Sunday 21st March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 4 ذو الحجة


الركائز التي انطلقت منها شخصية الملك عبدالعزيز القيادية
د, عثمان بن صالح الصوينع

لقد استهوت مناسبة الذكرى المئوية الكتاب والمفكرين والشعراء فكتب كل واحد منهم ما تيسر له فمنهم من كتب كتاباً ومنهم من كتب بحثا ومنهم من كتب مقالاً ومنهم من كتب قصيدة شعرية وقد كتبت عن هذه المناسبة كتاباً في ثمانمائة صفحة منها اربعمائة عن كفاح الملك عبدالعزيز وانجازاته أقدم للقراء صفحة من هذا الكتاب الذي ينتظر النشر قريباً ان شاء الله تعالى,.
شخصية نادرة
شخصية الملك عبدالعزيز القيادية النادرة، وعبقريته التاريخية الفذة تنطلق من عدة محاور رئيسة او تعتمد على عدد من الاركان البارزة اهمها الايمان الراسخ فقد كان الملك عبدالعزيز يتمتع بالايمان القوي والثقة بالظهور والنصر على خصومه لاسترداد جميع حقوقه التاريخية المسلوبة وكان يستمد قوته الايمانية من عدة قنوات رئيسة وروافد فرعية فالقنوات الرئيسة الثقافة الإسلامية والعلوم الدينية الشرعية التي تزود بهما منذ نعومة اظفاره فقد عرف من واقع تعليمه الديني ان الإنسان الذي يعتمد على الله في جميع شؤونه ويخلص النية ويصلح الطوية ويقصد بأعماله وجه الله وعزة دينه ورفعة الاسلام وخير المسلمين ونشر تعاليم الدين وتحكيم شريعة رب العالمين واقامة العدل بين الناس وانصاف افراد الرعية والجهاد في سبيل الله، يعرف من واقع ما تعلمه ان الانسان الذي تكون اهدافه ومقاصده ونواياه حسنة ولاتتعارض اهدافه الدنيوية مع المصلحة الدينية ومنافع البلاد والعباد فإنه لابد ان يظهر امره ويعلو شأنه وينتصر على عدوه.
وقد تعلم هذه الحقائق من واقع الكتاب والسنة وسير سلف الامة وادرك ان الساعي بعمل الخير لن يخيب ابداًوان تعب، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كافية لاستخلاص الدروس والعبر وكفى بالرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة يقتدي به وبأصحابه من بعده، فإن النتيجة في النهاية النصر المؤزر ولاشك ان حسن المقاصد وشرف الوسائل اساس انتصار المجاهد، وكان الملك عبدالعزيز يتمتع بصدق الايمان وطهارة الوجدان وهذه الصفات غريزة ثابتة وملكة راسخة تكمن بين جوانحه وتقوده الى المغامرة وتحقيق المطامح، ومن القنوات الرئيسة التي يستمد منها قوته الإيمانية ان صاحب الحق الذي يسعى لاسترداد حقه المسلوب من خصومه المعتدين اقوى من المعتدي وان كان ضعيفاً بنفسه فكل من حوله يؤيده ويقف بجانبه، والنصر دائماً لصاحب الحق لان المعتدي مخالف للنواميس السماوية والقوانين البشرية ويقولون ان فرس الباغي عثور فحجة صاحب الحق قوية ولواؤه منصور ورايته مرفوعة في تاريخ البشرية كلها قال صلى الله عليه وسلم دعه فإن لصاحب الحق مقالا قالها صلى الله عليه وسلم حينما امسك يهودي بتلابيبه وكاد يخنقه، وكان يطالبه بدين عليه فقال احد الصحابة -ولعله عمر- اضرب عنقه فقال صلى الله عليه وسلم دعه فإن لصاحب الحق مقالا ، ولهذا فإن الملك عبدالعزيز متأكد تمام التاكد مما استفاده من الدروس والعبر انه معان على استرداد حقوقه التاريخية المسلوبة، وان النصر حليف الحق إذا صاحبت الجهاد نية صادقة وسيرة حسنة فلم يعتد على الآمنين ولم يظلم في كفاحه المسلمين وكان الملك عبدالعزيز يفتح البلاد من ايسر السبل.
ومن المنطلقات الداعمة لكفاحة ونجاحه الصبغة الدينية التي ترافق مسيرة الجهاد المباركة وتلف حولها سلوكياته وسلوكيات رجاله وتجعل تحركاته اكثر لمعاناً وجاذبية وقدرة على النجاح والبقاء والتغلغل في الاعماق البعيدة والابعاد السحيقة.
ومن الروافد الفرعية صلة الرحم فواصل الرحم مرحوم وموفق في مساعيه الدينية والدنيوية، ولهذا فإن الملك عبدالعزيز كان واثقاً بنصر الله وانه لن يخيب مسعاه لان من حفظ الله حفظه الله ومن عف عن الاعراض وابعد عن الخنا والمظالم تحققت غلبته، والعاف عزيز منصور شامخ الانف رافع الراس، كما ان بر الوالدين منجاة من المهالك ومنقذ في الازمات والمآزق، وكان الملك عبدالعزيز يتصف بكل هذه الصفات الحميدة، ومن كانت هذه صفاته فإنه لن يخذل ولن ينهزم حتى النهاية ومن الامور التي قوت عزيمته صفاء السريرة وصلاح السيرة واقامة شعائر الدين في المنشط والمكره والعفة عن الحرام وعن ظلم الآخرين وكل هذه المعاني موصلة الى النصر والملك ونجاح المساعي ونيل المآرب.
القوة الذاتية للمؤسس
ومن اهم منطلقات الملك عبدالعزيز القوة الذاتية ويستمد الملك عبدالعزيز قوته الذاتية التي تمتع بها من عدة قنوات رئيسة وروافد فرعية وتشمل القوة الذاتية، القوة البدنية في كمال الجسم والقدرة العقلية والتوازن النفسي والمكانة الاجتماعية والعراقة الاسرية والثقة بالنفس التي هي عامل من عوامل الطموح وباعث قوي من بواعث علو الهمة وحافز لاحراز الاهداف النبيلة وبلوغ الغاية والمآرب ودافع من دوافع المغامرات الصعبة وكل هذه المعاني والصفات متوفرة لدى الملك عبدالعزيز، فقد كان جسمه من اكمل الاجسام في عصره ومن احسن معاصريه صحة بدنية فصحته الجسمية ممتازة للغاية والصحة الجسمية تساعد على تحمل المتاعب والمشاق وتمنحه شحنات من الحيوية وتزوده بطاقات من النشاط وانواع الاستقرار النفسي، والصفاء الذهني، والرغبة في السعي للحصول على اكبر كمية من المطامح، وقد منحه الله القوة البدنية التي تعينه على تحمل الاصابات في المعارك التي يخوضها واحتمال كثرة المشي على الاقدام، والسهر والجوع والعطش وغير ذلك مما يمر بالمحاربين الذين يقطعون الصحاري الشاسعة القاحلة على الجمال، وقد يصاب في المعركة الإصابة البليغة ومع ذلك لا يستسلم لتلك الاصابة مادامت تدب في جسمه الحياة، ويقاوم بقدرة فائقة، فلا تتحرك في جسمه الامراض والآفات التي تقعده عن مواصلة الهجوم او التراجع او الادلاج في الليل والنهار في الحرارة الشديدة او البرودة المزعجة، وقد يصاب غيره بما يصاب به فتقعده الاصابة عن مسعاه، او قد تهلكه لعدم قدرته على تحمل الالم والصبر على المصائب ومعلوم ان الضعف العام والامراض البدنية تؤدي الى الاضطرابات النفسية التي تحد من النشاط والطموح،وتؤثر على القدرات العقلية وقد قيل العقل السليم في الجسم السليم ، ولكن الملك عبدالعزيز لكمال جسمه واعتدال صحته اقل تاثراً بذلك مما سواه، وقد نقل عنه المؤرخون المحققون والذين رافقوه في كفاحه في مسيرته واخذ من مفهوم خطاباته التي القاها في كل مناسبة مايدل على هذا القول، ومن اروع الصور ما نقله قلعجي في كتابه موعد مع الشجاعة,.
لقد بلغت الجراح في جسمه ثلاثة واربعين جرحاً بعضها من السيف، وبعضها من الرصاص، وبعضها من شظايا القنابل، وهذه الجراح اعظم شاهد على ما امتاز به من شجاعة وبطولة واقدام، فهو دائماً في الصميم من المعركة، يزاحم الابطال ويتلقى بصدره السيوف والنبال، وقد عرف مرارة الهزيمة مرة ولذة النصر مرات، فلم يكن ليقنط من روح الله في انكسار وما كان ليستشعر الخيلاء في انتصار.
ومن اروع صور بطولته واصدق الامثال على شجاعته ما حدث في وقعة كنزان، وقد انهزم فيها جند عبدالعزيز، وانهزم هو مع الجند، وكان وشاح الليل يلف ارض المعركة، فاخذ عبدالعزيز يتفقد فلول جيشه، فشاهد اثنين من خدم اخيه سعد كانا يرافقانه، فسألهما عنه، فقالا:
- لقد قتل,.
فقال عبدالعزيز
-اكبر ظني انه اصيب فتركتموه وانهزمتم,, ويجب ان ارجع لانقاذه,, فقال المرافقان ومن معهما:
-ياعبدالعزيز ان الاعداء كانوا قابضين على زمام فرسه، وقد قتلوه ونحن ننظر اليه,.
فابى الا ان يعود الى ارض المعركة للبحث عن اخيه سعد، لعل فيه بقية من رمق فينقذه من الموت.
وكان افراد العدو لما عرفوا شخصية سعد قد تشاوروا فيما بينهم، واجمع امرهم على ان عبدالعزيز لن يترك سعداً ولابد ان يعود اليه، فتركوه ملقى على ارض المعركة وكمنوا حواليه ينتظرون قدوم عبدالعزيز.
ولما رأى عبدالعزيز بياض سعد في ظلام الليل، ترجل عن فرسه وحمله واخذ يقبله، فاطلق رماة العدو النار عليه، واصابت احدى الطلقات حزامه المملوء بالرصاص فانفجرت منها اربع رصاصات وشقت بطنه شقاً، فاسرع الى شده بحزام آخر، وعاد باخيه الى معسكره، ولم يعلم الجند المرافقون له باصابته الا في الصباح حين رأوا الدم، فسألوه فاجاب:
-جرح بسيط في فخذي مس الجلد مساً رفيقاً.
ولماوصل الى نخل القصيبي في ضواحي الحسا، بعث خيالاً ليأشتيه بملابس وشاش، ونزل في ساقية الماء، ثم كشف عن جرحه فأعاد الامعاء والشحم الى مكانها، ولف عليها الشاش، وكان معه سلطان الجبر وسعيد الماجد، فقال لهما:
- إذا علم احد بإصابتي غير كما حاسبتكما حساباً شديداً.
ثم غير ملابسه وعاد الى المعركة وكان الجند قد ضعفت عزيمتهم لما اصاب قائدهم فلما رأوه بينهم بطلعته المهيبة وابتسامته المشرقة، استعادوا شجاعتهم وبسالتهم، اما هو فخاطبهم قائلاً:
- ايها الاخوان، لو انني بقيت وحدي دونكم فلن اتقهقر، وقد عزمت على ان ادفن هنا او ابلغ النصر، فمن شاء ان يبقى معي فليعمل مشكوراً، ومن شاء ان يعود فليرجع الى اهله.
فأجابه الجند بصوت واحد:
-نحن معك ياعبدالعزيز حتى الشهادة.
وتجددت المعركة، وكان الفوز لعبدالعزيز في نهايتها.
وكانت شجاعته تقترن بالشهامة والنبل، والايمان بالله، ولعل اعظم مظاهرها الترفع عن الانتقام وهو قادر عليه، فما من عدو ظفر به وانتقم منه مهما كان ذنبه بليغاً، بل كان يعفو عمن حاربوه، واصابوه بالجراح، وقتلوا من اهله وجنده، ويستقبلهم بعطف صادق،ومودة صافية، وقلب لا يعرف الضغينة والحقد.
كان عبدالعزيز قد اكتسب المحبة والمهابة بالنية الطيبة والعمل الصالح والخلق الكريم واقتناع الجميع بأنه لايريد الا مرضاة ربه، ولايتمنى الا ان تتحد كلمة العرب، وتتساند قوى المسلمين، ليستردوا مجدهم المضيع وسلطانهم المسلوب.
وقد اوحت هذه المعاني العميقة الى المستشرق المجري جرمانوس ان يقول في عبدالعزيز هذه الكلمات المضيئة:
ابن سعود بطل بما تسعه هذه الكلمة القصيرة من معان، فقد جرح مرات عديدة في حياته التي قضاها دون خشية من احد، الا من الله العلي القدير, وهذه الجروح تؤكد لنا حقيقة البطولة في قلبه الذي قُدّ في الشدائد من صخرة، وهو بعيد عن تلك ليّن هيّن سهل، تحمل دخائله ما تحمله القلوب التي تدري كل شيء في الحياة.
ولقد احصيت وانا اتأمله بأناة ودقة جملة مايشع من عينيه من ظواهر الصفات التي تفصح عنها بعض العيون، فإذا انا من هاتين العينين، حيال بريق تخرج منه الجرأة النادرة، النافذة الآسرة، ولكن الجرأة والادارة تحوطهما اضواء كثيرة للدلالة على مافيه من خصائص الطيبة والمحبة.
ولقد استروحت في احاديثه، العواطف التي تصدر عن اب يحيط ابنه بجليل سجاياه، حتى يتأثرها ويحتذيها، وكانت هذه الاحاديث دلالة قوية على اني اجلس الى رجل غربي التفكير، مع ماهو مفطور عليه من اغراق في رعاية الجانب الديني وتسويده على مشاعره جميعاً.
وهكذا مستني وانا اصافحه تلك الرهبة التي تمس العارف بأقدار الابطال حينما تكون يده ملء يد البطل.
نعم لقد دلني الملك ابن سعود وانا اصافحه انني اضع يدي في يد بطل من اكبر ابطال العالم في الجيل الحديث .
موقف بطولي آخر
ومن الامثلة الكثيرة التي رويت عن جلده وصبره وقوة تحمله للألم، أنه كان جالساً في مخيمه بعد احدى المعارك، وكان عنده بعض قادة الجند ورؤساء القبائل، فتسلق احد افراد العدو نخلة واطلق النار عليه، فلما احسوا بوقوع الرصاصة بينهم، تطلعوا فيما حولهم وسألوا:
-هل انت سالم يا عبدالعزيز؟
فقال: انا سالم، ولكن هل انتم سالمون؟
ولم يتزحزح من مكانه ولبث هنيهة، ثم قال للجند المحيطين به:
-ابتعدوا فاني اريد ان اختصر بالجماعة.
فلما ابتعد الجند، قال لمن بقي معه من خاصته:
-الرصاصة اصابتني في فخذي، ولكني سليم إن شاء الله,, وسوف استند عليكم بحجة ان رجلي تخدرت من الجلوس، الى ان ادخل الخيمة، وانت يا هباش بن هرشان احمل المفرشة لئلا يرى الجند الدم فيها.
ودخل الخيمة وغير ملابسه، وكانت الرصاصة مخترقة الفخذ، وحشا موضع الاصابة بالصبر، وحزمها وخرج على الجند وقال لهم:
-مارأيكم في الذهاب لابن صباح نتقهوى عنده؟
ومشى على رجليه,, ولم يعلم احد من الجند انه مصاب.
وروى الدكتور رشاد فرعون طبيبه الخاص قصة عجيبة من هذا القبيل، فقال:
اردت ان اخرج رصاصتين استقرتا في بطن جلالته اثناء احدى المعارك، فأتيت بالمخدر لأحقنه به، فقال لي:
-ماهذا؟
قلت:البنج.
قال:لماذا؟
قلت:للتسكين، حتى لاتتألم,.
فضحك وقال:
-دعك من هذا,, وبعد البنج ماذا تنوي ان تفعل؟
قلت: بعد ذلك اشق بالمبضع جلد البطن في موضع الرصاصتين واخرجهما ثم اخيط الجلد,.
فطلب مني المبضع، وتناوله بيده،وشق موضع الرصاص، واخرج الرصاصتين، ثم قال لي:
-الآن تستطيع خياطة الجرح، ولاتحتاج معي الى البنج,.
وقال الدكتور فرعون : كان رحمه الله اقوى من الالم!,, انتهى (1)
ويروى انه قد اصيب في وقعة البكيرية اصابة قوية يبرك منها الجمل ومع ذلك ظل ما شياً ولم يستسلم لتلك الاصابة ونجاه الله منها.
ومن الصفات الجسمية التي يتمتع بها القوة العضلية وهذه ميزة يراها اترا به ولداته من الصفات التي لاتتوفر الا في القائد عادة فقد ظهرت عليه موهبة القيادة وصفات الزعامة وهو شاب يافع وكان طويل القامة بلغ طوله اكثر من المترين عريض المنكبين ولم يكن في جيله من يساويه في كمال الاجسام والقوة البدنية، وكان اذا ركب الحصان تكاد تصل رجلاه الى الارض.
الأبعاد النفسية لشخصية الموحد
واما الابعاد النفسية فانه يتمتع بحالة نفسية عالية مستقرةوبهذا الكمال الجسمي والنفسي يكون كمال العقل كما قد قيل العقل السليم في الجسم السليم ، وكان من اكمل مرافقيه عقلاً، وأحدهم ذهناً، واشدهم ذكاء واكرمهم خلقاً، والمعروف انه لايسود على الجماعة الامن كان يتمتع بهذه الصفات، وقد اعتمد بعد الله على قوته الجسمية، وقدرته العقلية ، وحكمته ودهائه، وثقافته الدينية والسياسية وعراقته الاسرية.
ولذلك يوجد الشخص الواحد فيسود الجماعة وفيهم من هو اكبر منه سناً وقد يساويه في القوة البدنية ومع ذلك فان الاجماع ينعقد على هذا الشخص ويرضى به الجميع لهذه الاشياء التي انفرد بها من بين اقرانه واخوانه وابناء عمومته ورفاقه، ولذلك فقد اقروا عبدالعزيز على الرئاسةوبايعوه على الامارة على الرغم من صغر سنه من بينهم والمعروف انه في واقعه ذلك لايخشون سطوته لانه ليس له سلطة او شوكة ولكنهم ساروا خلفه رغبة وانضموا اليه لتحقيق مآربه وطموحاته.
واما البعد الاجتماعي فإن عبدالعزيز بحكم مكانته الاسرية، وعراقته الاصيلة في النسب، وحقوقه التاريخية القديمة، فإن الناس عامة في انحاء الجزيرة العربية- الموطن الاصلي للعنصر العربي- تكن له الولاء والوفاء والمحبة ويملك عبدالعزيز رصيداً ضخماً من التأييد والولاء والوفاء، ولذلك فانه بمجرد ان سمعوا بدخول عبدالعزيز الرياض تسارعوا لتأييده ومبايعته ومساعدته واستجابوا لدعوته ، وناصروه وساروا خلفه مباركين،وكان للنزعة الدينية والدعوة الاسلامية التي يتصف بها جهاده دور هام يحمل الناس على تأييده، لانه اصبح في نظر الجميع يمثل اتجاهاتهم وطموحاتهم المختلفة، فالمتحمس لنصرة الدين يجد رغبته في شخصية الملك عبدالعزيز، والذي كان يفكر بالجماعة واقامة العدل بين الناس وتحكيم الشرع ونشر الدعوة الإسلامية والعيش بأمن وامان في بلده وفي حقله وفي مكان عمله يجد ذلك في الملك عبدالعزيز والذي يطمع في العزة والكرامة والرفعة والسؤدد لبلاده يجده في مرافقة عبدالعزيز، ومن هذه المنطلقات المتعددة ومن تلك المسارات المتنوعة كثر انصاره وتزاحم عليه المؤيدون، فكان الملك عبدالعزيز لاينطلق من فراغ بل انه ابن وحفيد لعدد من الملوك والزعماء الذين سادوا في نجد منذ خمسمائة وسبعين عاماً وهذا عامل قوي من عوامل استقباله وتأييده ومنحه الولاء والوفاء والمحبة.
(1)موعد مع الشجاعة قدري قلعجي، ص253/261

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير