* الرياض واس
تتميز منطقة ساحل البحر الاحمر بتنوع بيولوجي ذي أهمية وقيمة عالمية وقد واصلت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) تعاونها مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها لاكتشاف الكثير من الاحياء البحرية الجديدة على طول المنطقة الساحلية للبحر الاحمر.
تجدر الاشارة هنا الى ان التعاون بين جايكا والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها في هذا المشروع البحثي بدأ منذ عام 1997، وقد انتهى حتى الآن فريق الدراسة التابع لجايكا بالتعاون مع نظرائهم السعوديين من المرحلتين الاولى والثانية من هذه الدراسة.
يذكر انه في المرحلة الاولى قام الفريقان الياباني - السعودي بتجميع ومراجعة المعلومات التي سبق الحصول عليها الخاصة بمنطقة الدراسة وذلك في الفترة من شهر ديسمبر 1997م وحتى مارس 1998م اما المرحلة الثانية والتي اجريت خلالها دراسة احصائية عن منطقة الدراسة بأكملها خلال الفترة من شهر مايو وحتى نوفمبر 1998م فقد تم خلالها اعداد مراجع شامل للكائنات الحية من الاصناف التالية: الشعاب المرجانية، الطحالب، القاعيات البحرية، الاسماك، والقشريات، والطيور، والنباتات.
بعد ذلك أعد الفريق التقرير المبدئي للدراسات المشتركة للجزء الشمالي من الساحل السعودي للبحر الاحمر حول دراسة البيئات الساحلية والبحرية وكائناتها حيث تم التوقيع عليه من قبل كل من سعادة الدكتور عبدالعزيز أبو زنادة، الامين العام للهيئة والدكتور/ نوبورو ماتسوشيما، رئيس فريق الدراسة التابع لجايكا، وقد شمل هذا التقرير المبدئي على احصائيات للاكتشافات الجديدة لهذا الجزء المعروف بقيمته واهميته العالمية.
وقد عقد فريق الدراسة الياباني ورشة عمل بالتعاون مع نظرائهم السعوديين في شهر فبراير 1999م لتقديم نتائج المرحلة الاولى والثانية، وقد اوصت الندوة باختيار منطقة ضفة الوجه كمنطقة نموذجية نظرا لثراء تنوع الحياة البيئية فيها.
والجدير بالذكر ان فريق الدراسة الياباني عمل جنبا الى جنب مع نظرائهم السعوديين بطريقة متناسقة ومتجانسة مما ساعد على تبادل المعلومات والخبرة المطلوبة باسلوب فعال ومبسط.
لقد بدأت الدراسة البيولوجية في هذه المرحلة باختيار المنطقة النموذجية المختارة لاجراء الدراسات التفصيلية عليها في عدد كبير من مواطن الحياة وجرى تحديد الطرق البحثية المناسبة، كمسح 23 منطقة للمهرجان، و36 منطقة للحشائش والطحالب البحرية و14 منطقة لاسماك و32 منقطة للاحياء القاعية و16 منطقة للمانجروف والنباتات الساحلية، إضافة الى 7 مواقع للطيور، كما تم اجراء مسح جوي لحصر الثدييات البحرية وخاصة حيوان عروس البحر والسلاحف البحرية، كما اجريت المسوحات التأكيدية لها بواسطة المسح البحري للوصول الى مواطنها.
من ناحية اخرى اجريت دراسة اقتصادية اجتماعية على منطقة الدراسة متضمنة المنطقة النموذجية المختارة لفهم النشاطات السكانية والضغوط الحادثة من جرائها على الموارد الطبيعية بالمنطقة النموذجية.
بعد ذلك زار الفريق الخاص بعمل الخرائط البيئية لعدد مختلف من المواطن البيئية الطبيعية للتعرف عليها، حيث وجد ان المواطن البيئية الطبيعية مطابقة لدرجة عالية من الدقة للبيئات الموجودة على الخرائط البيئية في المنطقة النموذجية وما حولها.
وتجدر الاشارة هنا الى انه تم البدء في ادخال البيانات في نظام المعلومات الجغرافية GIS كما تم تدريب المشاركين من قبل الفريق السعودي على كيفية استعمال هذا النظام وتطبيقه.
كذلك تم انجاز الجزء الثاني من المرحلة الثالثة المخطط تنفيذها خلال مايو الى يوليو 1999م ومن المتوقع ان يبدأ العمل بالمرحلة الرابعة في شهر نوفمبر المقبل وذلك بهدف رصد الاحياء الساحلية والبحرية واعداد خريطة خاصة بها.
وقد اوضح السيد تاكاهيسا كوسانو، الممثل المقيم لجايكا بالمملكة ان جايكا تهتم بكافة امور البيئات الطبيعية التي تقود الى الوصول للاساليب الضرورية لحماية المناطق الطبيعية من التأثيرات السلبية جراء عملية التحضر, ان نشاطات التعاون القائمة بين جايكا والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها يأتي تنفيذا لاتفاقية التعاون الفني الاقتصادي التي تم التوقيع عليها من قبل الحكومتين بالاضافة الى اتفاقية التعاون المشترك للشراكة الكاملة نحو القرن الحادي والعشرين.