Sunday 21st March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 4 ذو الحجة


حول رئاسة تعليم البنات
دفاعنا عنها له ما يبرره

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في هذه الصفحة بتاريخ 23/11/1419ه تعقيب الاخت: مهر السبيعي على ما كنت قد كتبته في الصفحة ذاتها بتاريخ 16/11/1419ه حول بعض الاتهامات الواهمة الموجهة الى تعليم البنات,, ومثل هذا الرد اعني رد الفعل هو بالنسبة لي من الردود المتوقعة لسببين:
1- حتمية الاختلاف في الرأي وقديما قالوا: ان للناس افكارا متباينة بعدد رؤوسهم.
2- ما اعرفه من الحرص الشديد من جانب الكثيرين في مجتمعنا بكل اسف على تغليب جانب المصلحة الذاتية على جانب المصلحة العامة ومن حرص كل كاتب على تغليب وجهة نظره واغلاق المنافذ امام الحوار الهادف مع ان الاصل هو تغليب جانب الحق والصواب باعتبار ان الحق احق ان يتبع ولان هذا نهج السلف المستمد من مبادىء الدين وفي هذا يقول الشافعي رحمه الله: ما ناظرت احدا الا تمنيت ان يجري الله الحق على لسانه, ورغبة في تقريب وجهات النظر وازالة بعض اوجه الالتباس حول هذا الموضوع مدار الحديث فانني اعقب بهذه النقاط:
1- انا لا اخشى نقمة القراء كما تظن الاخت الكاتبة لانني اعبر عن وجهة نظري واكتب عن امر يتعلق بالمصلحة العامة ومن يكتب عن مثل هذا الامر لا يهمه من يتناوله من بعده متأثرا بنظرته الخاصة او بمصلحته الخاصة ولا سيما عندما يخرج هذا التناول عن دائرة النقد السوي والكتابة الصحفية الهادفة الملتزمة بالتجرد والموضوعية مما يزيد من عدم اكتراثي ويجعلني لا اشقى بما اكتب ولا بما يقال عنه متمثلا في ذلك قول ابي الطيب المتنبي
انام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
ولكنني اظل على قناعتي بأن على كل مواطن غيور على مصلحة هذا الوطن وطن القداسات والامجاد ويجد في نفسه القدرة على الكتابة ان يشارك برأيه وفكره دونما خوف او وجل ان تصيبه سهام النقد الطائشة لانها سهام دائرة لا تضر الا اصحابها ولو كانت سهام النقد من هذا القبيل تقتل او تجرح لكان كل من نشاهدهم من كبار الكتاب والادباء والمصلحين في عداد القتلى او المعوقين، لكن يظل للانتقادات غير المنضبطة آثارها السلبية على اتجاهات المصلحة العامة والتشويش على القائمين عليها.
2- اذا كان فيما كتبته دفاع عن الرئاسة فهو دفاع له ما يبرره باعتبار ان الهجوم عليها اساسا هجوم في غير محله ومن محاسن الصدف انه بعد اقل من اسبوع من نشر هذه الكتابة نشر الاخ الكاتب النابه: عبدالله بن بخيت بتاريخ 20/11 في زاويته يارا مقالة تحت عنوان الهجوم الضاري على الرئاسة العامة لتعليم البنات وصف فيه بعض ما تواجهه الرئاسة من حملة ضارية من كثير من الكتاب والصحفيين كجدار قصير يتسلى الكثيرون لاسيما النساء بالتنطيط عليه وهو موضوع انصح الاخت مهر ومن يشاركها وجهة نظرها بالاطلاع عليه خاصة النساء اللاتي علمتهن الرئاسة واحتضنتهن منذ الصفوف الاولى واشفقت عليهن اشفاق الوالدة على ولدها بالطبع تنفيذا لتوجيهات ولاة الامر يحفظهم الله وكان رد الجميل من قبيل
اعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
والا وهذا على سبيل التمثيل كيف جاز للاخت الكاتبة ان تصف الرئاسة بأنها سبب معاناة النساء وكيف جاز حتى لاحد اصحاب الدالات ان يختار لكتابته عنوان: المتاعب تترى من رئاسة تعليم البنات ثم لا يذكر شيئا يليق بدرجته العلمية ويليق بهذا العنوان الجارح بل يدفعه التحامل الى درجة ان يتساءل- هل الاجدى ان يدير قطاع تعليم البنات نساء من قمة الهرم الى قاعدته.
3- اخطأت الاخت مهر بتسمية البند 105 بند الفقر مجاراة لاحدى مديرات المدارس التي توجه النشء مع الاسف وهي تسمية غير لائقة من وجهة نظر ادبية فقد انحسر الفقر والخوف تدريجيا عن بلادنا منذ ان وطئت اقدام المؤسس يرحمه الله ثرى الرياض بسلام ونادي مناديه: الحكم لله ثم لعبدالعزيز اما التفاوت الحاصل في الارزاق فسنة الله في خلقه مصداقا لقوله تعالى: ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون وهذه التسمية غير لائقة ايضا من وجهة نظر شرعية لانها من ازدراء نعم الله وفي الحديث: لينظر احدكم الى من هو دونه فذلك اجدر الا تزدروا نعم الله عليكم ثم هي قبل ذلك تسمية غير لائقة من وجهة نظر منطقية وعقلية ففي المقاييس البشرية ليس فقيرا من يتقاضى 4000 ريال دخلا شهريا خاليا من كل الاستقطاعات الضريبية وفي مجتمع مخدوم بالتعليم والعلاج المجاني, اخذا في الاعتبار ان التعيين على هذا البند انما هو لفترة مؤقتة وتمهيدية للتعيين الدائم على المستويات المناسبة.
وباختصار فليس بنا فقر ولا فاقة بحمد الله اذا نظرنا الى احوال الامم المجاورة او نظرنا الى ما كان سائدا في هذه البلاد في فترة زمنية ولت يصورها هذا المقطع من قصيدة قديمة للشاعر مقبل العيسى حول القرية النجدية واهلها في زمن مضى يقول مقبل واصفا بوابة السور
عشعش البوم عليها
والبلى اتلع جيده
ان تقع عيني عليها تتألم,, تتألم
فهي حقا من بقايا عهد عاد
ساكنوها عيشهم من شدة الفقر قتاد
يأكلون الضب والعشب واطراف الجراد
وقد اكلت بنفسي اطراف الجراد القصاميل من الحاجة وليس كما يؤكل الجراد لو ظهر الآن.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved