كل عام وأنتم بخير إن شاء الله في هذه الأيام الفضيلة التي يتجه فيها مئات الألوف من المسلمين إلى بيت الله الحرام لتأدية فريضة الحج جعل الله سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا ونسأل الله الكريم ان يجمع قلوب المسلمين على الإيمان الصادق والعقيدة وان يوحد كلمتهم تحت شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله,, وأن يعيد هذا العيد المبارك على بلادنا وقادتنا الكرام وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات والأمن والسلام وان يجعل لنا من أمرنا رشدا نهتدي فيه الى العمل الصالح الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة,, وهنيئا لمن اتجه الى الله بقلب سليم لا ينشد إلا رضاه ولا يقوم بعمل إلا حسب ما أنزل اليه في كتاب الله العزيز وعسى ان نتذكر دائما ان العمل الصالح عتق للرقاب من النار وحسنة في الدنيا نجدها في صحتنا وأبنائنا ونتذكر أن الذين يسعون في الارض فسادا لهم عقاب في الدنيا والآخرة حتى لو امهلهم الله جل جلاله قليلا ونسأله سبحانه ان يجعل لنا في الإسلام عزة وينصرنا على من أراد بنا سوءا وان يحفظ قادتنا وأمتنا من كل شر وسلام الله على المؤمنين.
تكريم الأخ الكريم
ان يجد الإنسان من يقدر مسيرته ويقدم إليه ما يؤكد هذا التقدير عمل نبيل ,, وهكذا وجدت في تكريم مجلة (أصداف) برئاسة الشيخ محمد آل الابراهيم لشخصي المتواضع كأول امرأة سعودية تطبع ديوانا منذ ثلاثة واربعين عاما وتبدأ مسيرتها الصحفية منذ تسعة وثلاثين عاما,, تكريما جعلني عاجزة عن التعبير عن شعوري وامتناني لهذه اللفتة الكريمة من أخ كريم، احصل عليها لأول مرة من منبر إعلامي ومع انني لم أشارك في هذه المجلة الفتية بقلمي إلا انهم شاركوني بمسيرتي ومنحوني تقديرا,, انني اشكر الشيخ محمد آل الابراهيم وأسأل الله ان يمتعه بالصحة ويجعل له في مسيرته الإعلامية النجاح والتوفيق واني والله لأشعر ان في تكريمي هذا تكريما للمرأة بصورة عامة في مسيرتها الأدبية والصحفية من عقل نير وقلب نبيل لا يفرق في العطاء الإنساني والأدبي بين رجل وامرأة فجزاه الله عني خيرا.
***
الصدى العجيب
قبل اسبوعين كتبت بجريدة الجزيرة مقالة بعنوان جزاء سنمار وذكرت بها مشكلة تلك السيدة التي عملت في قطاع ما لمدة عشر سنوات واثبتت جدارتها وحسن ادارتها حيث كانت رئيسة للقسم الذي تعمل فيه وكيف انها وجدت حولها من يكيد لها ليبعدها عن هذا العمل وينقلها الى عمل آخر عسى ان يعرقل مسيرتها ولكنها بعزيمتها واصرارها استطاعت ان تثبت جدارتها ايضا بهذا العمل الجديد الذي اعتقدوا انها لن تنجح فيه,, وقد اصابتني الدهشة للصدى الذي لاقته هذه المقالة حيث هاتفتني أكثر من سيدة ممن لا اعرفهن وكل واحدة منهن تقول كأنك كتبت عني ثم تشرح لي مشكلتها وكيف كانت تعمل بجد واجتهاد ثم تقابل بالجحود من المسؤولين الذين هم اعلى مرتبة منها والاستماع منهم لقول الكيد الذي تكيده الزميلات لها في عملها ثم تذكر الواسطة التي تمنح الحق أحيانا لم لا يستحق.
والحقيقة المرة أنه في كل مجال عمل سيجد الإنسان بعض النفوس المريضة التي تحاول عرقلة مسيرة كل ناجح او مجتهد متفوق,, ولكن هل يتخلى المرء عن فضائله واجتهاده في سبيل أمثال هؤلاء؟,, طبعا العقل والمنطق يقول لنا لا، لا يجب,, بل الواجب ان يسير المرء في عمله قدما غير آبه بالالتفات لمثل هؤلاء,, ولكن حينما تكون الواسطة هي السبب فهذه علة اجتماعية اصبحت ظاهرة,, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما,,) وحين سئل كيف لي ان أنصره ظالما يارسول الله أجابه بأن تبين له ظلمه وتنهاه عن عمل يبعده عن جادة الصواب,, بهذا المعنى أجاب,, ان الواسطة حينما تكون لنصرة مظلوم او اعطاء حق ضائع لصاحبه فهي واسطة خير.
***
الصدى العجيب
أما تلك الواسطة التي تجعل الإنسان يساند من يحب او قريبا له وهو على غير حق فهي شر له ولمن يسانده,, وياليت كل إنسان يفكر الف مرة حينما يحاول ان يتوسط لأحد هل هو بذلك محق ام هو يفكر فقط بمصلحة من يهمه أمره ولا يأبه للآخرين حتى لو كانوا هم أصحاب الحق وبذلك يظلمهم,, انني في الحقيقة أجدني عاجزة أمام مثل هذه الأمور وليس بوسعي إلا الكتابة عنها للذكرى فعسى ان تنفع الذكرى وان يعيد البعض حساباتهم بعدم التسرع في الحكم على احد إلا بعد التأكد من الأمر.
***
من مفكرتي الخاصة
القلوب المضيئة تضفي على الوجه نوراً والنفوس المطمئنة تضفي على الإنسان ملاحة وسماحة تقربه الى القلوب,.
***
أحس بخافقي عجزاً,, لأني ملكت فحسبُ,, أوتاراً تغني وحرتُ,, فكم بذي الدنيا سعيد وفيها,, من يحطمه التجني فياقلبي المعذّب لا تلمني وعن عجزي المحيّر,, لا تسلني |