سقسقة
أمي صنعتني
توماس أديسون
***
لا اكتب لالفت النظر إلى الأم كنهر للعطاء يستحق الاحتفاء والتكريم طوال العمر وليس يوما من ايام العام.
لكنني أكتب عن استثمار هذا الاحتفاء لدى البعض ذلك اني شاهدت عبر إحدى قنوات مصر التلفزيونية حفل تكريم امهات متحدّي الإعاقة.
ليس المهم التوقيت او المناسبة لكن المهم الفكرة المنوطة بالاهتمام باولئك الذين منحهم الله أبناء لهم احتياجات خاصة فلم ييأسوا او يتبرموا بل بذلوا الكثير من العطاء ليجتاز ابناؤهم ظروفهم الصعبة بل ويتحدوا الاعاقة بالحصول على اعلى الشهادات والوصول الى أهم المراكز الوظيفية في المجتمع.
الأمهات اللواتي كُرِّمن في ذلك الحفل استطعن ان يقدِّمن للمجتمع شبابا متقدمين في مجالات علمية بحصولهم على شهادة الدكتواره وآخرين حصدوا جوائز في مسابقات رياضية لم يستطع الاصحاء الحصول عليها.
المؤثر بالفعل ان كل أم لم تكن تشعر بانها قدّمت لابنها او ابنتها شيئا يذكر فكلما سألت المذيعة عن الجهود المبذولة ولمن يعود الفضل بعد الله في تحدّي الاعاقة جاءت اجابات جميع الأمهات وان اختلف الاسلوب باننا لم نفعل شيئا, اولادنا كان لديهم الحماس ليجتازوا المصاعب فقط نحن ساعدناهم أي ايثار وأي قدرة على العطاء منحها الله للكائن البشري الرحيم الذي كرمه الاسلام أيما تكريم فكانت الجنة تحت الأقدام.
الفكرة التي أحب ان نضعها في الاعتبار كوننا بدأنا نهتم بذوي الاحتياجات الخاصة ان نعتني بأمهات هذه الفئة واللواتي يتميزن عن الأمهات الاخريات بالتفاني والإيثار وتقديم التضحيات في ظروف خاصة.
ان في قلب كل أم منحها الله طفلا يحتاج الى رعاية خاصة رصيدا من المشاعر المختلفة فمنذ اللحظة التي تعرف الأم بأنها ولدت طفلا بظروف خاصة تبدأ معاناة التقبّل من لديها ثم تقبله لدى الاسرة والمجتمع والسعي الدائم الى تطويره ومساعدته ليصبح فردا بناء, وليس الناس سواسية في مشاعرهم وعواطفهم ووعيهم لذلك تحتاج تلك الأمهات الى يد حانية ولسان شاكر.
كما أن بعض الأمهات ممن لايملكن الوعي الكافي يحتجن الى وسائل توجيه وارشاد حتى لانخسر عناصر فردية منتجة لمجرد انها ولدت بظروف ومعاناة خاصة, انني اعترف بأنني ولأول مرة أشعر في الحفل الذي شاهدته بأن التكريم حمل معناه الحقيقي وكان في موضعه المناسب,, في وقت صار فيه التكريم لدى البعض جزءا من مجاملة او مكاسب ودية.
أما أمهات متحدّي الاعاقة فانهن يستحققن بالفعل الاحتفاء والتكريم لانهن استطعن بفضل من الله اجتياز المستحيل الذي يتجسد في سلسلة من المصاعب والمعوقات في طريق الأبناء.
ناهد باشطح