Wednesday 24th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الاربعاء 7 ذو الحجة


أحوال
نحو غدٍ أفضل (2)

أمس كنت اقول اننا في ظل خلط الأوراق والأدوار اللي طال ربعنا مع حمى السوق انه حتماً لا بد من وجود هيئات ومؤسسات مجتمعية لحماية النظام الاجتماعي من خروقات اصحاب الرساميل المجنونة التي اكتسحت مجالات الانتاج الجماهيري ركضاً وراء المزيد من الثراء والسلطة والشهرة وحسب,, هيئات ما هو على الورق وبس، وانما مؤسسات فعلاً تحت يديها تشريعات ولوائح وايضاً قوائم عقوبات يمكن تنفيذها على ارض الواقع,, احنا لو افترضنا مثلاً ان عندنا جهة معنية بالانتاجات الفنية وخصوصاً تلك التي تتعلق بالشعر والغناء والانتاجات الاذاعية والتلفزيونية كالبرامج الكلامية وغير الكلامية، ما ظنكم ان شغل التفاهات والعلل والبلاوي اللي قاعدة تصير هالايام في الانتاجات الجماهيرية هنا ممكن يخف شوية وترتاح اجهزة البشرية العصبية وينصلح الحال ويمكن للبني آدم فينا يستمتع بيومه بأقل قدر ممكن من العته والتهاويل؟!,, انا بطبيعة الحال ما اتكلم هنا على اساليب الرقابة الرسمية اللي تزعل الكثيرين من العالم هنا، انا اتكلم عن جهة فيها من الكفاءات الذهنية الواعية والمسؤولة اجتماعياً ولديها من القدرات التخصصية والعامة ما يؤهلها للحكم من منطلق الاخلاق والذوق والوعي بالواقع الاجتماعي على اداء هذه الوسائط الجماهيرية لرسالتها في المجتمع,, يعني هالمؤسسات ممكن تكون ذات نفوذ بمقدورها ان تسحب امتن محطة من على الهواء وبقرارات نافدة عندما تخرج الأمور عن المقبول اخلاقياً وذوقياً,, اليوم اللي حاصل في سوق الكلام والدراما والموسيقى اشبه ما يكون بطابور مشردين وعواطلية قاعدين وراء منافد البث والتوزيع الجماهيرية ويعملوا كل ما يمكن ان يطرى على بال الواحد فيهم تحت مظلات العصرنة والتحديث البرامجية والفنية,, وطبعاً واثقين كل الثقة ان ما فيه جهة ممكن تسائل بضائعهم وخدماتهم الزاحفة؟! او تقودهم للمحاكم المدنية كلما لزم الأمر,, انا اعرف ان كلامي هذا ممكن يزعل ناس كثير هنا خصوصا اللي آخر همهم ثقافة وقيم المجتمع,, واعرف ايضاً ان البعض يعتقد ان هذه الأدوار المؤسسية فيها شيء من الوصاية على حريات الناس وخصوصاً ان العالم كله في طريقه للتحرر من رقابة الأجهزة الحكومية كوزارات الاعلام والثقافة وحضرتي افكر ارجع العجلة للوراء,, ولكن تعالوا نناقش الامر بشيء من الهدوء,, في بلد مثل امريكا صحيح مافي وزارة اعلام ويمكن في هيئة معنية بالترخيص الفيدرالي والمحلي لكل بضاعة تطلع على الهواء اذاعياً وتلفزيونياً,, ومن حقها تلغي وتشطب على امتن استثمار وتحرمه من الترخيص اذا خرج عن اجندة القيم والمسؤولية من وجهة المشرع الامريكي,, هذا عدا جمعيات ناشطة اهلية تقف وراء حقوق الفئات الاضعف في المجتمع كالنساء والاطفال والمحرومين مجتمعياً وتقاضي مؤسسات الاعلام عندما تسيء للاخلاق والذوق او وجود فئة من فئات المجتمع,, هذا لاحظوا في امريكا الليبرالية,, واليوم اللي قاعد يصير في صناعة الكلام يا ناس والله ما يسر واللي قاعد يصير في صناعة الدندنة ومصفوفات الكلام المغنى والتهريج البصري ليس الا عبث تجاه كل ما هو اصيل في ثقافتنا,, وبعدين المسألة ما فيها وصاية ولا يحزنون بقدر ما هي تعريف للجهلاء والبؤساء والمعلولين والمضحوك عليهم بثقافة مجتمعهم الحقيقية لا اقل ولا اكثر, وبكره اكمل.
حبيبتي كوني يكون الوفاء سيل
تسقي مشاعرنا عروق الصحارى
كان المسافة هم ودروبها ويل
باكر خطاوينا تطول وتوارى
عبدالله الطويرقي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
الركن الخامس
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved