419ه مقالا تحت عنوان (الاكلات الشعبية فقدت الاقبال عليها) عقّب فيه على مقالي المنشور في العدد رقم 9650 في 13/11/1419ه، وتعقيبا عليه اقول لقد صدمت عندما قرأت مقال أخي محمد وكيف لا أصدم وهو يصف اكلاتنا المحلية المفضلة (المرقوق) و(الجريش) و(القرصان) و(المطازيز) بالاطباق الشعبية القديمة التي ليس لها اي اهمية في حياتنا وعلى موائدنا لانها اصبحت في نظره تراثا قديما ولا ضرورة في ان تتعلمها وتعدها وتطبخها فتياتنا ومن الافضل في نظره ان نستبدلها بالاكلات الحديثة (الهمبرق) و(السندوتشات) و(اطعمة الوجبات الخفيفة) وهذا هو نص حرفي لما قاله (وهذه اطباق قديمة لا يفضلها بعضنا وانا لا أختلف معك من حيث اهميتها كتراث وانما اختلافي في ضرورة تعلمها), إذاً هو يريدنا ان نحفظ هذه الاكلات ونضعها في المتاحف ونكتب تحتها العبارة الآتية (هذه اطباق اكلات قديمة كانت تعملها وتطبخها جداتنا وجدات جداتنا في الماضي ويأكلها أجدادنا واجداد اجدادنا), حقيقة لو ان هذا الكلام كتبه شخص غير سعودي لقلت انه معذور فهو لا يعرف قيمة هذه الاكلات لدى الشعب السعودي.
لقد ذكرني مقال اخي محمد قصة ذلك الشاب الذي سافر خارج قريته وعندما عاد وشاهد الدجاج في بيت اهله قال لامه (وش ها الطويرات في بيتكم) فقالت له أمه (هو يا وليدي هذه دجيجاتنا إلي انت خابر هل نسيتها), الامم والشعوب يا أخي محمد لا تهمل ولا تنسى اكلاتها الشعبية حتى ولو هاجرت الى بلاد غير بلادها فانها تنقل اكلاتها المفضلة معها اوَ لم تشاهد وتعلم ان الصينيين والهنود والعرب يفعلون ذلك في بلاد الغربة والمهجر, وأخيرا يقول اخي محمد: (إذا كان جهل البنت بصنع المرقوق تعتبره سببا في عدم صلاحيتها كزوجة فلم تكن الزوجة يوما من الايام من اجل الطبخ فقط), وانا اقول له من قال لك ان المرأة للطبخ فقط فهذه نظرة قاصرة ولكننا نريدها ان تكون ربة بيت من الدرجة الاولى وان تتعلم وتحصل على اعلى الدرجات العلمية العالية وان تعمل في الاعمال التي تناسبها ولا تتعارض مع ثوابت ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة وان تعيش حاضرها السعيد وتستشرف مستقبلها المشرق ولا تنسى ماضيها التليد فإن من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل، ومسؤوليتها في هذه الحياة اكبر من مسؤولية الرجل فهي ربة بيت الزوجية ومسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة فيه, وهي والأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعبا طيب الاعراق، وهي الطبيبة والممرضة ذات اليد الحانية والقلب الحنون, وهي المعلمة المبجلة المجتهدة في توصيل المعلومة العلمية إلى تلميذاتها, وهي الزوجة المطيعة لزوجها بالمعروف تعرف حقوق زوجها عليها فتؤديها له كاملة, وتعرف حقوقها على زوجها فلا تطالبه بأكثر منها, وهي المطيعة لربها سبحانه وتعالى المطبقة لتعاليم دينها المعينة لزوجها على فعل الخيرات هذه هي سمات وسجايا فتياتنا المؤمنات اللاتي تربين عليها في احضان امهاتهن وجداتهن الفاضلات، اماما سواها فقشور وهباء يذهب مع الريح.
محمد بن عبدالله الفوزان
محافظة الغاط