عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواصلا مع الاهتمامات التربوية المتصاعدة بأبنائنا، فإنني اوجه هذه الرسالة إلى كل اب فأقول:
أرجوا ان يكون انتباهك أيها الأب مركزا مع ابنك بالمدرسة ومتابعته يوميا، وتهيئة الجو المناسب له بالبيت للمذاكرة ومراجعة واجباته، فعليك مهام جسام تجاه ابنك اينما كان بالمدرسة او المنزل وحتى بعد ان يصير رجلا ليشق طريقه في الحياة ونذكر من هذه المهام ما يلي:
- مراجعة واجباته، المتابعة المستمرة مع المدرسة لمعرفة مستواه العلمي وسلوكه مع مدرسيه وزملائه، التوجيه والمراقبة بالمنزل وحثه على اداء الصلاة في أوقاتها، ابعاده عن زملاء السوء، الحرص على وقته وعدم ضياعه وتنظيمه بين المذاكرة والنوم، عدم تركه يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل حيث يقول الله تعالى: (وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً) ويقول صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع فالاعداد المبكر للنشأة يعطي ثماره وهذا لا يحدث إلا في وجود رابط قوي بين المدرسة والبيت.
ويجب الحرص على زيارة المدرسة كي تتعرف على مستوى ابنك الذي انت مسؤول عنه في هذه السن بعد الله.
ونتذكر قصة الرجل الذي احضر ابنه لعمر رضي الله عنه يشتكيه، حيث قال الرجل هذا ابني عاقني فسأل عمر الابن عن شكوى ابيه فقال الولد: لقد عاقني قبل ان أعوقه, فقال عمر: كيف؟
قال الولد: يا أمير المؤمنين أبي لم يعلمني ولم ينهني عن جلساء السوء, فسأل عمر الوالد فاعترف، فقال عمر للاب: قم لقد أعقته قبل ان يعوقك.
هذه القصة بايجاز توضح جانبا من حق الابناء على الآباء.
كما يجب المحافظة على الابناء، ونمنع عنهم التقاليد والعادات السيئة خاصة نحن في عصر كثرت فيه الاتصالات، وعليك - عزيزي الاب القيام بالتعرف على ابنك وتوجيهه فيما ينفعه في حاضره ومستقبله، ولا تترك ابناءك لكثرة مشاغل الحياة بل يجب ان يكونوا أهم شيء في الحياة لانهم رجال المستقبل والعون لنا بعد الله، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له .
وبهذا نريد ان نصيغ طالبا عالما نافعا لنفسه ولنا.
أكرر رجائي بالله ثم في الآباء الافاضل بأن يعتنوا بأبنائهم لتحصيل اكبر قدر من العلم والمعرفة والذي بلا شك انه مطلب كل طالب وأب ولن يتحقق هذا المطلب إلا بالجد والمثابرة وبالمتابعة اليومية كما اسلفت لولي امر الطالب,,, أسأل الله عز وجل التوفيق والنجاح لابنائنا.